دراسة: مجتمعات غانا تواجه مستويات خطرة من السموم المرتبطة بالتعدين
دراسة تحذّر من أنّ استخراج الذهب الحرفي في غانا زاد من معدلات تلوّث الزئبق إلى مستويات خطرة حيث وصلت قراءات التربة في بعض المناطق إلى 134 ضعفاً فوق المعدلات التي تعدّ آمنة.
-
عامل منجم حرفي غير قانوني يتفقّد صخرة محفورة بحثاً عن آثار الذهب في غانا 2024 (رويترز)
أظهرت دراسة مدعومة من الحكومة أنّ الطفرة في استخراج الذهب الحرفي في غانا دفعت تلوّث الزئبق إلى مستويات خطرة في المجتمعات المضيفة حيث وصلت قراءات التربة في بعض المناطق إلى 134 ضعفاً فوق الكميات التي تعتبر آمنة.
ويستند التقرير الذي أعدّته مجموعة "بيور إيرث" البيئية ومقرها نيويورك وهيئة حماية البيئة في غانا على عيّنات تمّ أخذها على مدار عام من التربة والمياه والمحاصيل والأسماك في ست من مناطق التعدين الثلاث عشرة في غانا، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
ساهم ارتفاع أسعار السبائك في نمو سريع في قطاع التعدين الحرفي ضعيف التنظيم، والذي يضمّ مناجم ذهب صغيرة، ما أثار مخاوف بشأن العواقب الصحية المحتملة.
وسجّل الباحثون مستويات الزئبق في تربة كونونغو زونغو بمتوسط 56.4 جزءاً في المليون، وهو ما يفوق بكثير الحد الآمن الذي حدّدته منظمة "الصحة العالمية" والبالغ 10 أجزاء في المليون. وبلغت ذروة قراءات الزئبق في المنطقة 1342 جزءاً في المليون خلال فترة البحث.
"التعرّض التراكمي يشكّل خطراً صحياً خطراً"
وإضافة إلى التلوّث بالزئبق، وصلت مستويات الزرنيخ إلى 10060 جزءاً في المليون، وهو ما يزيد بنسبة 4000% عن إرشادات "الصحة العالمية"، بحسب التقرير الذي يضيف أنّ "التعرّض لكميات كبيرة من الزرنيخ يمكن أن يسبّب تلف الجلد والفشل الكلوي ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة والمثانة والجلد من خلال المياه والطعام الملوّث".
وأشار التقرير أيضاً، الذي صدر لخبراء البيئة والمسؤولين الحكوميين في اجتماع في أكرا بتاريخ 18 أيلول/سبتمبر، إلى أنّ "التعرّض التراكمي لهذا الخليط من المعادن السامّة من خلال مسارات متعدّدة - الابتلاع والاستنشاق والاتصال الجلدي - يشكّل خطراً صحياً خطراً يتطلّب التدخّل الفوري".
ويقول خبراء البيئة بما في ذلك جماعة الضغط "أ روشا غانا" ومقرها أكرا إنّ التلوّث السامّ الناجم إلى حد كبير عن التعدين غير المنظّم والصغير النطاق للذهب منتشر في جميع مناطق التعدين الثلاث عشرة.
ووعد الرئيس الغاني جون دراماني ماهاما بشنّ حملة صارمة على التعدين غير المنظّم وتأسيس مجلس الذهب الغاني للإشراف على القطاع، على الرغم من أنّ المنتقدين يقولون إنّ التقدّم بطيء وإنّ الغانيين نظّموا احتجاجات تطالب باتخاذ إجراءات ضدّ التعدين غير القانوني.
