سوريا: الإعدامات الميدانية في الساحل تخلف 1383 شهيداً غالبيتهم من الطائفة العلوية
المرصد السوري لحقوق الإنسان يؤكّد أنّ قوات الأمن ووزارة الدفاع وقواتها الرديفة في سوريا ارتكبت عمليات إعدام ميداني، وتهجير قسري، وحرق منازل، مع غياب أيّ رادعٍ قانوني.
-
سيارات أحرقها مسلحون على خلفية طائفية في مدينة اللاذقية عند الساحل السوري (وكالات)
ارتقى 1383 مدنياً على الأقل غالبيتهم العظمى من الطائفة العلوية من جرّاء أعمال العنف التي شهدتها منطقة الساحل في غرب سوريا، اعتباراً من السادس من آذار/مارس الجاري، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة.
"المسلحون الذين هاجموا حي القصور يوم الجمعة كانوا ملثمين ويرددون عبارات طائفية ولديهم ملامح أجنبية"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 12, 2025
شاهدة عيان من بانياس في الساحل السوري لـ #الميادين #سوريا pic.twitter.com/V5xHTQ1Lau
وقال المرصد إنّ 1383 مدنياً قتلوا خلال "عمليات إعدام على يد قوات الأمن ومجموعات رديفة لها يومي 7 و8 آذار/مارس"، موضحةً أنّ "الحصيلة تواصل الارتفاع لأنّ توثيق أعداد القتلى لا يزال مستمراً".
" أطالب بحماية المكون العلوي السوري وفتح باب اللجوء لنا"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 12, 2025
شاهدة عيان من قرى ريف بانياس تروي لـ #الميادين #سوريا pic.twitter.com/Uvipp7zo3j
ووثق المرصد السوري 3 مجازر جديدة في محافظات طرطوس واللاذقية وحماة راح ضحيتها 158 مدنياً، غالبيتهم من الطائفة العلوية، وفقاً للتوزيع التالي: طرطوس (49 ضحية)، اللاذقية (25 ضحية)، حماة (84 ضحية)، محذراً من دفن الضحايا بشكلٍ جماعي.
كذلك، بيّن المرصد أنّ عدد المجازر الموثّقة والمرتكبة في الساحل السوري والمناطق الجبلية 50 مجزرة راح ضحيتها: في اللاذقية (683 ضحية)، طرطوس (433 ضحية)، حماة (225 ضحية)، حمص (12 ضحية).
انتهاكات حقوقية
وفي السياق ذاته، حذّر المرصد السوري لحقوق الإنسان من الآلية التي يتم من خلالها دفن الضحايا في مقابر جماعية في الساحل السوري بعد توثيق المرصد لمقتل نحو 1300 مدني من أبناء الطائفة العلوية.
شاهدة عيان من بانياس لـ #الميادين: الشوارع امتلأت بالجثث قبل دفنها في مقابر جماعية#سوريا #الساحل_السوري pic.twitter.com/3mbbHMmSLL
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 12, 2025
ويخشى المرصد "تحوّل هذه المقابر إلى بروباغندا يتم استغلالها لاحقاً لترويج سرديات تخدم أجندات سياسية وإنسانية ويُتهم من خلالها من يسمون بفلول النظام بارتكاب جرائم حرب، الأمر الذي يهدد حقوق الضحايا وذويهم ويطمس حقيقة ارتكاب مجازر جماعية بحق أبناء عزل من الطائفة العلوية".
ولفت المرصد إلى أنّ قوات الأمن ووزارة الدفاع وقواتها الرديفة ارتكبت عمليات إعدام ميداني، وتهجير قسري، وحرق منازل، مع غياب أيّ رادعٍ قانوني.
"نعيش في البراري منذ 4 أيام والبعض مات من البرد في العراء.. الأرض شبعت من الدماء افتحوا لنا الحدود لكي نغادر ونترك لكم كل شيء"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 12, 2025
شاهدة عيان من قرى ريف بانياس تروي لـ #الميادين بعض المشاهد القاسية التي رأتها#سوريا pic.twitter.com/pRRVSSSqia
ونتيجةً لهذه العمليات الإجرامية، تفاقمت الأوضاع المعيشية في الساحل وجباله، مع استمرار انقطاع المواد الغذائية والاحتياجات اليومية للعائلات منذ أيام.
ووجّه السكان نداء استغاثة، لتوفير الاحتياجات الرئيسية، في ظل انقطاع الكهرباء ومياه الشرب، وتوقّف بعض الأفران منذ 4 أيام في بعض المناطق، ولا سيما أحياء في مدينة اللاذقية وجبلة، إضافةً إلى مناطق واسعة في أرياف الساحل.
مطالب دولية ومحلية
وكذلك، دعا المرصد المجتمع الدولي إلى التحقيق العاجل في الانتهاكات وإرسال فرق توثيق مستقلة.
وطالب السلطات السورية بمحاسبة العناصر المتورطة في عمليات القتل، محذراً من أنّ "الإفلات من العقاب يُهدد الاستقرار المجتمعي في مرحلة ما بعد سقوط النظام".
شاهدة عيان من بانياس لـ #الميادين: الفصيل الذي نفذ الجرائم لا يزال موجوداً في قرى الساحل حتى الآن والأهالي لا يزالون منتشرين في الغابات#سوريا #الساحل_السوري pic.twitter.com/zYjwE08iEf
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 12, 2025
وكان الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع أكّد، الأحد الماضي، أنّ "المخاطر التي تواجهها سوريا اليوم ليست تهديدات عابرة، فهي مخططات لزرع الفتنة وعدم الاستقرار في البلاد".
وشهدت مناطق الساحل السوري في الأيام الأخيرة، فوضى أمنية وإعدامات ميدانية، ارتكبتها جماعات مسلحة توصف بـ"غير المنضبطة" تابعة لوزارة الدفاع والأمن الداخلي.