غالانت يفضح كذبة "نفق فيلادلفيا": قناة مياه بسيطة تحت الأرض

وزير الأمن الإسرائيلي السابق يوآف غالانت يعترف بأن ما رُوّج له كنفق عميق قرب محور "فيلادلفيا" ليس سوى قناة مياه، مؤكداً أن الرواية فُبركت لتضخيم أهمية المحور وتأخير صفقة الأسرى.

0:00
  • غالانت
    صورة النفق المزعومة التي روّج لها الاحتلال في محور "فيلادلفيا" لتبرير عدوانه واحتلاله للمنطقة (وكالات)

كشف وزير الأمن الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، الثلاثاء، أنّ الخندق الذي عثر عليه "الجيش" الإسرائيلي في محور "فيلادلفيا"، وتم تسويقه على أنّه "نفق عميق"، يقع على عمق متر واحد فقط تحت الأرض، وما نُشر حينها هو كذب.

واعترف غالانت في مقابلة مع قناة "كان 11" الإسرائيلية، أنّ "النفق كان لنقل المياه، ومغطى، مثل تلك التي تمر بها أحياناً أثناء القيادة تحت طريق سريع"، مضيفاً: " هو ليس على عمق 20 أو 30 متراً تحت الأرض".

وأشار إلى الخطوات التي قام بها الإعلام الإسرائيلي لصنع رواية كاذبة، قائلاً: "قاموا بتغطيته بالتراب، التقط أحدهم صورة له، وأثاروا حوله ضجة كبيرة، الكثير من العناوين، وفي نهاية المطاف لم تمر أي وسائل قتالية عبر محور فيلادلفيا".

وأكّد غالانت، الذي كان وزيراً للأمن حينها، أنّ الغرض من تلك الرواية المفبركة، هو "للمبالغة في أهمية محور فيلادلفيا والسيطرة عليه وتأخير صفقة الأسرى".

بدورها، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إنّ آفي عميت في برنامج "زمن الحقيقة" في قناة "كان 11"، كشف ما وراء الصورة التي تم تداولها في "إسرائيل" بشأن محور "فيلادلفيا"، وتبين في التحقيق أنه "على عكس ما تم عرضه على الرأي العام، فإن هذا ليس نفقاً متطوراً، بل قناة ضحلة مغطاة بالتراب".

وفي 4 آب/أغسطس 2025، زعمت وسائل إعلام إسرائيلية العثورعلى "نفق ضخم قرب محور فيلادلفيا يسمح بمرور مركبات".

ما هو محور "فيلادلفيا"؟

محور صلاح الدين أو "فيلادلفيا"، هو عبارة عن شريط، عرضه مئات الأمتار ويبلغ طوله 14 كيلومتراً (8.7 أميال) يقع على طول حدود غزة مع مصر، ويعد جزءاً من منطقة عازلة بموجب اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وكيان الاحتلال عام 1979.

وطالبت "إسرائيل" بالسيطرة على المنطقة الحدودية، حيث ادّعى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن "السيطرة على الممر ضرورية لمنع حماس من استئناف تهريب الأسلحة عبر الأنفاق الواقعة تحته".

الأمر الذي أشعل نزاعاً بين نتنياهو، ووزير الأمن حينها، يوآف غالانت، حيث وصف الأخير أولوية السيطرة على الممر بـ"وصمة عار أخلاقية"، وتابع أنّ "أهمية ذلك هي أن حماس لن توافق، لذلك لن يكون هناك اتفاق ولن يتم إطلاق سراح أي أسير".

اعترافٌ ليس الأول من غالانت

ويُعدّ هذا الاعتراف الخطير من الوزير الإسرائيلي، ليس الأول من نوعه، بل سبقته اعترافات عدة متعلقة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولبنان، والتي بدأ بالكشف عنها بعد إقالته.

وكان قد أقرّ غالانت، بأنّه تمّ إعطاء "الجيش" الإسرائيلي، أوامر باستخدام ما يُسمى إجراء "هنيبعل"، أي "قتل الأسرى مع آسريهم في الحرب".

وفي مطلع شباط/فبراير الماضي، نقلت "يديعوت أحرونوت" عن غالانت أنّه "في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2023 طلب المستوى الأمني شنّ عملية عسكرية ضد أهداف واسعة النطاق في لبنان، وتضمّنت الخطة اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله".

ولفت إلى أنّ الخطّة قضت أيضاً بـ"قتل نحو 15 ألف عنصر من حزب الله خلال الساعات الأولى من الحرب، وذلك بعد تفجير أجهزة اللاسلكي المفخّخة عند بدء المعركة".

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك