قائد الجيش الأفغاني رداً على تهديدات ترامب: أي عمل عدائي سيقابل برد أقوى
رئيس أركان الجيش الأفغاني يؤكد أنّ بلاده "لا تخشى أي متنمر أو معتدٍ، وستقابل أي عمل عدائي برد أقوى"، وذلك بعد التهديد الذي أطلقه ترامب بشأن قاعدة "باغرام".
-
جانب من قاعدة "باغرام" الجوية في أفغانستان (وكالات)
أكد رئيس أركان الجيش الأفغاني، فصيح الدين فطرت، رفض تهديد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي يقضي بإعادة قاعدة "باغرام" الجوية للولايات المتحدة، محذراً من أنّ أي عمل عدائي "سيُقابل برد أقوى".
وخلال فعالية في كابول، بثّها التلفزيون الرسمي، الأحد، قال فطرت إنّ أفغانستان "مستقلة تماماً، يحكمها شعبها، ولا تعتمد على أي قوة أجنبية"، مضيفاً: "لا نخشى أي متنمر أو معتدٍ".
كما أكد فطرت أنّ أي اتفاق تعود بموجبه السيطرة على قاعدة "باغرام" إلى الولايات المتحدة "مستحيل"، إذ صرّح بأنّ "الاتفاق حتى على شبر واحد من أراضي أفغانستان مستحيل".
ومن دون أن يسمي واشنطن أو ترامب، أوضح فطرت أنّ "بعض الأشخاص" يريدون استعادة القاعدة من خلال "اتفاق سياسي"، متابعاً: "لسنا في حاجة إليه".
"تكرار التجارب الفاشلة لن يكون في مصلحة أحد"
في السياق نفسه، أكد نائب المتحدث باسم أفغانستان، حمد الله فطرت، أنّ "استقلال أفغانستان وسيادتها على أراضيها يمثلان أولويةً قصوى"، وهو ما "تم توضيحه مراراً للولايات المتحدة، في جميع جولات الحوار الثنائي".
وفي بيان نشره عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس"، ذكّر فطرت بأنّ "اتفاقية الدوحة نصّت بوضوح على التزام الولايات المتحدة بعدم استخدام القوة أو التهديد ضد وحدة أراضي أفغانستان واستقلالها السياسي، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
وإذ أكد فطرت وجوب أن تلتزم الولايات المتحدة بذلك، فإنّه حذّر من أنّ "تكرار التجارب الفاشلة الماضية لن يكون في مصلحة أحد"، مضيفاً أنّ "الطريق الأمثل يكمن في اتباع نهج عقلاني وواقعي يقوم على الاحترام المتبادل".
وأشار أيضاً إلى أنّ أفغانستان ترغب في "إقامة علاقات إيجابية مع جميع الدول، على أساس المصالح المشتركة والعلاقات الثنائية البنّاءة، انطلاقاً من سياستها الخارجية المتوازنة والمرتكزة على البعد الاقتصادي".
ترامب يهدد أفغانستان
يأتي ذلك بعد أن هدّد الرئيس الأميركي، مساء أمس السبت، أفغانستان، في حال لم تتخلَّ عن قاعدة "باغرام"، وذلك في منشور عبر حسابه في منصة "تروث سوشال"
وقال ترامب: "إذا لم تُعِد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى أولئك الذين بنوها، أي الولايات المتحدة الأميركية، فستحدث أمور سيئة".
وكان ترامب أعلن رغبته في إعادة إخضاع القاعدة للسيطرة الأميركية قبيل إطلاقه تهديده، إلا أنّ حركة طالبان أكدت رفضها، مشددة على أنّ "السيادة الأفغانية خط أحمر لا يمكن تجاوزه".
وفي الوقت نفسه، أشار مسؤولون من طالبان إلى إمكان إجراء محادثات مستقبلية لتحسين العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة.
ما هي قاعدة "باغرام"؟
قاعدة "باغرام" هي أكبر قاعدة عسكرية أميركية سابقة في أفغانستان، وكانت مركز العمليات الرئيسي للقوات الأميركية وقوات "الناتو" خلال الحرب على أفغانستان، وتضم مدرجين للطائرات ومرافق صيانة واستخبارات.
وأصبحت القاعدة تحت سيطرة طالبان منذ استعادة الحركة السلطة في أفغانستان، عندما انسحبت القوات الأميركية بموجب اتفاق تفاوضي، قبل 4 أعوام.
ويمنح الموقع الجغرافي للقاعدة ميزةً لها، نظراً لقربها من الصين، وإيران ووسط آسيا، ما يجعلها ذات أهمية لأي تحرك أميركي في المنطقة.
وكان ترامب أشار إلى هذه المسألة لدى إعلانه نيتة إعادة السيطرة على القاعدة، حيث قال: "نريد استعادة تلك القاعدة. إنها على بُعد ساعة من مكان تصنيع الصين أسلحتها النووية".