"الغارديان": إصابات مدنيي غزة تماثل أو تفوق جروح الجنود في ساحات الحرب
صحيفة "الغارديان" البريطانية، تنشر دراسة طبية تكشف أنّ إصابات مدنيي غزّة، تعادل أو تفوق جروح الجنود في الحروب، مع انتشار حروق خطيرة خاصة بين الأطفال.
-
مدنيون قتلهم الاحتلال الإسرائيلي في أثناء تجمّعهم لاستلام مساعدات إنسانية في النصيرات وسط قطاع غزة (أ ف ب)
أكّدت دراسة أجرتها المجلّة الطبية البريطانية (BMJ)، أنّ المدنيين في قطاع غزّة تعرّضوا لإصاباتٍ تُشبه تلك التي يُصاب بها الجنود المحترفون في المعارك العسكرية المكثّفة، وفق ما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأوضحت الدراسة، التي اعتمدت على بيانات جمعها عشرات الأطباء الدوليين العاملين في القطاع بين آب/أغسطس 2024 وشباط/فبراير 2025، أنّ بعض أنواع الجروح – مثل الحروق وإصابات الساقين – كانت أكثر شيوعاً بين المدنيين في غزّة مما كانت عليه بين الجنود الأميركيين الذين شاركوا في الحروب.
وقال عالم الأخلاقيات الحيوية وأحد المشرفين على الدراسة، من جامعة ميشيغن، بلال عرفان، إنّ "المدنيين المصابين في غزّة، يُعانون أنماط إصابات تتوقعها في قتال عنيف مع جنود محترفين، وهي متشابهة أو أسوأ".
حروق الأطفال تكشف الفاجعة
وكشفت النتائج أنّ ما يقارب 24 ألف إصابة صادمة، سُجّلت في غزّة، 18% منها حروق، فيما شكّلت الإصابات الناتجة عن الانفجارات نحو ثلثي الحالات.
وأشارت إلى أنّ أكثر من 10% من الحروق كانت من الدرجة الرابعة، وهو مستوى نادر وخطير يخترق جميع طبقات الأنسجة حتى العظام، خصوصاً بين الأطفال.
الدراسة، التي شارك في إعدادها 78 خبيراً من 22 منظمة دولية، شدّدت على أنّ نمط الإصابات يعكس تأثير القصف الجوي العشوائي واستخدام المتفجرات الثقيلة في المناطق المدنية.
كذلك، قالت الدكتورة فيكتوريا روز، وهي إحدى المساهمات في البحث، من مستشفى "سانت توماس" و"كينغز كوليدج" في لندن، إنّ النتائج "يجب أن تدق ناقوس الخطر في أروقة الحكومات والمجتمع الإنساني".
كما نبّه الأطباء إلى أنّ سوء التغذية في غزّة فاقم الحالات الطبية، وأدّى إلى تأخير شفاء الجروح وارتفاع وفيات كان يُمكن تفاديها.
