"الغارديان": العلماء يندبون خسارة عقود من التقدم الطبي في السودان
تعرّضت الجامعات والمختبرات في السودان للنهب أو الدمار، مع تدمير الأبحاث والأدوية الحيوية، بما في ذلك العمل الرائد في مجال الأمراض الاستوائية.
-
مرضى داخل مركز أبحاث "المايستوما" في السودان وهي المؤسسة الوحيدة في العالم المُخصصة لأبحاث وعلاج هذا المرض
تعرّضت الجامعات والمختبرات في الخرطوم للنهب أو الدمار، مع تدمير الأبحاث والأدوية الحيوية، بما في ذلك العمل الرائد في مجال الأمراض الاستوائية.
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن رئيس مركز بحثي في العاصمة الخرطوم، البروفيسور أحمد فحل، أن مركزه البحثي في العاصمة السودانية الخرطوم تدمّر وقال: "كلّ ما فعلته على مدى 40 عاماً تحوّل إلى رماد أمام عيني".
وأضاف: "بنيتُ كلّ شيء من الصفر. كنتُ أعرف كل زاوية وكل لبنة في المبنى. لا أستطيع وصف الألم". ومع دخول السودان عامه الثالث من الحرب، دُمِّرت بنيته التحتية، وتوقّفت مؤسساته العلمية والتعليمية والبحثية عن العمل.
ووفقاً للأكاديمية الوطنية السودانية للعلوم، تضرّرت أو نُهبت أكثر من 100 جامعة ومركز بحثي - من بين أعرق الجامعات في أفريقيا.
ومنذ عام 1991، ترّأس فحل مركز أبحاث المايستوما (MRC)، المؤسسة الوحيدة من نوعها في العالم المُخصصة لهذا المرض المداري المُهمَل. وعندما استعاد الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم في شهر آذار/مارس الماضي، تمكّن فريق الفحل من زيارة المركز للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب وتقييم الوضع.
وقبل خمسة أيام من اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في نيسان/أبريل 2023، عاد الفحل إلى السودان بعد أن أمضى عدة أسابيع في سويسرا واليابان لعرض نتائج تجربة سريرية على فوسرافوكونازول - وهو علاج جديد لتحسين نوعية حياة المرضى.
ويقول فحل إن الحرب أدّت إلى حرمان أكثر من 12 ألف مريض مصاب بالـ"مايستوما" من العلاج في العيادة. فمن دون العلاج، تنتشر العدوى البكتيرية بسهولة، مما يؤدي إلى تعفّن الدم وبتر الأطراف، وفي النهاية إلى الوفاة. ويضيف: "لقد مات الكثيرون، لكن ليست لدينا أرقام دقيقة".
وحذر باحثون من أن "النظام الصحي الهش بالفعل في السودان على وشك الانهيار الكامل بعد بدء الحرب". وجاء في تقرير العلوم الصحية: "يعاني قطاع الصحة العامة من نقص التمويل المزمن، وتبلغ خسائره المالية أكثر من 700 مليون دولار [500 مليون جنيه إسترليني]، حيث انخفض ناتجه المحلي الإجمالي بنسبة 1.4% [حيث] تمّ تعبئة الأموال للجيش والدفاع".
وبشأن إعادة الإعمار لفت فحل إلى أنّ "فريقي بدأ تقييم الأضرار، وأقضي أيامي في كتابة مقترحات للمانحين الدوليين للحصول على تمويل. لكنّ المشكلة الرئيسية هي أن المنظمات تُوجّه تمويلها إلى غزة أو أوكرانيا، لأن المايستوما ليست أولوية بالنسبة لها".