"بوليتيكو": لماذا قد يكون استيلاء ترامب على غرينلاند كارثة على الكوكب؟
صحيفة "بوليتيكو" الأميركية تتحدث عن مخاطر استيلاء رئيس الولايات المتحدة المقبل دونالد ترامب على غرينلاند، وعلاقة الأمر بـ"دفع الكوكب إلى دوامة تغير المناخ التي لن يكون لديه أمل في التعافي منها".
-
طائرة تابعة لترامب تصل إلى نوك - غرينلاند (أرشيف - AP)
تحدّثت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن مخاطر استيلاء رئيس الولايات المتحدة المقبل، دونالد ترامب، على غرينلاند، قائلةً إنّ ذلك بمنزلة عمل كبير لشركات الوقود الأحفوري، و"قد تدفع الكوكب إلى دوامة تغير المناخ التي لن يكون لديه أمل في التعافي منها".
وبحسب الصحيفة، فإنّ غرينلاند "تحتوي على ما يقرب من 31.400 مليون برميل مكافئ نفطي"، من النفط ومنتجات الوقود الأخرى، بما في ذلك نحو 148 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وفقاً لتقييم أجرته هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وفي هذا السياق، قال المحلل لأسواق النفط الخام في شركة "آي.سي.آي.سي.آي.إس" لمعلومات السلع الأساسية، أجاي بارمار، إنّ "هذا هو نوع الاحتياطيات التي إذا تم اكتشافها في السعودية أو قطر، فإنّ الشركات سوف تقفز من الفرح".
وأضاف أنّه "نظراً إلى وجوده في غرينلاند، فسوف تكون هناك تحديات فنية في تركيب الأنابيب اللازمة لاستخراجه ونقله إلى مختلف أنحاء العالم"، و"لكن لا تزال هناك فرصة تجارية كبرى هناك، حتى وإن تطلب الأمر الكثير من الوقت والجهد لإنجاحه".
ويخشى ناشطون بيئيون من احتمال وقوع غرينلاند في أيدي ترامب، لأنّ ذلك "قد يعني إلغاء حظر حفر النفط والغاز، ما يؤدي إلى المزيد من الانبعاثات التي يقولون إنّها تعادل قنبلة الكربون"، بحسب "بوليتيكو".
وقالت كيرتانا شاندراسيكاران، أحد الناشطين في منظمة أصدقاء الأرض: "لا يوجد طريق للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية من دون وقف مؤقت أو حظر أو عدم فتح حقول نفط جديدة في أي مكان".
وبحسب قولها، فإنّ "توسيع الاستخراج في غرينلاند سيكون مثالاً سيئاً للغاية للقيادة المناخية العالمية، وسيستخدمه المتشككون في تغير المناخ في أوروبا وخارجها كذريعة".
وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، قال مستشار الأمن القومي القادم لترامب، النائب مايك والتز، إنّ الخطة "لا تتعلق فقط بغرينلاند، بل تتعلق أيضاً بالقطب الشمالي".
وأردف والتز موضحاً أنّ "روسيا تحاول أن تصبح ملك القطب الشمالي بأكثر من 60 كاسحة جليد، بعضها تعمل بالطاقة النووية، بينما لدينا اثنتان، واشتعلت النيران في واحدة منها للتو".
وأضاف أنّ "الصينيين يقومون الآن بتجهيز كاسحات الجليد والدفع بها إلى الأعلى مع تراجع القمم الجليدية القطبية"، متابعاً: "إنّه النفط والغاز.. إنّه أمننا القومي".
بدورها، قالت أستاذة ومديرة برنامج الأبحاث في معهد الموارد الطبيعية الفنلندي، التي شاركت في تأليف مراجعة حول التعدين في بيئة القطب الشمالي، آن تولفانين، إنّ "تأثير التعدين في حد ذاته قد يكون كارثياً على الحيوانات والنباتات المحلية في منطقة الذوبان".
وبيّنت تولفانين أنّ "مواسم النمو في الشمال قصيرة وباردة، لذا فإنّ جميع الأنواع على حافة البقاء على قيد الحياة إلى حد ما"، مضيفةً أنّ الطبيعة قد تستغرق "عقوداً أو حتى قروناً" للتعافي من الاضطرابات الناجمة عن الصناعة الثقيلة وغيرها من الأنشطة البشرية.
