"رويترز": عائلات سودانية هاربة لا تجد سوى القليل من المساعدات على حدود تشاد
لا تجد عائلات اللاجئين الذين يصلون إلى الفاشر سوى القليل من المساعدات الإنسانية الدولية المتاحة، وبالنسبة إلى كثر، فإن مصدر الغذاء الوحيد يأتي من تبرعات لاجئين آخرين.
-
نجوى عيسى آدم، لاجئة سودانية من الفاشر، تُحضّر أطباق المعكرونة واللحوم للأطفال الأيتام وعائلات اللاجئين الوافدين حديثًا باستخدام أموال التبرعات في مخيم تين العابر في شرق تشاد
في مخيم عبور على الحدود التشادية- السودانية، تُوزّع نجوى عيسى آدم، أطباقاً من المعكرونة واللحم على أطفال سودانيين أيتام من الفاشر. وتقول آدم، وهي نفسها لاجئة من المدينة إنه أثناء فرارها احتُجزت تحت تهديد السلاح من قِبل أربعة مقاتلين من قوات "الدعم السريع"، الذين اعتدوا عليها. الآن، تشتري آدم وتُعدّ الطعام لعائلات اللاجئين الوافدين حديثاً، مستخدمةً أموالاً تبرع بها لاجئون آخرون يعيشون في مدينة الطينة الحدودية. وتقول إن "الناس هنا لا يجدون ما يأكلونه. الدعم الوحيد الذي نحصل عليه يأتي من أهل الطينة".
ووفقاً لوكالة "رويترز"، لا تجد عائلات اللاجئين الذين يصلون إلى هذه المدينة الحدودية سوى القليل من المساعدات الإنسانية الدولية المتاحة لهم. بالنسبة إلى كثر، يأتي مصدر الغذاء الوحيد من تبرعات لاجئين آخرين، بعضهم وصل مؤخراً والبعض الآخر منذ سنوات عديدة، خلال نزاع سابق في السودان.
وتعمل مجموعة من المنظمات غير الحكومية في المدينة، بما في ذلك منظمة "أطباء بلا حدود"، التي لديها عيادة متنقلة على الحدود وقسم صغير للمرضى الخارجيين مفتوح ثلاثة أيام في الأسبوع في المخيم. وقال جوش سيم، ممرض الطوارئ في المنظمة إن "طفلاً من كل 4 أطفال عاينتهم منظمة أطباء بلا حدود في المخيم يعاني من سوء التغذية، وهو وضع يتفاقم مع وصول العائلات الهاربة من الفاشر".
ويوم السبت، استأنف برنامج "الأغذية العالمي" توزيع كميات محدودة من الغذاء على الأمهات الحوامل والمرضعات والأطفال دون سن الثانية للوقاية من سوء التغذية. ولكن في محاولة لتشجيع اللاجئين على الانتقال إلى مناطق أكثر أماناً، حوّلت وكالة الإغاثة الغذائية التابعة للأمم المتحدة غالبية مواردها إلى مخيمات أخرى أبعد من الحدود، وفقاً لمتحدث باسمها.
وصرح متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن "المفوضية لا تملك سوى 38% من مبلغ 246 مليون دولار الذي تقدر حاجتها للاستجابة لأزمة اللاجئين السودانيين في تشاد". وأضاف أن "تخفيضات الولايات المتحدة للمساعدات الخارجية سبب رئيسي لفجوة التمويل".
وفي العادة، لا يؤوي مخيم مؤقت مثل مخيم "تاين" اللاجئين إلا لفترة وجيزة، مع عمليات نقل منتظمة إلى مخيمات أكثر أماناً في الداخل. لكن ممثلة مفوضية شؤون اللاجئين في تشاد، ماغات غيس، قالت إن "التمويل المحدود لتوفير ما يكفي من المياه والصرف الصحي النظيف والمأوى في تلك المخيمات الداخلية قد أبطأ جهود إعادة التوطين. ولا توفر منظمات الإغاثة أي مأوى دائم للوافدين الجدد إلى هنا. بدلاً من ذلك، يوزع الموظفون أغطية بلاستيكية، مجرد شيء يحجب الشمس ليحصلوا على بعض الحماية".
وقد روى العشرات لـ"رويترز" قصصاً مماثلة عن مواجهات عنيفة أثناء فرارهم من السودان وعن معاناتهم من أجل البقاء منذ ذلك الحين.
يذكر أن أكثر من 100 ألف شخص فروا من مدينة الفاشر، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة. وقد وصل ما يقدر بنحو 9500 شخص إلى تشاد. وتقدر منظمة "أطباء بلا حدود" أن نحو 180 شخصاً يعبرون الحدود إلى الطينة يومياً.