"فورين أفيرز": الولايات المتحدة على شفا كارثة في غرب آسيا

مجلّة "فورين أفيرز" تتحدث عن أنّ تهديد ترامب بالتدخل عسكرياًَ ضد إيران يفتح الباب أمام حرب إقليمية خطرة بأهداف غامضة، وسط شكوك في جدوى الضربة وإمكانية نجاحها ضد منشأة فوردو النووية.

0:00
  • الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أرشيفية)
    الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أرشيف)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الـ 19 من حزيران/يونيو، أنه سيتخذ خلال الأسبوعين المقبلين قراراً بشأن انخراط الولايات المتحدة في الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، في خطوة تنذر بانزلاق جديد نحو حرب إقليمية بأهداف مبهمة واستراتيجية قاصرة، وباحتمالات مرتفعة للوقوع في الفخ، بحسب مجلة "فورين أفيرز".

ورأت المجلة أنّ هذا التهديد يعيد إلى الأذهان كوابيس حرب العراق، والتي لا تزال حاضرة في وعي الشارع الأميركي.

خصوصاً أن ترامب، الذي لطالما قدّم نفسه كمعارض لتلك الحرب، يسعى اليوم إلى تأطير أي تدخل محتمل ضد إيران تحت شعار محدود، يتمثل في استهداف منشأة "فوردو" النووية تحت الأرض، والتي قد تعجز "إسرائيل" عن تدميرها منفردة.

ورغم محاولة إدارته تسويق الخيار العسكري بصفته ضربة موضعية، فإن التداعيات المحتملة تضع هذا الطرح موضع تساؤل، إذ يحمل القرار مخاطر كبرى، من بينها رد إيراني على القواعد الأميركية في الخليج أو استهداف مصالح واشنطن الخارجية، ما قد يؤدي إلى تورط أوسع وزمن أطول في مواجهة لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

وحتى في حال تنفيذ الضربة الأميركية المحدودة من دون رد إيراني مباشر، فإن تدخّل واشنطن في هذا النزاع سيعقّد فرص التوصل إلى تسوية دبلوماسية حقيقية، بدلاً من أن يوقف البرنامج النووي الإيراني كما تدّعي الإدارة الأميركية.

وأشارت "فورين أفيرز"، إلى أنّ التصريحات الأميركية والإسرائيلية بشأن الحرب في إيران  تُظهر اثنين من أبرز عيوب السياسة الخارجية الأميركية على مدار القرن الماضي؛ الأول هو الاعتقاد بإمكانية استخدام القوة الجوية لتحقيق أهداف استراتيجية، لا تكتيكية فحسب. وكما تُصوّر "إسرائيل"، فإن جيشها والموساد بصدد تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم وقطاعات حيوية أخرى في برنامجها النووي.

كما أنّها تُصوّر "فوردو"، الذي لا يستطيع تدميره جواً سوى الجيش الأميركي بقنابل خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل، على أنها المعقل الأخير لبرنامج التخصيب الإيراني: "إذا دمرنا فوردو وأجهزة الطرد المركزي المتطورة الخاصة بها، فسيتم تحييد البرنامج النووي الإيراني بشكل فعال، ما يُزيل تهديداً خطيراً للأمن الدولي".

كذلك لفتت المجلّة، إلى أنّه على الرغم من أن المسؤولين الأميركيين يعربون عن ثقتهم بقدرة قنبلة "GBU-57" على اختراق طبقة الخرسانة التي تراوح بين 260 و360 قدماً والتي تحمي "فوردو"، فإن هذا الافتراض لم يُختبر بعد.

وبحسب الجيش الأميركي، فإن المنشأة مدفونة على عمق كبير إلى درجة أنها ستتطلب على الأرجح إسقاط عدة قنابل "GBU-57" بدقة متناهية لاختراق المجمع تحت الأرض. سيكون من الخطأ الرهان ضد سلاح الجو الأميركي، ولكن من غير الحكمة استبعاد احتمال فشل المهمة، وهو احتمال وارد يجب على إدارة ترامب الاستعداد له.

اقرأ أيضاً: تزايد التساؤلات حول معلومات ترامب عن "النووي الإيراني" وتضاربها مع معلومات الاستخبارات

"إسرائيل" تشن عدواناً على الجمهورية الإسلامية في إيران فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو يستهدف منشآت نووية وقادة عسكريين، إيران ترد بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ التي تستهدف مطارات الاحتلال ومنشآته العسكرية.

اخترنا لك