"فورين بوليسي": حرب ترامب على اليمن لا تؤدي إلى أي نتيجة
"فورين بوليسي" تؤكد أنّ الحرب التي يشنّها ترامب على اليمن "لا تؤدي إلى أي نتيجة"، مشيرةً إلى "وجود نقص صارخ في الشفافية بشأنها".
-
حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" (أرشيفية)
أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أنّ الحرب التي يشنّها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على اليمن "لا تؤدي إلى أي نتيجة"، معتبرةً أنّ البحرية الأميركية تلعب لعبة "اضرب الخلد" (whack-a-mole) مع حركة أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية، في إشارة إلى فشل واشنطن في تحقيق أهدافها من الهجمات، إذ لا تزال صنعاء تواصل عملياتها الإسنادية لغزة رغم العدوان.
وأشارت المجلة إلى أنّ "بعض المشكلات الكبيرة أصبحت واضحةً" خلال الأسابيع الـ5 التي مرّت منذ أن صعّدت إدارة ترامب هجماتها على اليمن، موضحةً أنّ ذلك "يؤكد مدى صعوبة تحويل الرئيس الأميركي خطابه العضلي إلى نتائج واقعية".
في هذا السياق، أشارت المجلة إلى أنّ العملية، التي نوقشت في محادثة عبر تطبيق "سيغنال"، فشلت في تحقيق أي من هدفَيْها المعلنين، وهما "استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر وإعادة إرساء الردع".
ولفتت إلى أنّ النقل البحري، عبر قناة السويس والبحر الأحمر، حيث تنفّذ القوات المسلحة اليمنية عملياتها إسناداً لغزة ضدّ حرب الإبادة ودفاعاً عن اليمن في وجه العدوان، "يعاني ركوداً مستمراً، على الرغم من الحملة الأميركية الشرسة ضدّ اليمن، والتي تجاوزت تكلفتها مليار دولار".
أما اليمنيون، فـ"لا يزالون متحدين كما كانوا دائماً"، بحيث "حذّروا خلال عطلة نهاية الأسبوع من أنّ ترامب دخل في ورطة، وكثّفوا هجماتهم على إسرائيل والسفن الحربية الأميركية في المنطقة".
"نقص صارخ في الشفافية بشأن الهجمات ضدّ اليمن"
"فورين بوليسي" أكدت أيضاً "وجود نقص صارخ في الشفافية بشأن العملية التي تجريها الولايات المتحدة في اليمن"، مشيرةً إلى أنّ هذه الهجمات هي "المناورة الأكبر للقوة العسكرية الأميركية، في ولاية ترامب الثانية".
في هذا الإطار، ذكرت المجلة أنّ وزارة الدفاع الأميركية "لا تقدّم إحاطات إعلامية حول الحرب الدائرة"، حيث "تكتفي القيادة المركزية الأميركية، التي تشرف على العمليات في المنطقة، بنشر مقاطع فيديو رائعة لعمليات طائرات الهليكوبتر في وسائل التواصل الاجتماعي".
"وتيرة العمليات هي الأمر الأكثر إثارةً للقلق"
أما الأمر الأكثر إثارةً للقلق، بحسب المجلة، فهو "وتيرة العمليات الأميركية، بما في ذلك الضربات المستمرة على مدار الساعة التي تنفذها مجموعتان كاملتان من حاملات الطائرات الأميركية".
وأشارت المجلة إلى أنّ هذه الهجمات "تستنزف ذخائر دقيقة محدودة، يرى العديد من خبراء الدفاع أنّها سيكون من الأفضل استخدامها لأي صراع مستقبلي مع الصين".
وأوضحت أنّ هذا الأمر "يكتسب أهميةً خاصة، نظراً لمخزون الصواريخ المُطلقة جواً والمُحددة المسافة"، وهي أسلحة "ستكون حاسمةً في أي صراع حول تايوان".
إزاء ذلك، نقلت "فورين بوليسي" عن الخبير البحري في كلية "كينجز كوليدج لندن"، أليسيو باتالانو، قوله: "إذا كان الأمر يتعلق بحرية الملاحة، فهو غير مُجدٍ".
وأضاف باتالانو متسائلاً: "كيف يُمكن دعم فكرة أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ هي الأولوية، ومع ذلك يجري سحب عناصر بالغة الأهمية في معركة المحيطين الهندي والهادئ لعمليات في الشرق الأوسط؟".