"هآرتس": محادثات ديرمر والشيباني تركزت على منع تمركز حزب الله وإيران في جنوب سوريا

صحيفة "هآرتس" تكشف أنّ لقاء وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني برون ديرمر في باريس مثّل "اختباراً حاسماً"، ناقش ترتيبات أمنية في الجنوب السوري ومنع تمركز حزب الله وإيران هناك.

0:00
  • وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني والمبعوث الأميركي توم برّاك (أرشيف)
    وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني والمبعوث الأميركي توم برّاك (أرشيف)

وصفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية المحادثات بين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، بأنّها تمثل "اختباراً حاسماً" لمسار العلاقات بين دمشق و"تل أبيب"، وأشارت إلى أنّ اللقاء الأخير الذي جمعهما في باريس حظي بتغطية رسمية غير مسبوقة من وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".

وقالت الصحيفة إنّ الأيام الأخيرة شهدت نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً بشأن جنوب سوريا، كان أبرز محطاته الاجتماع بين ديرمر والشيباني في العاصمة الفرنسية قبل يومين، بحضور المبعوث الأميركي توم برّاك. وأوضحت أنّ برّاك عقد أيضاً لقاءً منفصلاً مع الشيخ موفق طريف، في إطار مساعٍ أميركية لصياغة ترتيبات أمنية جديدة في المنطقة.

ولفتت "هآرتس" إلى أنّ ديرمر والشيباني اجتمعا أيضاً الشهر الماضي بوساطة برّاك، لبحث الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في سوريا والترتيبات الأمنية بين الطرفين، لكن الاجتماع الأخير تميز بصدور بيان رسمي غير مسبوق عن "سانا" استعرض أبرز ما جرى فيه.

وبحسب البيان السوري الذي نقلته الصحيفة، فإنّ المباحثات ركّزت على "خفض التصعيد، عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، تجديد تنفيذ اتفاقية فصل القوات لعام 1974، والإشراف على وقف إطلاق النار في منطقة السويداء".

وأضافت الوكالة أنّ اللقاءات تأتي "ضمن الجهود الدبلوماسية لتعزيز الأمن والاستقرار في سوريا والحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها".

ونقلت "هآرتس" عن مصادر مطلعة أنّ أحد البنود الجوهرية  المطروحة على طاولة اجتماع ديرمر والشيباني تمثّل في "منع تمركز حزب الله أو القوات الإيرانية أو أي جهة تُعتبر معادية لإسرائيل في جنوب سوريا".

وأشارت المصادر إلى أنّ من بين المقترحات المطروحة أن "تكون المنطقة الحدودية خالية من الجيش السوري"، وأن تتواجد قوات أمن أخرى لا تُزوَّد بأسلحة ثقيلة"، ويقتصر دورها على "حفظ النظام".

"دمشق ترى في المحادثات فرصة لفتح قناة مع إسرائيل وتعزيز صلتها بواشنطن"

وأضافت الصحيفة أنّ هذه المحادثات تُتيح للنظام السوري فرصة لفتح قناة اتصال مع "إسرائيل" وتعزيز موقعه وعلاقاته أمام واشنطن، لكنها تنطوي في المقابل على تحديات داخلية، إذ قد تُعتبر أي تنازلات من الرئيس أحمد الشرع "خيانة" تهدد شرعيته.

"معبر إنساني للسويداء بإشراف أميركي"

في موازاة ذلك، تناولت محادثات برّاك مع الشيخ موفق طريف مقترحاً بإنشاء معبر إنساني بين سوريا و"إسرائيل"، يسمح بتمرير المساعدات الدولية إلى الدروز في محافظة السويداء.

وأوضحت المصادر أنّ مخططًا أولياً وُضع لهذا المشروع، مع بحث آليات تنفيذه تحت إشراف الولايات المتحدة، معتبرةً أنّ "تطبيقه سيكون بمثابة اختبار لقدرة سوريا على التعاون مع إسرائيل".

كما ذكرت "هآرتس" أنّ الشرع يسعى لإظهار نفسه حامياً للدروز في مواجهة هجمات عشائر بدوية، بينما يرى زعماء الطائفة أنّ الأمر يتعلق بحصار يهدف إلى معاقبتهم ومنع احتجاجاتهم ضد النظام، وسط دعوات لإقامة حكم ذاتي درزي، وهو ما تعتبره دمشق تهديداً لوحدة البلاد ويثير مخاوف من مطالب مشابهة للكرد في شمالي شرقي سوريا.

اقرأ أيضاً: ماذا يريد الكيان الصهيوني في سوريا؟