"هيومن رايتس ووتش": الغارات الأميركية على ميناء يمني جريمة حرب
منظمة "هيومن رايتس ووتش" تؤكّد أن الغارات الجوية التي شنّها الجيش الأميركي على ميناء رأس عيسى في اليمن تُمثّل "جريمة حرب".
-
صورة متداولة لغارات أميركية على ميناء رأس عيسى في اليمن 17 نيسان/أبريل
أكّدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الثلاثاء، ضرورة فتح تحقيق فوري في الغارات الجوية التي شنّها الجيش الأميركي على ميناء رأس عيسى في مدينة الحُديدة اليمنية، باعتبار الهجوم يرقى إلى مستوى "جريمة حرب".
وأشارت المنظمة إلى أن الغارات التي نُفذت يوم 17 نيسان/أبريل 2025 جاءت في إطار الحملة العسكرية التي أطلقتها الولايات المتحدة ضد اليمن في 15 آذار/مارس، لافتةً إلى أن ميناء رأس عيسى يُعد أحد المرافئ الثلاثة الرئيسية في الحُديدة، إذ تمرّ عبره نحو 70% من واردات اليمن التجارية و80% من المساعدات الإنسانية.
#بالفيديو | مشاهد متداولة من ميناء رأس عيسى النفطي، شمال غربي مدينة الحُديدة الساحلية، غربي #اليمن، عقب العدوان الأميركي عليه. pic.twitter.com/uU4RmaFGCo
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) April 17, 2025
ووفقاً لتحليل أجرته المنظمة استناداً إلى صور أقمار صناعية وشهادات ميدانية، فإن القصف الأميركي الذي وقع بين صباحي 17 و18 نيسان/أبريل، أدّى إلى تدمير خزانات وقود وأجزاء رئيسية من البنية التحتية للميناء، بما في ذلك الأرصفة ومنطقة الجمارك ومنشآت تفريغ الحمولات.
وأكّد مصدران للمنظمة أن العمليات في الميناء تقلّصت بشكل كبير ولا تزال محدودة حتى اليوم.
وبحسب منظمة "إيروارز"، المتخصصة في رصد الضحايا المدنيين، فإن الغارات أودت بحياة 84 مدنياً وأدت إلى إصابة أكثر من 150 آخرين، بينهم 49 موظفاً في الميناء وسائقو شاحنات وعنصران من الدفاع المدني، بالإضافة إلى أطفال وأقرباء لعمال الميناء.
استخفاف بأراوح المدنيين
وفي هذا السياق، قالت نيكو جعفرنيا، باحثة شؤون البحرين واليمن في "هيومن رايتس ووتش"، إن "قرار الحكومة الأميركية قصف منشأة حيوية للمساعدات الإنسانية أثناء وجود مئات العمال يُظهر استخفافاً صارخاً بأرواح المدنيين".
وأضافت أن "غالبية اليمنيين يعانون أصلاً من انعدام الغذاء والمياه، وقد يكون تأثير الغارات كارثياً، خاصة بعد تقليص إدارة ترامب للمساعدات الإنسانية".
من جهته، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عبر متحدّث باسمه، عن "القلق الشديد إزاء التقارير التي تفيد بوقوع أضرار جسيمة في بنية الميناء، والتقارير المحتملة عن تسرب نفطي في البحر الأحمر"، مشيراً إلى إصابة خمسة من عمال الإغاثة على الأقل.
وأكّدت "هيومن رايتس ووتش" أن صور الأقمار الصناعية التي التُقطت صباح 18 نيسان/أبريل أظهرت خطوطاً طويلة يُعتقد أنها تسربات وقود ممتدة من موقع القصف إلى داخل البحر، ما يعزز المخاوف البيئية.
وأفادت المنظمة بأنها قابلت أحد الشهود الذي قُتل عمه في الغارات، إلى جانب مصدرين مطّلعين، أحدهما موظف في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية. كما راجعت صوراً وفيديوهات من موقع الهجوم، إلى جانب بيانات من منظمتي "إيروارز" و"مشروع بيانات اليمن".
وبحسب المنظمة، فإنها وجّهت رسالة إلى وزير الدفاع الأميركي في 8 أيار/مايو لعرض نتائجها الأولية، لكنها لم تتلقَّ أي رد حتى اليوم.