"الغارديان": استهداف الأطباء والمستشفيات عمداً في قطاع غزة هو "إبادة صحية"

أكاديميون يدعون إلى تسمية استهداف المسعفين والمستشفيات في أعمال الحرب، ولا سيما في قطاع غزة، "إبادة صحية".

0:00
  • استهداف الإسرائيلي الواسع بحق مستشفى الشفاء في قطاع غزة
    استهداف الإسرائيلي الواسع بحق مستشفى الشفاء في قطاع غزة

نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تحذير خبراء من تزايد استهداف الخدمات الصحية في النزاعات، مشيرين إلى أنّ مبدأ الحياد الطبي مُهددٌ مع استهداف الأطباء والمستشفيات عمداً، ولا سيما في قطاع غزة.

ودعا الأكاديميون إلى تسمية استهداف المسعفين والمستشفيات في أعمال الحرب "إبادة صحية"، وذلك في ظل تزايد هذه الهجمات في السنوات الأخيرة.

وأوضحت الصحيفة أنّ الخدمات الصحية تتعرض لهجمات متعمدة بشكل متزايد، ويواجه المسعفون العنف والإساءة في مناطق النزاع حول العالم، ولا سيما في غزة، كما في لبنان وأوكرانيا والسودان وسوريا والسلفادور.

وحدّدت الصحيفة أن ذلك يقع على الرغم من المبدأ الراسخ في القانون الإنساني الدولي للحياد الطبي، والذي يحمي العاملين في مجال الرعاية الصحية ومرافقها أثناء النزاعات المسلحة والاضطرابات المدنية، مما يمكّنهم من تقديم الرعاية الطبية للمحتاجين.

وذكرت الصحيفة تعليقاً نُشر في المجلة الطبية البريطانية، وفيه كتبت الدكتورة جويل أبي راشد وزملاؤها في الجامعة الأميركية في بيروت: "في كل من غزة ولبنان، لم تُستهدف مرافق الرعاية الصحية بشكل مباشر فحسب، بل أُعيقت أيضاً إمكانية الوصول إلى الرعاية، بما في ذلك حوادث مُنعت فيها سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين، أو تعرضت لهجمات متعمدة.

وفي ضوء ذلك، شدّدت "الغارديان" على أنّ ذلك يوضّح جلياً أن العاملين في مجال الرعاية الصحية ومرافقها لم يعودوا يتمتعون بالحماية التي يكفلها القانون الإنساني الدولي.

ويستشهد المؤلفون ببيانات مستمدة من الغزو الإسرائيلي الشامل لغزة، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 986 عاملاً طبياً.

وتُظهر الأرقام الأخيرة الصادرة عن منظمة "مراقبة العاملين في مجال الرعاية الصحية" أن 28 طبيباً من غزة محتجزون في السجون الإسرائيلية دون أي تهمة، 8 منهم استشاريون كبار في الجراحة، وجراحة العظام، والعناية المركزة، وأمراض القلب، وطب الأطفال.

ويعتقد العاملون في مجال الرعاية الصحية في غزة، والذين كانوا من بين مئات المعتقلين من قبل "الجيش" الإسرائيلي والذين تحدثوا إلى صحيفة الغارديان لصالح مشروع "أطباء في الاعتقال" في أوائل عام 2025، أنهم استُهدفوا لكونهم أطباء.

ووردت  شهادات مروعة عن التعذيب والضرب والتجويع والإذلال، بما في ذلك الضرب المستمر والإبقاء في أوضاع مجهدة لساعات متواصلة، وتشغيل موسيقى صاخبة دون توقف لمنعهم من النوم. كما حُرموا من الطعام والماء والاستحمام وتغيير الملابس.

وأفادت وزارة الصحة العامة اللبنانية أنه في الفترة ما بين 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و27 كانون الثاني/ يناير 2025، قُتل 217 عاملاً في مجال الرعاية الصحية على يد "الجيش" الإسرائيلي، وتضررت 177 سيارة إسعاف، وسُجِّل 68 هجوماً على المستشفيات.

وسجَّلت أرقام ائتلاف حماية الصحة في النزاعات، 3623 هجوماً على الرعاية الصحية أو عرقلتها في عام 2024، وهو أعلى رقم مُوثَّق على الإطلاق.

وشملت هذه الهجمات أطباءً وممرضين ومتخصصين في الرعاية الصحية تعرّضوا للضرب والاعتقال التعسفي والخطف والتعذيب والقتل، ومرضى أُطلق عليهم الرصاص وهم على أسرّتهم أو سُحبوا إلى مراكز الاحتجاز، ومستشفيات تعرّضت للقصف والمداهمة عمداً.

اقرأ أيضاً: طبيبة في مستشفى العودة للميادين: أطفال غزة دون علاج وحليب والمساعدات "كذبة كبيرة"

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.