"تهديدٌ للمكاسب".. محللون إسرائيليون يهاجمون مقترح ويتكوف لوقف النار في غزة
محللون إسرائيليون ينتقدون مبادرة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة، معتبرين أنها تقوّض المكاسب الميدانية وتمنح حماس فرصة إنقاذ، في وقت أعلنت فيه الحركة موافقتها المبدئية على المبادرة.
-
نازحون فلسطينيون يتسلّمون طروداً غذائية غربي رفح جنوبي قطاع غزة وسط حصار إسرائيلي خانق - 27 أيار/مايو 2025 (أ ف ب)
انتقد محلّلون عسكريون إسرائيليون المقترح الأميركي الذي قدّمه المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرين أنّه "يمثّل تهديداً للمكاسب التي حقّقتها "إسرائيل" ميدانياً، كما أنّه "قد يؤدّي إلى تحطيم معنويات الجنود"، بحسب ما نقلته "القناة 14" الإسرائيلية.
ورأى المحلّل العسكري نوعام أمير أنّ "مقترح ويتكوف سيّئ جداً"، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل ستفقد مكاسبها مثل محور موراغ، وستعيد الأوكسجين لحماس من خلال المساعدات الإنسانية التي ستُدخل من دون رقابة". وأضاف: "لم نتحدّث بعد عن الأسرى الخطرين الذين سيُطلق سراحهم".
وأشار أمير إلى أنّ وقف الحرب لـ60 يوماً يعني فعلياً "بداية نهايتها"، متسائلاً: "ما أن ندخل في وقف إطلاق نار فعلي، هل يمكننا العودة إلى القتال بهذه القوة؟".
وفي تقرير نشره عبر تليغرام، كشف أمير عن تفاصيل تبادل الأسرى المقترح، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل" ستُطلق سراح 125 أسيراً محكومين بالمؤبد، و1,111 أسيراً من غزة، إضافةً إلى تسليم جثامين 180 آخرين.
وذكر أمير أنّه تلقّى "عشرات الرسائل الغاضبة" من جنود إسرائيليين في غزة، يرفضون وقف الحرب، حيث قال بعضهم: "لماذا أدخلونا إلى هنا الشهر الماضي؟.. عليك أن تصرخ بكلّ قوتك لإيصال صوتنا – ممنوع وقف هذه الحرب.. هل كلّ ما حقّقناه في رفح لا يساوي شيئاً؟".
"مقترح ويتكوف قد يقيّد إسرائيل ويدفعها للتراجع"
أمّا الصحافي عميحاي شتاين من قناة "i24news"، فقد أشار إلى أنّ ويتكوف "يسعى لصياغة مقترح يوازن بين المواقف، حيث يتمّ الإفراج أولاً عن 10 أسرى كما تطالب إسرائيل، مع إمكانية العودة إلى القتال بعد انتهاء الهدنة، ما لم تتواصل المفاوضات".
مع ذلك، حذّر شتاين من أنّ "المقترح قد يقيّد إسرائيل ويدفعها للتراجع عن موقفها المتشدّد، خاصةً بعد أن بدأت المساعدات الإنسانية بإضعاف حماس، والآن تحصل الأخيرة على حبل نجاة على شاكلة صفقة جديدة"، بحسب وصفه.
"تفاؤل وضغط من واشنطن"
ولم تُصدر "إسرائيل" بعد موقفاً رسمياً من المخطّط، إلّا أنّ التقديرات تشير إلى أنّه قريب من المخطّط الأصلي الذي اقترحه ويتكوف، والذي تضمّن إطلاق 10 أسرى دفعة واحدة، ما يعني أنّ "تل أبيب" قد لا تمانع المبادرة، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
في وقت قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ "نقاشاً في منتدى مقلّص بقيادة نتنياهو سيتمّ هذا المساء حول اقتراح الصفقة الذي سلّم إلى إسرائيل".
وفي حال الموافقة، ستُنقل المفاوضات إلى الدوحة بصيغة "محادثات تقريب" لاستكمال التفاصيل، حيث أكّد ويتكوف، مساء الأربعاء، تفاؤله بقرب التوصّل إلى "حلّ طويل الأمد"، مشيراً إلى إمكانية تعديل بنود عرضه.
وقال: "أتوقّع بحلول نهاية اليوم أن تُرفع مسوّدة الوثيقة للرئيس للمراجعة"، مشدّداً على ضرورة الوصول إلى "وقف إطلاق نار مؤقت، ثم حلّ طويل الأمد لهذا النزاع".
من جهتها، أفادت مصادر مطلعة لصحيفة "يديعوت أحرونوت" بأنّ "واشنطن تمارس ضغوطاً كبيرة على إسرائيل لقبول صفقة تضمن ضمانات لإنهاء الحرب، وهو ما تطالب به حماس منذ بداية المفاوضات، وقد رفضته تل أبيب سابقاً".
وأشارت تلك المصادر إلى وجود محادثات خلف الكواليس بين قطر والولايات المتحدة بموافقة محتملة من حماس، التي أعلنت أمس "التوصّل إلى اتفاق مبدئي" مع ويتكوف من دون كشف تفاصيل.
حماس تكشف تفاصيل مقترح ويتكوف
يُذكر أنّ حركة المقاومة الإسلامية - حماس أعلنت، أمس الأربعاء، موافقتها على اقتراح ويتكوف، لوقف إطلاق النار.
وقالت حماس إنّ الاتفاق يقوم على "إطار عام يحقّق وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتدفّق المساعدات، وتولّي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق".
كما أنّ الاتفاق وبحسب البيان، يتضمّن إطلاق سراح 10 من الأسرى الإسرائيليين وعدد من الجثث، مقابل إطلاق سراح عدد متّفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، بضمان الوسطاء".
وأشارت الحركة إلى أنّها "تنتظر الردّ النهائي على هذا الإطار".