"رويترز": الغرب يحذّر سوريا من ضمّها مقاتلين أجانب في صفوف الجيش

مبعوثون أميركيون وفرنسيون وألمان، يحذرون الحكام الجدد في سوريا، من تعيينهم لمقاتلين أجانب في مناصب عسكرية عليا، على اعتبار أنّ ذلك "يسيء لصورتهم ولعلاقاتهم مع الدول الأجنبية".

0:00
  • لواء خالد، جزء من هيئة تحرير الشام، خلال عرض عسكري في دمشق بعد سقوط النظام السوري السابق - 27 كانون الأول/ديسمبر 2024 (رويترز)
    لواء خالد، جزء من هيئة تحرير الشام، خلال عرض عسكري في دمشق بعد سقوط النظام السوري السابق (رويترز)

قال مصدران مطّلعان، لوكالة "رويترز"، إنّ مبعوثين أميركيين وفرنسيين وألمان، حذّروا الحكام الجدد في سوريا من تعيينهم لمقاتلين أجانب في مناصب عسكرية عليا، معتبرين أنّ ذلك "يمثل مصدر قلق أمني، ويسيء لصورتهم، في الوقت الذي يحاولون فيه إقامة علاقات مع دول أجنبية".

وقال مسؤول أميركي إنّ التحذير الذي وجهته الولايات المتحدة، والذي "يأتي في إطار الجهود الغربية لدفع الحكام السوريين الجدد إلى إعادة النظر في هذه الخطوة"، صدر خلال اجتماع بين المبعوث الأميركي، دانييل روبنشتاين، ورئيس الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، يوم الأربعاء، في القصر الرئاسي. 

وقال المسؤول إنّ هذه التعيينات "لن تساعدهم في الحفاظ على سمعتهم في الولايات المتحدة". 

بدوره، قال مسؤول مطّلع على المحادثات إنّ وزيري خارجية فرنسا وألمانيا، جان نويل بارو، وأنالينا بيربوك، تطرقا أيضاً إلى قضية المقاتلين الأجانب الذين تم تجنيدهم في الجيش، خلال اجتماعهما مع الشرع في الثالث من كانون الثاني/يناير.

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت أنّ الحكام الجدد في سوريا استعانوا بمقاتلين أجانب في القوات المسلحة، بينهم أفراد من الإيغور والأردن وتركيا، في الوقت الذي تحاول دمشق دمج جماعات مسلحة في الجيش.

وبحسب مصادر سورية نقلت عنها الوكالة، فإنّه من إجمالي 50 "دوراً عسكرياً"، أعلنتها وزارة الدفاع، ذهبت ستة "أدوار"، على الأقل، إلى أجانب.

وكانت وزارة الدفاع أعلنت، أواخر العام الماضي، تعيين 49 ضابطاً في الجيش، بينهم قادة فصائل مسلحة سورية رئيسة. وقال مصدر عسكري سوري لـ"رويترز" إنّ "من بينهم عدة مقاتلين أجانب، 3 منهم برتبة عميد، و3 آخرون على الأقل برتبة عقيد".

ووفقاً للوكالة، فإنّ هذه الخطوة "تهدف إلى منح أدوار رسمية، بينها أدوار عليا، لعدد من المقاتلين"، لكنّها "قد تثير القلق لدى حكومات أجنبية، ولدى المواطنين السوريين، الذين يخشون نيّات الإدارة الجديدة"، على الرغم من "تعهداتها عدم تصدير الثورة الإسلامية، وإظهار التسامح تجاه الأقليات في سوريا".

وأشار حكام سوريا الجدد، الذين ينتمون، بصورة رئيسة، إلى هيئة تحرير الشام، إلى أنّ المقاتلين الأجانب وعائلاتهم قد يحصلون على الجنسية السورية، ويُسمح لهم بالبقاء في البلاد.

وانضم آلاف من الأجانب إلى مقاتلي المعارضة السورية في وقت مبكر من الحرب، التي اندلعت قبل 13 عاماً. 

وشكّل مقاتلون أجانب جماعاتهم المسلحة الخاصة، بينما انضم آخرون إلى تشكيلات قائمة، مثل تنظيم "داعش"، وانضمت مجموعات أخرى من المقاتلين الأجانب إلى هيئة تحرير الشام، التي تنصّلت من صِلاتها السابقة بتنظيمي القاعدة و"داعش"، وخاضت معارك دامية ضدهما، قبل أن تواصل قيادة الهجوم الخاطف، الذي أطاح النظام السابق، في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الجاري.

اقرأ أيضاً: بيربوك بعد اجتماعها بالشرع: أوروبا لن تمول إنشاء هياكل إسلامية جديدة في سوريا

اخترنا لك