"نيويورك تايمز": "إسرائيل" توسع وجودها العسكري في سوريا ولبنان رغم الاتفاقات

صحيفة "نيويورك تايمز" تشير إلى أنّ "إسرائيل تبني شبكة متنامية من المواقع العسكرية والتحصينات في سوريا ولبنان، مما يزيد المخاوف من احتلال طويل الأمد".

0:00
  • قوات إسرائيلية تقيم مواقع عسكرية في مرتفعات الجولان (رويترز)
    قوات إسرائيلية تقيم مواقع عسكرية في مرتفعات الجولان (رويترز)

قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، يوم الأحد، إنّ "إسرائيل قامت ببناء شبكة متنامية من المواقع العسكرية والتحصينات في سوريا ولبنان"، ما يزيد من المخاوف بشأن احتلال طويل الأمد في أجزاء من البلدين، بزعم أنّها "تريد منع هجوم مفاجئ آخر عبر الحدود".

كما أضافت الصحيفة، أنّ "هناك مؤشرات على أنّ إسرائيل تبدو مستعدّة للبقاء إلى أجل غير مسمّى"، مشيرةً إلى أنّ الاحتلال "أنشأ أبراج مراقبة، ووحدات سكنية جاهزة، وطرقاً وبنية تحتية للاتصالات".

كما تُظهر صورة التُقطت في كانون الثاني/يناير لمنطقة بالقرب من بلدة "جباتا الخشب" السورية معدات ثقيلة تعمل، وجداراً محيطاً تم بناؤه حديثاً.

وشهدت المنطقة العازلة منزوعة السلاح في سوريا أكبر تراكم مرئي للقوات الإسرائيلية، حيث "قامت القوات بتعزيز وجودها من خلال إقامة حواجز طرق في مختلف أنحاء المنطقة"، كما قامت بالتمركز خارج المنطقة التي أُنشئت بعد حرب 1973، بما في ذلك على تل يطل على قرية كودنا".

وتعليقاً على ذلك، صرّح عمر طحان، أحد زعماء قرية "كودنا"، أنّهم "يقولون إنها مؤقتة، لكن بناءً على ما يقومون ببنائه، يبدو أنهم يستعدون للبقاء لفترة طويلة".

وفي جنوبي سوريا، تحتجّ "إسرائيل" أنّ وجودها هناك، حيث تمتلك على الأقل 9 مواقع أمامية، يهدف إلى "حماية المجتمعات في شمال الكيان"، معبّرةً عن عدم ثقتها في الحكومة الجديدة في دمشق.

وذكرت "نيويورك تايمز"، أنّه في عام 1973، شنّت سوريا، بالاشتراك مع مصر، هجوماً مفاجئاً على "إسرائيل". وفي العام التالي، توصّل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مما أدى إلى إنشاء منطقة عازلة حيث لم يُسمح لأيّ من الجيشين بالعمل فيها.

ومع سقوط نظام الأسد، اجتاحت القوات الإسرائيلية المنطقة العازلة وما بعدها، حيث نفّذت الطائرات الحربية الإسرائيلية مئات الضربات ضد مواقع عسكرية في مختلف أنحاء البلاد. 

ولفتت الصحيفة الأميركية، إلى أنّه "لوحظت شاحنات إسرائيلية تعمل على طول المنطقة العازلة، وقد أظهرت صورة من أوائل كانون الثاني/يناير مركبات بناء تعمل بالقرب من القنيطرة".

كما كشفت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "بلانت لابز" في 21 كانون الثاني/يناير عن موقع استيطاني جديد ومنطقة ممهّدة تبلغ مساحتها 75 فداناً  بالقرب من جباتا الخشب.

وانتشرت القوات الإسرائيلية في المواقع المهجورة، حيث قامت ببناء تحصينات وأبراج مراقبة خرسانية، بما في ذلك موقع مراقبة على قمة تلة تطلّ على القريتين السوريتين حضر ومجدل شمس في مرتفعات الجولان.

وقبل نحو شهر، أكّد وزير "الأمن" الإسرائيلي أنّ "السياسة الإسرائيلية هي البقاء هناك، في قمة جبل الشيخ وفي المواقع المسيطرة، إلى أجَل غير مسمّى". مضيفاً أنّ "جنوبي سوريا يجب أن يكون منطقة منزوعة السلاح"، مضيفاً أنّه "جرى نقل هذه الرسائل، والجيش الإسرائيلي يستعد".

البقاء في لبنان

أمّا في لبنان، فقامت القوات الإسرائيلية ببناء مواقع استيطانية في 5 مواقع، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو التقطتها الأقمار الصناعية أن "إسرائيل"، تبني منشآت عسكرية على الجانب اللبناني من الحدود بين البلدين، وقد تمكّنت صحيفة "التايمز" من تحديد أماكن هذه المواقع الخمسة بدقة.

وبحسب الصحيفة، في أحد المواقع، خارج بلدة الخيام شرق لبنان، تظهر صور الأقمار الصناعية مساراً يؤدي إلى هيكل مستطيل الشكل يحمل سمات موقع عسكري بُني هذا العام، حيث تتوقّف السيارات والشاحنات داخل المنطقة المسوّرة، كما تمّ بناء موقع استيطاني آخر بين بلدتي مركبا وحولا.

وأشارت "نيويورك تايمز"، إلى أنّه في موقع آخر على الحدود الجنوبية للبنان مع "إسرائيل"، بالقرب من بلدة عيترون، تظهر صور الأقمار الصناعية بدايات بناء مماثل، حيث يكون الموقع مسوّراً ومستطيل الشكل وبه سيارات على قمة جبل، كما أنّه بالقرب من بلدة مروحين، تُظهر صور الأقمار الصناعية بدايات بناء مبانٍ مماثلة حول قمة تل جبل بلاط، المطل على مستوطنة "زرعيت" الإسرائيلية.

اخترنا لك