25 ألفاً من طلاب الشهادات العامة في الحسكة بانتظار اتفاق وزارة التربية و"الإدارة الذاتية"
أكثر من 25 ألف طالب في الحسكة يواجهون خطر خسارة عام مدرسي بسبب استمرار إغلاق المدارس الحكومية، وسط تعثر التفاهمات بين الحكومة السورية الجديدة و"الإدارة الذاتية" حول اعتماد الشهادات ومناهج التعليم.
-
طلاب سوريون (أرشيفية)
يواجه أكثر من 25 ألف طالب وطالبة من طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي في محافظة الحسكة خطر خسارة عام مدرسي وعدم التمكن من تقديم امتحاناتهم العامة هذا العام في محافظتهم، بسبب استمرار إغلاق المدارس الحكومية في المحافظة منذ سقوط نظام بشار الأسد. وبالرغم من النجاح النسبي لمسار تطبيق اتفاق 10 آذار/ مارس بين رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، والقائد العام لـ"قسد" مظلوم عبدي، من خلال تطبيق اتفاقات خاصة بخصوص وقف إطلاق النار في "سد تشرين"، وانسحاب "قسد" من حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، إلا أن هذا الأمر لم ينطبق على التعليم.
وعُقد الأسبوع الماضي في العاصمة دمشق، اجتماع بين ممثلي وزارة التربية السورية وممثلين عن "هيئة التربية والتعليم" في "الإدارة الذاتية" لمناقشة إمكانية تقديم الطلاب للامتحانات، مع ضم طلاب الشهادات العامة الذي يدرسون مناهج "الذاتية" للإشراف الوزاري، وإعادة افتتاح المدارس الحكومية في المحافظة.
وفي وقت سابق، أكّد وزير التربية، محمد تركو، في تصريحات إعلامية، أن "الوزارة توصلت إلى تفاهمات مع الإدارة الذاتية، محدداً موعد يوم 14 نيسان/ أبريل موعداً للإعلان عن تفاهم يخص التعليم بين الطرفين"، إلا أن ذلك لم يحصل، ما يدل على وجود خلافات بين الطرفين.
وتركت الوزارة أملاً للطلاب بتقديم الامتحانات في المحافظة، من خلال تمديد التسجيل للامتحانات العامة، لغاية الأول من شهر أيار/ مايو، ما يجعل الباب مفتوحاً للتوصل إلى تفاهمات في هذا الملف.
وكشفت مصادر مطلعة على الاجتماعات للميادين نت، أنّ "الإدارة الذاتية طالبت وزارة التربية بضرورة اعتماد الشهادات التي منحتها منذ بداية تأسيسها، مع الاعتراف بالامتحانات والمدارس التي تدرّس منهاج الإدارة الذاتية، ما أخّر التوصل إلى الاتفاق"، مشيرةً إلى أن "الوزارة تعمل على تسوية شاملة لملف التعليم في وزارة التربية السورية، ودمجه مع التعليم الحكومي، وسط مطالبات من الإدارة الذاتية بلحظ خصوصية تعليم الكردية والسريانية والتي تعتمدها كلغات في مناهجها".
وتوقعت المصادر، أن "يتم التوصل إلى مقاربات مقبولة من الطرفين، مع إمكانية تأجيل مناقشة مستقبل شهادات الإدارة الذاتية لمرحلة لاحقة والتركيز على امتحانات الشهادة العامة للطلاب الذين يدرسون منهاجاً حكومياً"، مرجّحةً، أن "تؤدي منظمة اليونيسف دوراً في تسهيل تطبيق الاتفاق، خاصة لجهة تأمين مراكز الامتحانات، ونقل الأسئلة وأوراق الإجابة من وإلى العاصمة".
وفقد نحو 150 ألف طالب حقهم في التعليم في أكثر من 200 مدرسة كانت تدرّس المناهج الحكومية في محافظة الحسكة، بعد سقوط نظام الأسد، نتيجة سيطرة "قسد" على كامل المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة الحكومة السورية، وغياب وجود أي ممثلين للسلطات الجديدة، ما شكّل فراغاً أدى إلى تعطل الدوائر الحكومية كافة ومن بينها المدارس.