ألمانيا: ارتفاع الهجمات على اللاجئين وسط تزايد حضور اليمين
السلطات الألمانية تتحدث عن ارتفاع جرائم اليمين على اللاجئين لديها بنسبة تزيد على 17% عام 2024، حيث تمّ الإبلاغ عن 33,963 مع تحديد هوية 37 مشتبهاً بهم في الاعتداءات 11 منهم معروفون للشرطة.
-
متظاهرة تحمل لافتة مكتوب عليها "جميع اللاجئين مرحب بهم هنا!" خلال مسيرة احتجاجية في برلين "EPA" (صورة أرشيفية)
أعلنت برلين عن زيادة ملحوظة في الهجمات على طالبي اللجوء والملاجئ التي تؤوي لاجئين، وسط ارتفاع حاد في جرائم اليمين، وتشديد سياسة الهجرة الألمانية.
وأظهرت الأرقام الرسمية المقدمة بناءً على طلب اثنين من النواب المحليين من "حزب الخضر" أنّ هناك 77 اعتداءً على طالبي اللجوء واللاجئين في عام 2024 وثماني حالات من الأضرار المتعمدة للمساكن التي يقطنونها.
وقال أريو إبراهيمبور ميرزاي، أحد النواب، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "يقارن هذا بـ32 هجوماً مستهدفاً على أشخاص، ولا هجوم على مساكن في عام 2023".
ونتيجةً لهذه الاعتداءات، استدعت البيانات الرسمية علاج 34 شخصاً في المستشفى، من بينهم 16 امرأة، و14 رجلاً، وفتاتان، ورجلان لم يُذكر عمرهما.
كذلك تمّ تحديد هوية 37 مشتبهاً بهم في الاعتداءات المباشرة على اللاجئين، 11 منهم معروفون للشرطة. فيما لم تُبلغ السلطات عن أي خيوط محددة في الهجمات على ملاجئ اللاجئين.
وقال جيان عمر، نائب آخر عن "حزب الخضر" الذي سعى إلى نشر الإحصائيات، إنّ التقرير بمثابة "جرس إنذار"، مضيفاً: "نحن نطالب بخطة حماية واضحة للاجئين، ووجود واضح للشرطة في أماكن الإقامة المعرضة للخطر، وعمل وقائي شامل، وقبل كل شيء سياسات تعترف بوضوح بالعنف اليميني وتحاربه بشكل حاسم".
لامبالاة من قبل السياسيين
أما عضو البرلمان عن حزب اليسار المتطرف الذي قدم طلب البيانات، كلارا بونجر، قالت من جهتها، إنّ الحكومة الألمانية بحاجة إلى معالجة المشكلة بشكل عاجل.
وأضافت بونجر أنّ "عدد الإهانات والتهديدات والهجمات ضد اللاجئين كان مرتفعاً بشكل مثير للقلق لسنوات، ومن المثير للغضب قبول هذه الظروف بلا مبالاة من قبل العديد من السياسيين وأفراد الجمهور"، ملقيةً اللوم على الخطاب المناهض للمهاجرين بين الأحزاب اليمينية المتطرفة والتيار السائد.
وأشارت إلى أنّ المتضررين قدموا إلى ألمانيا طلباً للحماية، "لكن ما يواجهونه هو العداء العنصري والعنف"، مشددةُ على أنه "يجب أن لا نعتاد على ذلك أبداً".
وفي هذا الإطار سجلت السلطات الألمانية ارتفاعاً في جرائم اليمين العام الماضي بنسبة تزيد على 17%، حيث تمّ الإبلاغ عن 33,963 جريمة حتى نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بما في ذلك 1,136 هجوماً عنيفاً. وستُنشر الأرقام السنوية الشهر المقبل.
تقدم اليمين المتشدد المناهض للهجرة
حزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليميني المتشدد المناهض للهجرة، كان قد حقق مكاسب قوية في الانتخابات المبكرة التي جرت في شباط/ فبراير الماضي، محققاً أكثر من 20% من الأصوات. وأصبح حالياً أقوى قوة معارضة في البرلمان، مدفوعاً بقلق الناخبين المتزايد بشأن الهجرة، ولا سيما بعد سلسلة من الهجمات العنيفة التي أُلقي باللوم فيها على طالبي اللجوء.
وكان زعيم حزب المحافظين فريدريش ميرز، الذي من المقرر أن يؤدي اليمين الدستورية كمستشار في السادس من أيار/ مايو المقبل، قد خاض حملته الانتخابية على أساس "تشديد سياسة الحدود بشكل كبير ووقف الهجرة غير النظامية"، بعد التدابير الأكثر صرامة التي اتخذتها بالفعل الحكومة السابقة بقيادة يسار الوسط.
وأدّى اتفاق الائتلاف مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي من يسار الوسط، الذي تمّ التوصل إليه هذا الشهر إلى تخفيف العديد من الأهداف المعلنة لميرتز، لكنه وضع مجموعة من المقترحات أكثر صرامة، بما في ذلك تعليق لم شمل الأسر للعديد من اللاجئين، والتنسيق مع الدول المجاورة لوقف طالبي اللجوء على الحدود، وتنفيذ خطط الترحيل إلى دول كانت مستبعدة في السابق مثل سوريا وأفغانستان.
ومطلع نيسان/ أبريل الجاري، تحدث موقع "دويتشه فيله" الألماني، عن أنّ مفاوضات الائتلاف الجارية بين المحافظين من حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، و"الاتحاد الاجتماعي المسيحي"، والحزب "الديمقراطي الاجتماعي"، والتي اتسمت بنقاشات حادة، وصلت إلى "ورقة تهدف إلى أن تكون أساساً لاتفاق الائتلاف للحكومة الفيدرالية الجديدة".
وتنصّ الورقة بحسب "دويتشه فيله" على الالتزام بـ"إصلاح قانون الجنسية"، ثم تُتابع: "سننظر، بموجب القانون الدستوري، في ما إذا كان بإمكاننا سحب الجنسية الألمانية من مؤيّدي الإرهاب، و"معادي السامية"، والمتطرفين الذين يدعون إلى إلغاء النظام الأساسي الحرّ والديمقراطي، إذا كانوا يحملون جنسية أخرى".
وفي منتصف آذار/ مارس الماضي، كشفت صحيفة "بيلد" الألمانية، أنّ وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فايسر، ترغب في التوصّل إلى اتفاق مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، بشأن عودة اللاجئين السوريين من ألمانيا.