الأمم المتحدة: حالة النزوح في الضفة غير مسبوقة و"إسرائيل" تعرقل الإغاثة

الأمم المتحدة تكشف أن العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية أدّت إلى النزوح القسري لأكثر من 40 ألف شخص من مخيمات اللاجئين والمجتمعات المحيطة بها في جنين وطولكرم.

0:00
  • فلسطينيون ينزحون من مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة - 22 كانون الثاني/يناير 2025

كشفت الأمم المتحدة أن العملية العسكرية الإسرائيلية أدّت إلى النزوح القسري لأكثر من 40 ألف شخص من مخيمات اللاجئين والمجتمعات المحيطة بها في جنين وطولكرم.

وأكدت أن القوات الإسرائيلية هدمت أو ألحقت أضراراً بالغة بمئات المنازل والوحدات السكنية، مشيرةً إلى أن القيود الإسرائيلية وانعدام الأمن ونقص التمويل تعوق قدرتها على توفير الإغاثة للمشردين حديثاً، محذرةً من نفاد تمويل الملاجئ قريباً.

حجم النزوح في الضفة الغربية غير مسبوق

ووفقاً لمدير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الضفة الغربية رولان فريدريش لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن حجم النزوح الآن يعدّ غير مسبوق منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، مؤكداً أن نحو ثلث الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية - أو ما يقارب 900 ألف شخص - مسجلون رسمياً كلاجئين، بعدما فرت عائلاتهم أو طُردت من ديارها عام 1948.

وفي حادثين منفصلين، أُصيبت امرأتان برصاصات في ساقيهما عندما حاولتا دخول المخيم، وفقاًَ لمحمود السعدي، مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين.

وقال رئيس بلدية جنين محمد جرار: "ما يحدث الآن يتجاوز قدراتنا"، فيما قال رئيس لجنة الخدمات الشعبية في مخيم جنين محمد الصباغ: "تُعتبر هذه أزمةً غير طبيعية. إنها كارثة جديدة لمخيم جنين".

السلطات والبلديات عاجزة عن إدارة حالة الطورائ

ويُعد مخيم جنين من أفقر مناطق الضفة الغربية، إذ إن معظم سكانه عاطلون من العمل ويعيشون تحت خط الفقر، وفقاً لمسؤولين محليين، وتواجه البلديات والسلطة الفلسطينية في رام الله قيوداً مالية شديدة تجعلها غير مؤهلة لإدارة حالة الطوارئ. بدلاً من ذلك، تُدير لجنة خدمات المخيم، برئاسة الصباغ، الاستجابة.

وقال صباغ إن اللجنة ومنظمة "وورلد سنترال كيتشن" (منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة) توزعان معاً نحو 9 آلاف وجبة يومياً، وهو ما يصل إلى أقل من نصف النازحين الذين تفرقوا في جميع أنحاء مدينة جنين والمناطق الريفية المحيطة بها.

مخاوف من نفاد التمويل

وبفضل الأموال التي جُمعت من المجتمع المدني وصندوق الطوارئ الخاص بها، استأجرت اللجنة غرفاً سكنية فارغة في الجامعة العربية الأميركية القريبة لـ 450 عائلة من أكثر العائلات حاجةً، بتكلفة تصل إلى 40 ألف دولار شهرياً.

ووفقاً لجرار، لم يعد هناك مكان في مأوى الجامعة، والأموال شحيحة، وستغطي تبرعات رجال الأعمال المحليين إيجار بعض المساكن حتى يونيو/حزيران. وبالنسبة إلى البعض الآخر، قد ينفد المال في غضون أيام، مشيراً إلى أن العائلات ستضطر قريباً إلى إخلاء مركز المكفوفين.

يخشى الصباغ أن "ينتهي الأمر بهؤلاء الأشخاص في الشوارع" من دون تدخل سريع.

وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا، فيليب لازاريني، قد أكد أيضاً أنّ أكثر من 40 ألف فلسطيني أُجبروا على مغادرة منازلهم في الضفة الغربية، مؤكداً أن "الوضع المالي للوكالة سيئ، وليس هناك وضوح بشأن المستقبل".

اقرأ أيضاً: "واشنطن بوست": "إسرائيل" تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة في غزة والضفة

اخترنا لك