البرهان للموفد الأميركي: ورقتك غير مقبولة.. والحلول المطروحة دعوة صريحة لتقسيم السودان
الميادين تحصل على التفاصيل الكاملة للقاء القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان مع ضباط الجيش. ماذا جاء فيه؟
-
رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان
كشف مصدر خاص للميادين التفاصيل الكاملة للقاء رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان مع ضباط الجيش، والذي أدلى فيه بتصريحات قوية ووضع فيه النقاط على الحروف، بحسب بعض المحللين.
"القبول بالإمارات كوسيط غير ممكن"
وقال المصدر إن قائد الجيش أراد أن يرسل رسالة للإدارة الأميركية التي حاولت فرض ورقة الرباعية على السودان، وذلك عبر مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية مسعد بولس.
وأشار إلى أن اللقاء شمل كبار ضباط القوات المسلحة برتبة لواء فما فوق، بحضور عضو مجلس السيادة - مساعد القائد العام الفريق أول الركن ياسر العطا، وعضو مجلس السيادة - مساعد القائد العام الفريق مهندس إبراهيم جابر، ورئيس هيئة الأركان ونوابه، ونائب مدير قوات الشرطة، ونائب مدير جهاز المخابرات العامة، وممثل القوات المشتركة.
وقال البرهان في اللقاء: "إن الإمارات، إذا كانت جزءاً من الرباعية، فإن السودان يرى أن هذه الرباعية ليست مبرئة للذمة، وخصوصاً أن كل العالم شهد أن الإمارات هي التي تدعم المتمردين ضد الدولة السودانية".
وأكد أن القبول بها كوسيط غير ممكن في هذه الأزمة، مبيناً أن السردية التي يرددها مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي لشؤون "الشرق الأوسط" وأفريقيا بشأن وجود سيطرة لتنظيم الإخوان داخل الجيش هي سردية ظلت تطلقها الإمارات.
وأشار إلى أن "ذلك لا يعدو أن يكون فزاعة يتم استخدامها للأميركيين والسعوديين والمصريين، مؤكداً أن هذا الحديث غير صحيح وكذب، مبيناً قدرة المؤسسة العسكرية على إصلاح بنيتها وهيكلتها بنفسها.
لماذا تتدخّل الإمارات في النزاع السوداني، ولماذا تُصرّ على هدنة فورية غير مشروطة؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 22, 2025
محلل #الميادين للشؤون الافريقية والدولية محمد حسب الرسول في #التحليلية pic.twitter.com/4GDHHt6IFY
"عازمون على استعادة كل الأراضي"
وأضاف القائد العام للقوات المسلحة: "مليشيا آل دقلو الإرهابية مليشيا متمردة قتلت السودانيين ونهبتهم وارتكبت جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي في حق السودانيين. وهناك عدد من الدول تساعد هذه المليشيا، وهم غير مقبولين بالنسبة إلينا، فضلاً عن مساندة جماعات سياسية لهذه المليشيا، وهي أيضاً غير مقبولة".
وقال: "لسنا دعاة حرب، ولا نرفض السلام، ولكن لا يستطيع أحد تهديدنا أو يملي علينا شروطاً".
وشدد على أن الشعب السوداني ليس ضعيفاً، وكذلك جيشه، مؤكداً ثقته بضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة، مضيفاً: "هذه الثقة هي مصدر قوتنا".
كذلك، أكد البرهان أن القوات المسلحة عازمة على استعادة كل الأراضي التي دنسها التمرد في كردفان ودارفور، وأضاف: "سنطردهم من السودان، والنصر سيكون حليفنا ما دمنا على حق".
وقال: "نحن مصممون على خوض هذه المعركة بشرف وعزة، ومن دون تدخل من أي جهة خارجية. معركة الكرامة هي معركة كل السودانيين، وهي معركة بقاء للشعب السوداني".
ودعا أبناء القبائل والعمد الذين يقفون خلف عبد الرحيم دقلو إلى "الاحتكام لصوت العقل وعدم الزج بأبنائهم في هذه المحرقة"، مشيراً إلى هلاك العديد من شباب هذه القبائل في هذه الحرب.
اقرأ أيضاً: البرهان: إذا لم يُلقِ المتمردون أسلحتهم فلا حوار ولا سلام ولن نقبلهم في السودان
"نعوّل على مبادرة السعودية للحل"
من ناحية أخرى، شكر البرهان لولي العهد السعودي محمد بن سلمان مبادرته ومساعيه نحو تحقيق السلام في السودان، مبيناً أن حديثه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوضح الصورة الحقيقية لما يدور في السودان.
وقال: "إن السودانيين الذين اكتووا بنيران هذه الحرب ينظرون بعين الرضا والتقدير لجهود ولي العهد السعودي. هذه المبادرة هي فرصة لتجنيب بلادنا الدمار والتمزق، ونحن نعول عليها، ونعتبرها صوت الحق وصوت المنطقة، باعتبار أن أمن البحر الأحمر يهم الجميع، وسنتعاطى مع هذه المبادرة بما يمكن من إنهاء الحرب بالطريقة المثالية التي تريح كل السودانيين... طرحت الكثير من المبادرات خلال الفترة الماضية، ولكن معظمها تم رفضه، لأنها تبقي على المتمردين ضمن المشهد، لذلك لم نقبلها".
وأوضح أن "مبادرة الرباعية قدمت 3 مقترحات؛ الأول لا يستحق طرحه للناس أو إعلانه، لأنه يتنافى مع مبادئ الدولة السودانية وتضحيات الشعب السوداني ويتعارض مع طموحاتنا كعسكريين، لذلك قمنا بتقديم خارطة طريق لهم وللأصدقاء والأشقاء تحمل رؤيتنا لحل الأزمة".
وبيّن أن "وقف إطلاق النار تصاحبه بعض الإجراءات، ومنها انسحاب هذه المليشيا من كل منطقة دخلتها بعد اتفاقية جدة، وهذا يعني انسحابهم من زالنجي والجنينة والفاشر ونيالا ومن كل المدن التي دخلوها، ومن ثم جمعهم في مناطق محددة، حتى يتسنى للسودانيين العودة إلى مناطقهم، ومن ثم الدخول في حوار سوداني لتحديد مستقبل السودان".
ما الذي يدفع الجيش السوداني إلى التمسّك بخيار "إزالة الدعم السريع"؟ ما الشروط التي يضعها لوقف إطلاق النار؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 22, 2025
محلل #الميادين للشؤون الافريقية والدولية محمد حسب الرسول في #التحليلية pic.twitter.com/OVwmucyt8m
"مسعد بولس قدم أسوأ ورقة"
وعن الورقة التي قدمتها الرباعية عبر مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي لشؤون "الشرق الأوسط" وأفريقيا، قال البرهان إنها تعتبر أسوأ ورقة يتم تقديمها باعتبار أنها تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية وتبقي المليشيا المتمردة في مناطقها.
وأوضح أن "الوساطة إذا كانت ماضية في هذا المنحى، فإننا سنعتبرها وساطة غير محايدة"، مبيناً أن مبعوث الرئيس الأميركي يتحدث كأنه يريد أن يفرض علينا بعض الفروض.
وأضاف: "نخشى أن يكون مسعد بولس عقبة في سبيل السلام الذي ينشده كل أهل السودان. إنه يهدد ويقول إن الحكومة تعوق وصول القوافل الإنسانية، وإنها قامت باستخدام أسلحة كيميائية، ونحن نقول له إن ورقتك هذه غير مقبولة"، مؤكداً ضرورة تبني خارطة الطريق التي قدمتها حكومة السودان، وأضاف: "لا يقبل أحد في السودان بوجود هؤلاء المتمردين أو بأن يكونوا جزءاً من أي حل في المستقبل".
وأكد أن "الأحاديث التي يطلقها مسعد بولس ما هي إلا صورة من أبواق المليشيا، فضلاً عن أنه يتحدث بلسان الإمارات ويقرر في مستقبل العملية السياسية التي هي شأن سوداني خالص".
بين طبول الحرب والضغط الدبلوماسي... #السودان على مفترق طرق ودعوات أميركية لحل سياسي
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 22, 2025
تقرير: جيلبير بشور pic.twitter.com/8biR4AbvkE
"الحلول الحالية هي دعوة صريحة لتقسيم السودان"
وفي ختام حديثه، قال البرهان: "إن الدولة السودانية مستهدفة. لذلك، لا بد من جمع الكلمة وتوحيد الصف من أجل مواجهة هذا الاستهداف. إن معركة الكرامة هي معركة بقاء لكل السودانيين. لذلك، لن نقبل بأنصاف الحلول، والحلول التي يتم تقديمها حالياً هي دعوة صريحة لتقسيم السودان".
وتساءل: "كيف يتم وقف إطلاق نار والمليشيا تحتل المدن والمناطق؟"، مؤكداً "ضرورة جمع هذه المليشيا وتسليم أسلحتها بضمانات.
وأضاف: "لا يستطيع أحد أن يفرض علينا حمدوك وحميدتي. الحالمون بحكم السودان، وعلى رأسهم حمدوك، لن يستطيعوا حكمه مجدداً، والقابعون في الخارج عليهم العودة إلى الداخل ومواجهة السودانيين".
وأضاف أن الحديث حول إعاقة الحكومة للمساعدات الإنسانية ما هو إلا فزاعة، مبيناً أن الحكومة فتحت كل المطارات أمام قوافل الإغاثة، مشيراً إلى تقاعس المجتمع الدولي عن نجدة أهل الفاشر.
ونوّه "بقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن فك حصار الفاشر، والتي لم تنفذها المليشيا المتمردة، ولم يتم اتخاذ إجراء ضدها".