الشيخ قاسم: سلاح المقاومة لتقوية لبنان.. والاحتلال ينتظر نزعه ليتوسّع

الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، يؤكد أنّ مسألة سلاح حزب الله هي "شأن داخلي، يُناقش مع الدولة اللبنانية"، بعد إيقاف العدوان والانسحاب الإسرائيلي وتحرير الأسرى، مشدّداً على عدم قبول تسليمه إلى الاحتلال.

0:00
  • الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، خلال إلقائه كلمةً في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر
    الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، خلال إلقائه كلمةً في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر

أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ المبعوث الأميركي، توم برّاك، "فوجئ بموقف لبناني وطني موحّد من الرؤساء الثلاثة، يقضي بوقف العدوان الإسرائيلي قبل الحديث بأيّ أمر آخر"، بعد أن "جاء بالتهويل والتهديد بضمّ لبنان إلى سوريا وبتوسيع  العدوان".

وفي كلمة ألقاها في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر (السيد محسن)، أضاف الشيخ قاسم أنّ الرؤساء "يريدون إعمار لبنان، ولذلك لا يمكنهم أن يوافقوا على تسليم قوته"، في حين "يريد الأميركي أخذها منه لصالح إسرائيل، ويكذب بأنّه يريد مساعدته".

وفي هذا السياق، شدّد الشيخ قاسم على أنّ برّاك يريد سلاح حزب الله "من أجل إسرائيل، لا من أجل ضبط الوضع الأمني في لبنان"، وعلى أنّ هذا السلاح هو "لمقاومة إسرائيل، وهو قوة لبنان"، مذكّراً بأنّ الحزب أبدى استعداده سابقاً "لمناقشة كيف يكون هذا السلاح ضمن استراتيجية وطنية".

كما حذّر من أنّ "كل من يطالب بتسليم السلاح اليوم يطالب بتسليمه إلى إسرائيل"، مشدّداً أيضاً على أنّ حزب الله "لن يقبل ذلك"، وعلى أنّ لبنان "لن يكون ملحقاً بإسرائيل، لو اجتمعت الدنيا كلها ولن نقبل أن يؤخذ رهينة ما دام فينا نفس حيّ".

"الاحتلال ينتظر نزع السلاح ليتوسّع"

وأوضح الأمين العام لحزب الله أنّ اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان "كان فيه مكسب لنا وللجانب الإسرائيلي، وهذا أمر طبيعي في أي اتفاق".

وإذ أشار إلى أنّ الاتفاق "حقّق الأمن في المستوطنات الشمالية"، فإنّه تساءل: "ولكن، هل تحقق الأمن في لبنان"؟

في هذا الإطار، بيّن الشيخ قاسم أنّ كلّ ما يحصل من استهدافات واعتداءات واغتيالات وضرب للمباني هو "ضمن المشروع التوسّعي للاحتلال الإسرائيلي"، بحيث إنّ الاحتلال "ليس متوقّفاً عند النقاط الخمس المحتلة، بل ينتظر نزع سلاح المقاومة ليتوسّع ويبني مستوطناته".

الشيخ قاسم أكد أنّ المقاومة "أعطت الدولة كل ما يمكن أن يقوّيها"، موضحاً أنّ سلاحها هو "لتقوية الدولة، لا إضعافها"، متابعاً: "ولكن، هل يحقّ للدولة أن تقول إنّني لا أستطيع الدفاع عنكم، وأعطونا الأسلحة لنضعها في المحرقة الإسرائيلية"؟

وتابع: "نحن ساعدنا الدولة على تنفيذ الاتفاق، وقولوا لمن يربط وقف إطلاق النار بسحب السلاح إنّ مسألة السلاح شأن داخلي".

"السلاح ليس أَوْلى من إعادة الإعمار"

وأكد أنّ السلاح "ليس أولى من إعادة الإعمار ووقف العدوان"، متوجّهاً إلى من يطالبون بنزع سلاح حزب الله بالقول: "أنتم أوقفوا العدوان. امنعوا الطيران من الجو. أعيدوا الأسرى. فلتنسحب ‏إسرائيل من الأراضي التي احتلتها. دعونا نرَ إن كان هذا المشهد سيستقر. بعد ذلك، خذوا منّا أفضل نقاش، وخذوا منّا تجاوباً على أفضل أنواع التجاوب". 

وأضاف أنّ على الدولة أن "تقوم بواجبها لإعادة الإعمار، ولو كانت الولايات المتحدة تمنع ذلك، وتضغط على الدول العربية، فعلى الدولة اللبنانية إيجاد أي وسيلة، ولو من موازنتها".

ودعا الدولة اللبنانية إلى "أن تحزم أمرها أكثر فيما يتعلّق بوقف العدوان وإعادة الإعمار"، مخاطباً الداخل اللبناني: "تعالوا نرفع شعار فلنخرج إسرائيل بوحدتنا ولنبني وطننا".

إلى جانب ذلك، جدّد الأمين العام لحزب الله تحذيره من أنّ "الشعب اللبناني بكامله معرّض لخطر وجودي من إسرائيل وداعش والولايات المتحدة"، وذلك "تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد".

وفي سياق متصل، أشار الشيخ قاسم إلى أنّ المقاومة "بدأت لتسدّ عجزاً من الجيش، وهي دعامة له لتكون ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة فعّالةً غير شكلية"، مضيفاً أنّها "أثبتت أنّها دعامة أساسية من دعائم بناء الدولة".

وأوضح أنّ حزب الله يسير في مسارين: "الأول بتحرير الأرض من العدو، والثاني ببناء الدولة، عبر تمثيل الناس، وحتى تنهض الدولة بأبنائها"، مشدّداً على أنّه "لا يغلّب أحدهما على الآخر".

كما أكد أنّ "هذه المقاومة لا تزال موجودةً بكلّ أبعادها السياسية والاجتماعية"، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر "دليل على قوة المقاومة"، وهو ما يدفع الاحتلال الإسرائيلي إلى انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.

ولفت إلى أنّ ثمة خيارين في لبنان، أحدهما خيار السيادة والاستقلال والتحرير، والآخر يتمثّل في الوصاية والاستعباد والاحتلال، مؤكداً: "بين الخيارين، نحن مع السيادة والاستقلال والتحرير".

"الولايات المتحدة وإسرائيل تمارسان الإجرام المنظّم في قطاع غزة"

إضافةً إلى ما يتعلّق بلبنان وحزب الله، تطرّق الشيخ قاسم إلى حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكداً أنّ "الولايات المتحدة وإسرائيل تمارسان الإجرام المنظّم يومياً في القطاع".

وشدّد الشيخ قاسم على "وجوب أن يقف العالم وقفةً واحدةً في وجه إسرائيل، لوقف هذا الطغيان الذي يؤثّر على البشرية كلّها".

"الشهيد شكر كان بمثابة رئيس الأركان خلال الإسناد"

أما فيما يتعلق بالمناسبة، فأشار الأمين العام لحزب الله إلى أنّ الشهيد فؤاد شكر "قاد مجموعةً من 10 مقاومين، سمّوا أنفسهم مجموعة الميثاق قبل عام 1982، وتعاهدوا على مواجهة إسرائيل وأن يكونوا في المواقع الأمامية".

وأضاف أنّ الشهيد شكر كان من "الرعيل الأول المؤسس وأول قائد عسكري للمقاومة"، وكان في الوقت نفسه "حاضراً بين الناس وتميّز بفكر استراتيجي".

وتابع بأنّ الشهيد الكبير هو مؤسس الوحدة البحرية في حزب الله وشارك وتابع في ملف الاستشهاديين، وكان بمثابة رئيس الأركان في معركة الإسناد، وعلى تواصل دائم مع الشهيد السيد حسن نصر الله إلى حين شهادته.

إلى جانب ذلك، استذكر الشيخ قاسم الشهيد إسماعيل هنية، الذي تحلّ الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده أيضاً، مؤكداً أنّ الشهيد "استطاع أن يرفع القضية الفلسطينية لتكون القضية الأولى في العالم".

ووجّه أيضاً التحية إلى الأسير المناضل المحرّر جورج عبد الله، "الذي وقف شامخاً لـ41 عاماً ورفض أن يوقّع ورقة بالتخلّي عن أفكاره من أجل بضعة أعوام"، مؤكداً أنّه "جزء لا يتجزأ من تجربة المقاومة المتنوّعة التي تجتمع عند تحرير الأرض وحفظ الكرامة".

اقرأ أيضاً: الشيخ قاسم: مستعدون للسلم وبناء الدولة وكذلك لمواجهة "إسرائيل" ولن نقبل بالتطبيع

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.