المنخفض الجوي يفاقم معاناة النازحين في غزة والفصائل الفلسطينية تدعو إلى التحرك مع قدوم الشتاء

المنخفض الجوي في غزة يفاقم معاناة النازحين، ويغرق عشرات الخيام في مواصي خان يونس، جنوبي القطاع، والفصائل تدعو للتحرك لإنهاء الحصار.

0:00
  • غزة: منخض جوي يُغرق عشرات الخيام في مواصي خان يونس
    الأمطار تُغرق خيام النازحين في غزة (أ ف ب)

أكّد جهاز الدفاع المدني في غزة، اليوم السبت، غرق عشرات الخيام التي تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع، نتيجة الأمطار الغزيرة التي رافقت المنخفض الجوي الأخير.

وأشار الدفاع المدني، في بيان، إلى أنّ طواقمه "تتعامل مع عشرات الخيام في مخيمات النازحين، إثر تعرضها للغرق في عدة مناطق بمواصي خان يونس".

ومنذ فجر أمس الجمعة، تتأثر الأراضي الفلسطينية بمنخفض جوي مصحوب بكتلة باردة ورياح قوية وأمطار غزيرة، ما زاد من معاناة نحو مليون ونصف المليون نازح في القطاع، بعد أن أغرقت مياه الأمطار خيامهم المتهالكة.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي، قد أكّد الجمعة، أنّ دخول فصل الشتاء بقوة "يزيد معاناة المواطنين ويعمّق المأساة الإنسانية لقرابة مليون ونصف إنسان يعيشون حياة النزوح في الخيام، بعدما أغرقت مياه الأمطار خيامهم البالية ومزقت الرياح العاتية ما تبقى منها".

حماس: هذه الظروف تستدعي موقفاً من جامعة الدول العربية

في السياق، علّق الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم قائلاً إن "الكارثة التي نعيشها في قطاع غزة والتي تصاعدت مع دخول فصل الشتاء، تستدعي موقفاً واضحاً من جامعة الدول العربية، يستند إلى الوثيقة التأسيسية للجامعة، وكذلك منظمة المؤتمر الإسلامي".

كما اعتبر أن أهالي القطاع يتعرّضون لحرب إبادة بالرغم من الإعلان عن توقف الحرب، عبر تقييد المساعدات ومنع الإعمار واستمرار الحصار في ظروف حياتية قاهرة.

الجبهة الشعبية: الاحتلال يستخدم الشتاء كسلاح إبادة جديد

من جهتها، قالت الجبهة الشعبية في بيان، إن غرق خيام النازحين جراء السيول التي اجتاحت مناطق واسعة من القطاع هو نتيجة مباشرة لسياسات الاحتلال التي تمنع إعادة الإعمار، وتعرقل إدخال المستلزمات الأساسية، وترفض السماح بدخول آلاف الخيم والكرافانات التي يحتاجها النازحون بشكل عاجل.

كما طالبت الجبهة الأطراف الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار بالتحرك العاجل والفوري للضغط على الاحتلال لإنهاء الحصار وفتح المعابر لإدخال الإغاثة والمساعدات العاجلة.

وتابعت: "ما يجري في غزة اليوم لا يحتمل التسويف أو الانتظار، فحياة مئات الآلاف مهددة، ومسؤولية إنقاذها مسؤولية إنسانية وقانونية وسياسية في آن واحد".

الجبهة الديمقراطية: لتحرّك رسمي وشعبي لتوفير المستلزمات الضرورية

بدورها دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى أوسع تحرك فاعل ومؤثر، على المستوى الرسمي والشعبي، لتوفير المستلزمات الضرورية لحماية الفلسطينيين في غزة، مؤكدةً أن هذه المعاناة تشكّل "وصمة عار على جبين الإنسانية إن هي صمتت عن هذا الواقع الأليم".

ودعت الجبهة الديمقراطية "الأطراف الضامنة لاتفاق وقف النار، خاصة مصر وقطر وتركيا، إلى ممارسة الضغط اللازم لوضع حل شامل لقضية الإمدادات، وحل جذري لسيطرة دولة الاحتلال على المعابر، وتحويلها إلى عملية الإمدادات الإنسانية إلى شكل آخر من الحرب الهمجية التي لم تتوقف عن شنها على شعبنا في قطاع غزة".

حركة المجاهدين: نتيجة مباشرة لسياسة الحصار في ظل صمت العالم

في السياق نفسه، طالبت حركة المجاهدين الفلسطينية، المجتمع الدولي والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار بالتحرك الفوري والضغط على العدو الصهيوني لفتح المعابر وإدخال المساعدات والمواد الأساسية، داعيةً إلى التكاتف والتكافل المجتمعي ووقوف الجميع عند مسؤولياته للتخفيف عن الشعب الذي يعاني من النزوح والحصار والبرد.

كما أكدت أن تفاقم معاناة أهل غزة خاصة النازحين في ظل الأجواء الباردة والماطرة، وغرق خيام النازحين هو نتيجة مباشرة لسياسة الحصار الصهيونية ومنع إدخال المستلزمات الأساسية في ظل صمت العالم.

يُذكر أنه منذ اندلاع حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي والتي استمرت لعامين ودمّرت معظم البنى التحتية في غزة، يعيش أكثر من مليون ونصف نازح في خيام بالية تضرّرت بفعل القصف والحصار، لا سيما مع الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال مواد الإيواء وغياب الخدمات الأساسية، حيث تتفاقم معاناتهم يومياً في ظل ظروف إنسانية شديدة القسوة.

اقرأ أيضاً: غزة: غارات للاحتلال على رفح وخان يونس ومدينة غزة وعمليات تجريف شرقي جباليا

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.