الهند وباكستان عالقتان في حرب ثقافية خانقة رغم وقف إطلاق النار
العلاقات الثقافية بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان، تتعرّض لأقسى تجميد منذ سنوات، وسط تصاعد التوترات السياسية والأمنية.
-
الهند وباكستان عالقتان في حرب ثقافية خانقة رغم وقف إطلاق النار (من موقع اخباري)
رغم استمرار وقف إطلاق النار رسمياً بين الهند وباكستان، إلّا أنّ العلاقة بين البلدين تشهد تدهوراً غير مسبوق على الصعيد الثقافي، ما يعكس عمق الأزمة التي تجاوزت السياسة لتطال الفنون والموسيقى والأدب والرياضة.
لطالما كانت الروابط الثقافية بصيص أمل في تاريخ العلاقات المتقلّبة بين الجارتين، حيث واصلت المسرحيات الهندية جذب جمهور في كراتشي، وأقيمت معارض فنية باكستانية في نيودلهي، بينما عمل الناشطون من كلا الجانبين على تعزيز التفاهم المشترك، إلّا أنّ هذه المبادرات آخذة في التلاشي.
ففي السنوات الأخيرة، انخفضت التجارة بين الهند وباكستان إلى مستويات شبه معدومة، وتمّ تعليق خطوط البريد منذ عام 2019. وازدادت القيود مؤخّراً بعد الهجوم المسلّح الذي أودى بحياة 26 شخصاً في منطقة باهالجام بكشمير، مما وجّه ضربة قاصمة لما تبقّى من الروابط الثقافية الهشّة.
وتحدّثت ناشرة هندية معروفة، ريتو مينون، عن تدهور الوضع بقولها: "حتى شيء بسيط مثل إرسال كتاب لصديق عبر الحدود أصبح مستحيلاً".
التشديدات الجديدة طالت أيضاً الأعمال الفنية
صادر مسؤولو الجمارك في الهند لوحة لفنان باكستاني بعد الهجوم الأخير، وتمّ رفض عرض فيلم يشارك فيه الممثّل الباكستاني فواد خان. كما حُظرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لممثّلين باكستانيين داخل الهند.
وفي خطوة لافتة، أصدرت الحكومة الهندية تحذيراً لمنصات البثّ المحلية بضرورة وقف عرض أيّ محتوى باكستاني في نيسان/أبريل، بما في ذلك المسلسلات التي كانت لسنوات تُتابع بشغف على جانبي الحدود.
ويصف فنانون ومثقّفون هذا التدهور بأنه "عزلة مؤلمة"، مشيرين إلى خسارة مشتركة لشعبي بلدين يتقاسمان تاريخاً وثقافةً وموسيقى تتجاوز الخطوط السياسية.