انطلاق الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة وقادة عدة دول يندّدون بالحرب على غزة

انطلاق أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث تخللتها كلمة للأمين العام ورؤساء عدة دول بينهم لولا دا سيلفا ورجب طيب إردوغان ودونالد ترامب.

  • الأمم المتحدة
    من أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (أ ف ب)

أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة في نيويورك، اليوم الثلاثاء، أنّ تعددية الأقطاب من دون العمل التعدّدي "ستؤدي إلى كارثة".

وأكد غوتيريش أنّ ما تشهده غزة لم تشهده أيّ منطقة أخرى، مشيراً إلى أنّ ما يحصل في القطاع من دمار واسع النطاق لا مبرّر له.

وتابع: "إنّ الإفلات من العقاب يؤدّي إلى الفوضى وبالتالي يؤدّي إلى الحروب"، معتبراً أنه لا حلّ في الشرق الأوسط إلا "حلّ الدولتين".

من جهتها، قالت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أنالينا بيربوك: "هذا العام هناك آلاف الأيتام في غزة.. هذا ليس كأيّ عام".

البرازيل: غزة دفنت القانون الدولي وأسطورة الأخلاق الغربية

بدوره قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال كلمته في الجمعية العامّة، إنّ سلطة الأمم المتحدة على المحك، مشيراً إلى أنّ العالم يشهد زيادة في تنازل النظام الدولي لسياسة القوة.

كما أضاف أنّ بلاده أرسلت في الأيام الماضية رسالة إلى العالم بشأن سيادتها.

ولفت لولا دا سيلفا إلى أنّ الديمقراطية تفشل عندما يُحمَّل المهاجرون مسؤولية كلّ شرور العالم، معتبراً أنّ التدخّلات أحادية الجانب باتت السمة الطاغية في السياسات الدولية.

كما أكد الرئيس البرازيلي أنّ القيم التي تأسست عليها الأمم المتحدة تتعرّض لتهديد غير مسبوق، مشدّداً على أنّه لا يمكن تحقيق السلام مع استمرار الإفلات من العقاب وتقاعس المجتمع الدولي عن الدفاع عن السلام.

هذا وشدّد على أنّه لا شيء يمكن أن يبرّر الإبادة المستمرة في قطاع غزة، لافتاً إلى أنّ الجوع يُستخدم كسلاح في القطاع فيما يتواصل تهجير الفلسطينيين من منازلهم.

وتابع: "عشرات الآلاف من الأطفال والنساء دُفنوا في غزة، ومعهم القانون الدولي وأسطورة الأخلاق الغربية".

كما أعرب الرئيس البرازيلي عن أسفه لمنع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الجلوس في مقعد فلسطين خلال الاجتماع، مشدّداً على أنّ الشعب الفلسطيني يتعرّض لخطر الاختفاء ولن يتمكّن من البقاء إلا في دولته المستقلة.

إندونيسيا: لا يمكن الصمت عن حرمان الفلسطينيين من حقوقهم

من جهته، قال الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو خلال كلمته في الجمعية العامة: "لا يمكننا أن نصمت على حرمان الفلسطينيين من حقوقهم".

إردوغان: نتنياهو لا يكترث بالسلام ولا يهتم بمصير الأسرى

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أكد خلال كلمته وقوف بلاده إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يموت بصمت، معرباً عن أسفه لغياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الاجتماع، وداعياً جميع الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية إلى القيام بذلك.

هذا وأوضح إردوغان أنّ العالم يشهد أحداثاً خطيرة، أبرزها ما يحصل في قطاع غزة حيث تتواصل الإبادة الجماعية منذ أكثر من 700 يوم، لافتاً إلى أنّ "أكثر من 20 ألف طفل قُتلوا في القطاع" وأنّ "إسرائيل" تقتل طفلاً كلّ ساعة.

كما أشار إلى أنّ الشعب الفلسطيني لا يُقتل بالأسلحة فقط بل بالتجويع أيضاً أمام أنظار العالم.

وفي السياق قال الرئيس التركي إنّ ما يشهده قطاع غزة من سفك دماء ووحشية لم يشهد التاريخ مثيلاً له، مشيراً إلى أنّ الأمم المتحدة لم تتمكّن من حماية موظفيها حيث قُتل أكثر من 500 منهم.

وتابع أنّ "إسرائيل" فشلت في حجب حقيقة الفظاعات التي ترتكبها، فهي تدمّر المنازل والمستشفيات والمساجد والكنائس، لافتاً إلى أنّ أرض غزة وتربتها لم تعودا صالحتين للحياة البشرية والحيوانية والنباتية، معتبراً أنّ ما يجري ليس "حرباً على الإرهاب" بل تهجير قسري وإبادة جماعية.

وفي السياق قال إردوغان إنّ ما يحدث في غزة ليس صراعاً بين طرفين بل "جيش" احتلال منظّم يواجه مدنيين وأطفالاً، ذاكراً أنّ "القطاع يُدمَّر بذريعة حماس فيما يُقتل المدنيون الأبرياء في الضفة الغربية حيث لا وجود للحركة".

وعن الهجوم الإسرائيلي على قطر، أوضح إردوغان أنه أظهر أنّ القيادة الإسرائيلية خرجت عن السيطرة، معتبراً أنّ نتنياهو لا يكترث بالسلام ولا يهتم بمصير الأسرى.

وأضاف أنّ كلّ دول المنطقة عرضة للتهديدات الإسرائيلية، مشيراً إلى الاعتداءات على لبنان وسوريا وإيران وقطر.

كما شدّد الرئيس التركي على ضرورة التوصّل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وضمان إدخال المساعدات ومحاسبة مرتكبي الإبادة الجماعية، حيث اعتبر أنّ كلّ من يقف صامتاً إزاء العدوان على غزة يعدّ متواطئاً مع "إسرائيل"، وموجّهاً الشكر إلى شعوب العالم المدافعة عن غزة.

هذا وأكد أنّ سوريا فتحت صفحة جديدة نحو الوحدة، معلناً أنّ أنقرة ستواصل دعمها الكامل لدولة سورية موحّدة وآمنة ومستقرة وخالية من الإرهاب، وفي مقدّمته تنظيم "داعش".

وبشأن الملف النووي الإيراني، شدّد على أنّه يجب معالجته عبر السبل الدبلوماسية لأنّ المنطقة لا تتحمّل أزمات جديدة.

كما أعلن الرئيس التركي أنّ بلاده تستضيف بحماس مسار التسوية بين روسيا وأوكرانيا، متمنياً تحقيق السلام بين الدولتين. كما أشار إلى أنّ تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا يسير وفق المخطط له.

هذا ودعا إردوغان إلى إنهاء عزلة جمهورية شمال قبرص التركية والاعتراف بها، لافتاً إلى أنّ بلاده تتطلّع لانطلاقة جديدة في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أنّ الولايات المتحدة حليف لتركيا وأنّ العمل جارٍ لتعزيز العلاقات معها.

ترامب: أميركا في عصرها الذهبي

من جهته، ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتبر فيها أنّ "الحروب والتسلّح انتشرا في قارتين خلال الإدارة السابقة، فيما استعادت أميركا الصدارة مع عودته إلى الحكم"، مؤكّداً أنّ الولايات المتحدة تتمتّع اليوم "بأقوى اقتصاد وأقوى جيش وأقوى حدود".

وأضاف ترامب أنّ إدارته ورثت كارثة اقتصادية شملت ارتفاع الأسعار، لكنّ الوضع تغيّر مع عودته حيث تسارع النمو وازدهرت الصناعة، حيث أوضح أنّه منذ استلامه السلطة تحقّقت استثمارات بقيمة 17 تريليون دولار، مؤكداً أنّه لم يدخل أيّ مهاجر غير شرعي إلى بلاده خلال الشهور الماضية.

واعتبر الرئيس الأميركي أنّ هذه المرحلة هي "العصر الذهبي لأميركا".

وزعم أنّه أنهى 7 حروب حول العالم في 7 أشهر، مشيراً إلى أنّ جميع أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" تقريباً التزموا برفع إنفاقهم العسكري إلى 5% من الناتج القومي الإجمالي.

وقال إنّه لا رئيس في العالم أنجز ما أنجزه في وقف الحروب، مؤكداً أنّ علاقات بلاده مع دول الخليج أوثق من أي وقت مضى.

هذا ووجّه ترامب انتقادات حادة إلى الأمم المتحدة، متسائلاً: "ماذا تفعل هذه المؤسسة التي تملك ميزانيات مرتفعة؟". ورأى أنّ ما يصدر عنها مجرّد "كلمات فارغة"، مشيراً إلى شبهات فساد شابت عملية بناء مقرها.

وقال ترامب إنّ أكبر خطر يهدّد الوجود الإنساني هو الأسلحة المدمّرة التي "تمتلك بلاده عدداً منها"، معتبراً أنّه "لا يجوز أن تمتلك إيران سلاحاً نووياً"، زاعماً أنّه "عرض على المرشد الإيراني التعاون لكن الرد جاء بالتهديد"، وأنّ "لا دولة أخرى غير الولايات المتحدة قادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية".

وفي السياق قال إنّه "أنهى حرب الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل".

كما أعرب الرئيس الأميركي عن سعيه لتحقيق وقف لإطلاق النار في غزة، متهماً حركة حماس بـ"رفض العروض المطروحة".

واعتبر أنّ "الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيكون هدية بالغة الروعة لحماس"، قائلاً إنّه "نجح في إعادة معظم الأسرى من غزة ويعمل على إعادة البقية دفعة واحدة".

هذا وأوضح ترامب أنّه يعمل بشكل مكثّف لوقف القتال في أوكرانيا، زاعماً أنّ الحرب لم تكن لتستمر أكثر من أسبوع لولا استمرار شراء النفط الروسي من قبل الهند والصين.

وأشار إلى أنّ الحرب تتسبّب بمقتل ما بين 5 و7 آلاف شاب أسبوعياً، محذراً من أنّ واشنطن مستعدّة لفرض رسوم تنهي الحرب سريعاً إذا لم توافق روسيا على إنهائها.

كما اعتبر ترامب أنّ الأمم المتحدة تموّل الهجرة غير النظامية، مشدداً على حق كل دولة في حماية حدودها. وأوضح أنّ 72% من السجناء في سويسرا من خارجها، داعياً إلى وقف الحدود المفتوحة.

واعتبر الرئيس الأميركي أنّ إدارته نجحت في الحد من تهريب الأطفال والمخدرات، معلناً أنّه "يعمل على تدمير شبكات الإرهاب والمخدرات بقيادة نيكولاس مادورو في فنزويلا".

وأشار إلى أن "واشنطن كانت عاصمة الإجرام لكنها اليوم مدينة آمنة"، مضيفًا أنّه طلب من بريطانيا تحسين أدائها في استخراج النفط من بحر الشمال.

وفي الشأن البيئي، اعتبر دونالد ترامب أنّ التحذيرات من انتهاء أمم بسبب الاحترار العالمي خدعة، محذراً من أنّ خديعة الطاقة الخضراء ستؤدي إلى فشل عدة بلدان.

وأضاف أنّ البصمة الكربونية خدعة كلّفت أوروبا كثيراً لكنها ارتفعت عالمياً بسبب الصين، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة تعاني من متطرفين بيئيين يريدون قتل البقر، ومؤكداً أنّ بلاده تتمتع بأفضل هواء، بينما الدول الآسيوية ترمي نفاياتها في المحيط لتصل بعد أسبوعين إلى لوس أنجلوس.

وفي السياق أوضح الرئيس الأميركي أنّ ارتفاع كلفة الطاقة رفع أسعار المنتجات الأوروبية والأميركية، مشيراً إلى أنّه انسحب من اتفاق باريس للمناخ الذي استُغلت فيه الولايات المتحدة لسنوات.

وأكد أنّ دولاً مثل الصين تنتهك قواعد التلوّث وتجني أرباحاً هائلة، فيما تمتلك واشنطن أكبر احتياطي من النفط والغاز في العالم. ولفت إلى أنّ بلاده تستخدم الرسوم الجمركية أداة للدفاع عن النفس وحماية السيادة وتحقيق السلام، مشدّداً على أنّ التجارة بين الدول يجب أن تكون متبادلة، ومن لا يلتزم تُفرض عليه رسوم جمركية.

هذا وكشف ترامب أنّه صافح الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا واتفق معه على عقد لقاء الأسبوع المقبل.

وختم: "الولايات المتحدة تمثّل معجزة يجب أن تستلهم الدول الأخرى من تجربتها".

اقرأ أيضاً: بينها فرنسا.. اعترافات بدولة فلسطين تتصدّر مؤتمر "حل الدولتين" في الأمم المتحدة