تقرير: العنف يكتسح مخيم زمزم المحاصر في إقليم دارفور بالسودان

الصراع في السودان أدى إلى إطلاق موجات من العنف العرقي، وخلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وتسبب في إغراق عدة مناطق من البلاد في المجاعة.

0:00
  • نازحون هربوا بعد هجمات
    نازحون هربوا بعد هجمات "الدعم السريع" على مخيم زمزم في بلدة طويلة في شمال دارفور في غرب السودان (رويترز)

قال تقرير نشرته وكالة "رويترز" إن الصراع في السودان الذي اندلع قبل عامين أدى إلى إطلاق موجات من العنف العرقي، وخلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وتسبب في إغراق عدة مناطق من البلاد في المجاعة.

وامتد القتال في السودان، في شهر نيسان/ أبريل، إلى أحد أكبر المخيمات للنازحين بسبب سنوات من الحرب: مخيم زمزم في إقليم دارفور في غرب السودان، والذي يقطنه حوالى نصف مليون شخص.

وقال شهود عيان إن اقتحام قوات "الدعم السريع" مخيم زمزم للنازحين في 11 نيسان/ أبريل أدى إلى نهب المنازل وإحراقها تحت وابل القذائف وحلقت الطائرات المسيرة في سماء المنطقة. وقد سيطرت "الدعم السريع" على المخيم الضخم بعد أيام من القصف وهجمات الطائرات المسيرة والهجمات البرية، والتي تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 300 شخص وإجبار حوالى 400 ألف على الفرار، في واحدة من أسوأ الانتهاكات منذ بدء الحرب.

ووفقاً لـ"رويترز" فإن "الاستيلاء على مخيم زمزم يأتي في الوقت الذي تسعى فيه قوات الدعم السريع إلى ترسيخ سيطرتها على إقليم دارفور". ويقع المخيم بالقرب من مدينة الفاشر، التي يقطنها 1.8 مليون نسمة، وتُعدّ آخر معقل مهم لقوات "الدعم السريع" في دارفور.

لم تستجب قوات "الدعم السريع" لطلب التعليق. ونفت الاتهامات بارتكاب فظائع، وقالت إن المعسكر يُستخدم كقاعدة لقوات موالية للجيش. ونددت منظمات إنسانية بالغارة، معتبرةً أنها هجوم يستهدف مدنيين يواجهون بالفعل مجاعة.

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية أضراراً واسعة النطاق ناجمة عن الحرائق في جميع أنحاء المخيم، بما يتفق مع روايات شهود عيان قالوا إن "مقاتلي قوات الدعم السريع أشعلوا النار في المباني في المخيم لإثارة الرعب".

وقبل شن هجومها، كانت قوات "الدعم السريع" تحاصر المنطقة، حيث جرى قطع المساعدات لعدة أشهر عن المخيم، الذي توسّع خلال أكثر من 20 عاماً ليضم نحو 500 ألف شخص غالبيتهم من غير العرب، وهو ما يعكس الأزمة الإنسانية المستمرة في دارفور.

ووثّقت "رويترز" مزاعم عن ارتكاب قادة الميليشيات العربية شبه العسكرية في دارفور أعمال عنف مستهدفة قبيلة المساليت ذات الأصول الأفريقية خلال الصراع الحالي.

وفي تقرير صدر في آب/ أغسطس 2024 ، وجدت لجنة مراجعة المجاعة المدعومة من الأمم المتحدة أن "المجاعة كانت مستمرة في مخيم زمزم"، وأن "القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك العراقيل المتعمدة التي فرضها الأطراف النشطون في الصراع، قد قيدت بشدة قدرة منظمات الإغاثة على توسيع نطاق جهود الاستجابة بشكل فعال (...) لم تتم تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية للخدمات الصحية والمياه والغذاء والتغذية والمأوى والحماية".

وقد أدت الفيضانات العام الماضي إلى إغراق نقاط في المخيم، ما أدى إلى زيادة خطر الإصابة بالكوليرا وأمراض أخرى في منطقة تواجه بالفعل مستويات شديدة من سوء التغذية.

وقدّرت منظمة "أطباء بلا حدود"، في شهر شباط/ فبراير 2024، أن "طفلاً واحداً يموت في المتوسط ​​كل ساعتين في زمزم نتيجة للمرض وسوء التغذية".

وبحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن المخيم "أُخلي تقريباً" منذ بدء القصف المكثف والهجمات البرية في 10 نيسان/ أبريل الماضي.

وأفادت "المنظمة الدولية للهجرة" بأنه حتى 17 نيسان/ أبريل الماضي، نزح أكثر من 300 ألف شخص إلى مناطق أخرى في شمال ووسط دارفور. وقد فرّ معظمهم إما إلى الطويلة أو إلى الفاشر.

وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، قد قال إنه "في الأسابيع الأخيرة واصلت قوات الدعم السريع حصار الفاشر". وأضاف، في الأول من شهر أيار/ مايو الجاري، أن "الرعب الذي يتكشف في السودان لا حدود له (...) هناك تحذير مشؤوم من قوات الدعم السريع بـإراقة الدماء قبل معارك وشيكة مع القوات المسلحة السودانية (...) يجب بذل كل ما في وسعنا لحماية المدنيين المحاصرين وسط الظروف القاسية في الفاشر وما حولها".

يُذكر أن السودان اتهم مراراً الإمارات بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال تسليح قوات "الدعم السريع" وطلب من محكمة العدل الدولية فرض تدابير طارئة تأمر الإمارات بمنع أعمال الإبادة الجماعية في دارفور. في حين رفضت الإمارات الاتهامات، وقالت إن محكمة العدل الدولية لا تملك صلاحية قانونية للنظر في دعوى السودان.

اقرأ أيضاً: "قرار منتظر من "العدل الدولية" بشأن اتهام السودان للإمارات بـ "التواطؤ لارتكاب إبادة جماعية""

منتصف نيسان/أبريل 2023 تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.

اخترنا لك