تقرير أميركي: ضباط إسرائيليون يعترفون سراً بأن غزة على شفا المجاعة

تقرير أميركي يكشف أنه على الرغم من تجاهل حكومة الاحتلال الإسرائيلي التحذيرات الأممية من النقص الحاد في الغذاء في غزة بسبب الحصار المحكم، فإنّ بعض الضباط الإسرائيليين يعترفون في جلساتهم الخاصة بأنّ "غزة على شفا المجاعة".

0:00
  • غزة على شفا المجاعة في ظل الحصار المحكم ومنع الاحتلال الإسرائيلي من دخول المساعدات الانسانية
    غزة على شفا المجاعة في ظل الحصار المحكم ومنع الاحتلال الإسرائيلي من دخول المساعدات الانسانية

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في تقرير خاص، أنّ بعض الضباط الإسرائيليين يعترفون في جلسات خاصة، بأنّ "غزة على شفا المجاعة".

وأشار التقرير إلى أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي تجاهلت علناً التحذيرات من نقص حاد في الغذاء، بعد أن منعت سلطات الاحتلال وصول المساعدات الإنسانية، إلّا أنّ تحليلاً داخلياً خلص إلى أنّ هناك أزمة تلوح في الأفق إذا لم تُستأنف الإمدادات الغذائية إلى داخل قطاع غزة.

فقد خلص بعض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين سراً، وفق التقرير، إلى أنّ "الفلسطينيين في غزة يواجهون مجاعة واسعة النطاق ما لم تُستأنف عمليات تسليم المساعدات في غضون أسابيع، بحسب ثلاثة مسؤولين دفاعيين إسرائيليين مطلعين على الأوضاع في القطاع".

لشهور عدة، أصرّت "إسرائيل" على أنّ حصارها المفروض على غزة "لا يُشكل تهديداً كبيراً لحياة المدنيين في القطاع"، حتى مع تحذيرات الأمم المتحدة، ووكالات إغاثة أخرى من أنّ المجاعة تلوح في الأفق.

وأشار التقرير إلى أنّ ضباطاً عسكريين إسرائيليين يراقبون الأوضاع الإنسانية في غزة حذّروا قادتهم في الأيام الأخيرة من أنه ما لم يُرفع الحصار بسرعة، فمن المرجح أن تنفد كميات الغذاء الكافية لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية اليومية في العديد من مناطق القطاع، وفقاً لمسؤولي الأمن الإسرائيليين. وتحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمشاركة تفاصيل حسّاسة.

ضرورة اتخاذ خطوات فورية

ولأنّ توسيع نطاق عمليات تسليم المساعدات الإنسانية يستغرق وقتاً، قال الضبّاط إنّ "هناك حاجة إلى خطوات فورية لضمان إمكانية إعادة نظام توريد المساعدات بالسرعة الكافية لمنع المجاعة".

يأتي الاعتراف المتزايد داخل جزء من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأزمة الجوع في غزة، في الوقت الذي تعهّدت فيه "إسرائيل" في وقت سابق، بتوسيع نطاق الحرب في غزة بشكل كبير للقضاء على حماس واستعادة الرهائن المتبقين - وهما هدفان لم تحققهما بعد أكثر من 19 شهراً من الحرب.

فقد أبدى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، تحدّياً، حيث قال إنّ "الجيش الإسرائيلي سيستأنف القتال في الأيام المقبلة بكامل قوته لإتمام المهمة" و"القضاء على حماس".

تصريح نتنياهو جاء في نفس اليوم الذي وصل فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية، في إطار أول رحلة خارجية رئيسية له منذ إعادة انتخابه. ومع ذلك، فإنّ ترامب لا يزور "إسرائيل"، مما يؤكّد الانقسام المتزايد بين زعيمين (ترامب ونتنياهو) يختلفان بشكل متزايد حول بعض أهم القضايا الأمنية التي تواجه "إسرائيل".

ووفق تقرير "نيويورك تايمز" فقد كشف تحليل المسؤولين العسكريين عن "فجوة بين موقف إسرائيل العلني من حصار المساعدات ومداولاتها الخاصة". كما يكشف أنّ أجزاءً من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية توصلت إلى نفس الاستنتاجات التي توصلت إليها منظمات الإغاثة الرائدة، فقد حذّروا منذ أشهر من مخاطر الحصار.

تحذيرات أممية: العالم أمام مفترق طرق أخلاقي

ويسلّط التقرير في الصحيفة الأميركية الضوء أيضاً على مدى إلحاح الوضع الإنساني في غزة. فقد أغلقت معظم المخابز أبوابها، وبدأت مطابخ الجمعيات الخيرية إغلاق أبوابها أيضاً. ويقول برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي يوزّع المساعدات وينسق الشحنات، إنه نفد مخزونه من الغذاء.

وكان خبراء في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، قد حذّروا في وقت سابق من أنّ الفظائع المتصاعدة في قطاع غزة "تضع المجتمع الدولي أمام مفترق طرق أخلاقي"، مشدّدين على أنّ "العالم يواجه خياراً واضحاً، إمّا التحرّك لوقف المجازر، أو مشاهدة الشعب الفلسطيني يُباد أمام أنظار العالم.. وغزة باتت منطقة رعب وبيئة منهارة".

وفي السياق، دعا منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، أمس الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي إلى اتّخاذ إجراءات "لمنع وقوع إبادة في غزة"، بعدما أعلنت "إسرائيل" أنّ "جيشها سيستأنف بكل قوته عملياته في قطاع غزة".

وحضّ فليتشر "إسرائيل" على "رفع الحظر الذي تفرضه على دخول المساعدات إلى غزة"، حيث أسفرت عملياتها عن مقتل عشرات الآلاف ودمّرت غالبية أراضي القطاع.

هذا ويواصل الاحتلال الإبادة في قطاع غزة بعد أكثر من عام ونصف العام على العدوان، حيث ركّز الاحتلال فجر اليوم الأربعاء، قصفه على مناطق شمالي قطاع غزة، مُمعناً في قتل المدنيين وفي حرب الإبادة الجماعية.

اقرأ أيضاً: "زلزال في العلاقات".. ماكرون يدعو إلى إعادة النظر في اتفاق الاتحاد الأوروبي مع "إسرائيل"

اخترنا لك