رسالة من دبلوماسيين بريطانيين تحثّ ستارمر على الاعتراف بدولة فلسطينية

عشرات الدبلوماسيين البريطانيين السابقين يوجّهون رسالة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر، مطالبين بالاعتراف الفوري بدولة فلسطينية، وسط تزايد الغضب الرسمي والديني من جرائم الاحتلال في غزة.

0:00
  • رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وهو يتحدث خلال جلسة استماع للجنة الاتصال البرلمانية، في لندن 21 تموز/يوليو 2025
    رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وهو يتحدث خلال جلسة استماع للجنة الاتصال البرلمانية في لندن 21 تموز/يوليو 2025 (أ ف ب)

تصاعدت الضغوط السياسية والدبلوماسية على رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية، بعد رسالة وُصفت بـ "غير المسبوقة" وجّهها أكثر من 50 سفيراً ودبلوماسياً بريطانياً سابقاً، في ظل تصاعد الاستنكار الدولي للفظائع الإسرائيلية في قطاع غزة.

وحملت الرسالة توقيع أكثر من 30 سفيراً سابقاً للمملكة المتحدة، و20 مسؤولاً دبلوماسياً بريطانياً كبيراً خدموا في بعثاتها لدى الأمم المتحدة، ودعت إلى الاعتراف الفوري بدولة فلسطين باعتباره "خطوة أولى أساسية لكسر الوضع الراهن المميت في غزة".

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الموقعين حذّروا من أنّ "مخاطر التقاعس عن العمل لها آثار عميقة وتاريخية وكارثية"، مشدّدين على أن "أمن إسرائيل لا يمكن أن يتحقّق من دون تسوية سياسية للقضية الفلسطينية".

وجاء في الرسالة: "في مواجهة الرعب الحالي والإفلات من العقاب، لا تكفي الكلمات"، معتبرةً أن الإجراءات البريطانية المتخذة حتى الآن، من التعليق الجزئي لمبيعات الأسلحة وتأخير المحادثات التجارية وفرض عقوبات محدودة، "أبعد ما يكون عن المدى الكامل للضغط الذي يمكن للمملكة المتحدة أن تمارسه على إسرائيل".

ومن بين أبرز الموقعين على الرسالة، سفراء سابقون للمملكة المتحدة لدى مصر، وسوريا، والعراق، وإيران، والأردن، وقطر، والكويت، وتركيا، وباكستان، وأفغانستان، والبحرين والمغرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الرسالة تعكس قلقاً استراتيجياً بين الدبلوماسيين السابقين أعمق من تبعات استمرار الوضع الراهن على صورة بريطانيا في المنطقة.

ونقلت "الغارديان" عن أحد الموقعين قوله إن الرسالة تعبّر عن تيار قوي داخل وزارة الخارجية البريطانية نفسها بشأن قضية الاعتراف.

غضب ديني ورسمي متصاعد

وفي موازاة الضغوط الدبلوماسية، دان رئيس أساقفة يورك، ستيفن كوتريل، ممارسات الاحتلال في غزة، واصفاً ما يجري بـ"المنحط" و"البربري"، ومؤكّداً أنّه "وصمة عار على ضمير المجتمع الدولي".

ووصف كوتريل العدوان الإسرائيلي بأنه "حرب عدوان وخطيئة جسيمة"، في موقف لافت من الزعيم الفعلي لكنيسة إنكلترا.

وذكرت الصحيفة أن هذه التصريحات الصادرة عن كوتريل "تعكس تغيّراً سريعاً في الرأي العام البريطاني، وخصوصاً مع انتشار صور لأطفال يتضورون جوعاً في غزة، وروايات عن مقتل مدنيين وهم يحاولون تأمين الطعام لعائلاتهم".

وزراء ومسؤولون ينضمون للضغط

وذكرت الصحيفة أنه من داخل حكومة ستارمر نفسها، بدأت ترتفع أصوات تطالب بالاعتراف بدولة فلسطين، إذ دعا وزير الصحة ويس ستريتنغ الأسبوع الجاري علناً إلى هذا الاعتراف، ودان الإجراءات الإسرائيلية التي "تجاوزت بكثير  أي مفهوم للدفاع المشروع عن النفس".

كذلك، دعا عمدة لندن، صادق خان، حكومة المملكة المتحدة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية فوراً، مؤكّداً في بيان فيمنصة "إكس" أن "ما تشهده غزة مروع للغاية، ولا يمكن تبريره تحت أي ذريعة".

وأضاف خان: "على المجتمع الدولي - بما في ذلك حكومتنا - أن يبذل المزيد من الجهد للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذا القتل المروع وغير المبرر والسماح بإدخال المساعدات المنقذة للحياة".

اقرأ أيضاً: ماكرون يحث بريطانيا على الاعتراف بدولة فلسطين: "الطريق الوحيد للسلام"

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.