روسيا: الضربات على إيران تصعيد خطير.. ويجب إعادة المسار الدبلوماسي
روسيا تدين العدوان الأميركي على إيران وتحمّله مسؤولية تقويض الأمن الدولي، ومدفيديف يحذر من توسّع الصراع مؤكداً أن إيران ستواصل التخصيب بدعم من دول مستعدة لتزويدها بترسانة نووية.
-
روسيا وإيران (أ ف ب)
أدانت وزارة الخارجية الروسية بشدة الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية في إيران فجر يوم الأحد، معتبرةً أنها انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي، وخاصة أنّ هذه الهجمات نُفذت من قبل دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وأكد البيان الروسي أن هذه الضربات، والتي جاءت عقب الهجمات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية، تشكّل تصعيداً خطيراً يقوّض الأمن الإقليمي والعالمي، في وقت يعاني فيه غرب آسيا من أزمات متفاقمة.
ورأت موسكو أن الاعتداء على المنشآت النووية الإيرانية ألحق ضرراً بالغاً بنظام منع الانتشار النووي القائم على معاهدة حظر الانتشار، وبثقة المجتمع الدولي في نظام المراقبة التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي هذا السياق، طالبت روسيا بـرد سريع وواضح من قيادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، داعية إلى عقد جلسة خاصة للوكالة لبحث تداعيات الهجوم، بعيداً عن "العبارات المراوغة والمساواة السياسية".
كما شددت الخارجية الروسية على ضرورة أن يتحرك مجلس الأمن الدولي بشكل عاجل، وأن تُرفض هذه الأفعال من قِبل المجتمع الدولي بشكل جماعي، مطالبة بوقف العدوان فوراً وتهيئة الظروف لإعادة المسار السياسي والدبلوماسي.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن "السماح لأي دولة بتفسير حقها في الدفاع عن النفس وفق أهوائها، سيؤدي إلى فوضى شاملة على المستوى الدولي".
مدفيديف: إيران ستواصل التخصيب رداً على العدوان
بدوره قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، إنّ الولايات المتحدة تورّطت في صراع جديد ضد إيران، محذّراً من تطوّر هذا الصراع إلى عملية برية مفتوحة.
وشدّد دميتري مدفيديف، على أن الشعب الإيراني يتوحد اليوم خلف القيادة الدينية، حتى من بين من لم يكن متعاطفاً معها سابقاً، في أعقاب الضربات الأميركية الليلية.
وأكد مدفيديف أن إيران ستواصل تخصيب المواد النووية رداً على هذا العدوان، مشيراً إلى أن عدداً من الدول مستعدة لتزويد طهران بترسانتها النووية مباشرة، في مؤشر على تصاعد مستوى التوتر الإقليمي والدولي.
وأضاف أن الغالبية الساحقة من دول العالم تعارض الأعمال التي تقوم بها كل من "إسرائيل" والولايات المتحدة، معتبراً أن ترامب، الذي جاء إلى الحكم تحت شعار السلام، أطلق حرباً جديدة باسم الولايات المتحدة، وأنه "بهذه الإنجازات لن يحلم بجائزة نوبل للسلام أبداً".
وفي هذا السياق، نقلت وكالة "تاس" الروسية عن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يملك حالياً خططاً للتحدث مع ترامب بعد العدوان الأميركي على إيران، لكنه لا يُستبعد الاتفاق على اتصال قريب بين الجانبين في ضوء التطورات المتسارعة.
وشنّت الطائرات الأميركية، فجر يوم الأحد، عدواناً على 3 منشآت نووية في إيران وهي "فوردو"، "نطنز" و"أصفهان".
ودان العديد من الدول، العدوان الأميركي على إيران، بما فيهم الصين، كوبا، ودول في أميركا اللاتينية، بالإضافة إلى عدد من الدول العربية.