سوريا: الخارجية ترفض "الحماية الدولية... وعدد قتلى الاشتباكات يرتفع إلى 70

وزارة الخارجية السورية ترفض التدخلات الخارجية، وتؤكد التزامها بحماية جميع المواطنين، بالتزامن مع تصاعد التوتر في ريف دمشق والسويداء.

  • وحدات من الأمن العام السوري والفصائل المسلحة التابعة لها في أشرفية صحنايا (مواقع إخبارية)
    وحدات من الأمن العام السوري والفصائل المسلحة التابعة لها في أشرفية صحنايا (مواقع إخبارية)

أكّدت وزارة الخارجية السورية، اليوم الأربعاء، رفضها القاطع لجميع أشكال التدخل الخارجي في شؤون البلاد الداخلية، معتبرةً أن الدعوات التي أطلقتها جماعات خارجة عن القانون بشأن "حماية دولية" مرفوضة وغير شرعية.

وشددت الوزارة في بيانها على التزام الدولة بحماية جميع مكونات الشعب السوري من دون استثناء، في رسالة واضحة لرفض أي وصاية دولية أو مبادرات تُفرض من خارج الإطار السيادي.

كذلك، أفادت مصادر محلية خاصة الميادين، بأنّ عدد قتلى المواجهات بين المقاتلين الدروز والمجموعات المسلحة وعناصر وزارة الدفاع والأمن العام، بلغ حوالى 70 شخصاً من الأطراف كافة.

وهذه هي حصيلة 48 ساعة من المواجهات في مناطق جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا وطريق السويداء، علماً أنه يوجد أعداد كبيرة من المفقودين، ممن كانوا موجودين على خطوط التماس، وفُقد الاتصال معهم بعد اقتحام صحنايا وأشرفية صحنايا عصر اليوم.

وأعلنت محافظة السويداء عن التوصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا.

وأضافت المحافظة في بيان لها أنّ الاتفاق جاء بعد اجتماع ضمّ محافظي ريف دمشق والسويداء والقنيطرة مع عدد من شيوخ مدينة أشرفية صحنايا.

تصاعد التوتر في ريف دمشق والسويداء

وسبقت هذه التطورات السياسية، وقوع حركة نزوح جماعي من قرية الصورة الكبيرة في الريف الشمالي لمحافظة السويداء، نتيجة قصف عنيف بقذائف الهاون ومختلف أنواع الأسلحة، وفق ما أفادت به مصادر أهلية في سوريا.

وشهدت ساحة الكرامة في مدينة السويداء، تظاهرة احتجاجية منددة بالاعتداءات الحاصلة في جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق.

ورفع المتظاهرون شعارات حمّلوا فيها الحكومة السورية، مسؤولية ما يحدث، مطالبين بوقفها على الفور، "لما لها من تبعات خطيرة على السلم الأهلي والنسيج المجتمعي في البلاد".

اشتباكات في أشرفية صحنايا وسيطرة أمنية كاملة

وقالت مصادر محلية، إن الاشتباكات تجددت في عدد من أحياء أشرفية صحنايا بريف دمشق، فيما أكدت وسائل إعلام سورية أن الجيش السوري والأمن العام استعادا السيطرة على كامل منطقة أشرفية صحنايا.

غارات إسرائيلية تستهدف جنوب دمشق

نفّذت طائرات إسرائيلية عدّة غارات في محيط بلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا جنوب دمشق، بعد تحليق مكثف في سماء المنطقة.

ونقلت الميادين عن مصدر، أنّ الغارات استهدفت طائرات مسيّرة تابعة لوزارة الدفاع السورية مع طواقمها قبل إقلاعها، وأوضح أن الغارات نُفذت بواسطة طائرات مسيّرة إسرائيلية وأسفرت عن سقوط قتيلين على الأقل.

بيدرسون يدعو إلى التهدئة واحترام السيادة

من جهته، دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، إلى اتخاذ تدابير فورية لضمان حماية المدنيين وإحلال الهدوء ومنع التوترات.

كما شدد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن التحريض على قتل المدنيين، مؤكداً وجوب الاحترام الكامل لسيادة سوريا.

وفي وقتٍ سابق، أصدر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، بياناً مشتركاً، أعلنا فيه أنّ "رسالة خطيرة نُقلت إلى النظام السوري"، مفادها أنّ "إسرائيل تتوقّع منه التحرّك لمنع إلحاق الأذى بالدروز".

زيارات رسمية بعد انتهاء العملية الأمنية

قالت مصادر محلية، إنّ عدداً من المسؤولين من منظمة الصحة العالمية والحكومة السورية دخلوا إلى بلدة أشرفية صحنايا بعد انتهاء العملية الأمنية.

وأكّدت المصادر أنّ محافظي ريف دمشق والسويداء والقنيطرة زاروا البلدة في إطار تقييم الأوضاع الميدانية والإنسانية بعد التهدئة.

وفي هذا السياق، أعلنت مديرية أمن ريف دمشق، أنّه جرى تشميط عدد من "مواقع المجموعات الخارجة عن القانون في أشرفية صحنايا"، مضيفةً: "ألقينا القبض على عدد من الأفراد ولا تزال العملية مستمرة".

بدوره، حذّر مفتي سوريا، الشيخ أسامة الرفاعي، من الفتنة، داعياً السوريين إلى تجنّبها لأنها "تحصد الجميع".

وأكّد المفتي، في بيان مُصوَّر، أن "كل دم سوري محرَّم"، مشدّداً على ضرورة "عدم التفكير بالثأر والانتقام، وترك العدالة كي تأخذ مجراها".

اقرأ أيضاً: جنبلاط: جاهز لزيارة دمشق... ويجب رفض تدخل "إسرائيل" في سوريا

اخترنا لك