مجلس الأمن يصوّت اليوم على مشروع قرار أميركي لإنشاء قوة دولية في غزة.. وسط اعتراضٍ روسي

مجلس الأمن يصوّت اليوم على مشروع قرار أميركي لإنشاء "قوة استقرار دولية ومجلس سلام لغزة"، وسط معارضة روسية لمضمون النص.

0:00
  • من التصويت في مجلس الأمن الدولي (وكالات)
    من التصويت في مجلس الأمن الدولي (أرشيف)

من المقرر أن يصوت مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، على مشروع قرار أميركي يدعم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، وخصوصاً ما يتعلّق بنشر قوة دولية في القطاع، في وقت تحذّر واشنطن من أنّ الفشل في اعتماد النص قد يؤدّي إلى تجدّد القتال.

ويؤيّد مشروع القرار، الذي خضع لمراجعات عدّة في إطار مفاوضات داخل المجلس، الخطة التي سمحت بوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في تشرين الأوّل/أكتوبر الفائت.

ووفقاً لوكالة "فرانس برس"، تتيح النسخة الأخيرة من النص إنشاء ما يسمى "قوّة استقرار دولية" تتعاون مع "إسرائيل" ومصر والشرطة الفلسطينية المدرّبة حديثاً، للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية ونزع السلاح من قطاع غزة.

وأضافت الوكالة أن "قوّة الاستقرار الدولية" تعمل على "النزع الدائم للأسلحة من المجموعات المسلّحة غير الرسمية وحماية المدنيين وإنشاء ممرات إنسانية"، وفقاً لتعبيرها.

كما يسمح مشروع القرار أيضاً بإنشاء "مجلس السلام"، وهو هيئة حكم انتقالي لغزة سيترأسها ترامب نظريّاً، على أن تستمر ولايته حتى نهاية عام 2027.

وعلى عكس المسودات السابقة، يُشير النص الحالي إلى إمكان قيام دولة فلسطينية مستقبلاً، إذ تنصّ المسودة على أنّه، فور تنفيذ السلطة الفلسطينية الإصلاحات المطلوبة وبدء إعادة إعمار غزة، "قد تكون الظروف مهيّأة أخيراً لمسار موثوق لتقرير الفلسطينيين مصيرهم وإقامة دولة".

يُذكر أن هذا البند قوبل برفض شديد من الكيان الإسرائيلي، إذ قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في اجتماع للحكومة الأحد، إنّ "معارضتنا لدولة فلسطينية على أي أرض كانت لم تتغيّر".

ومن المقرّر أن يُجرى التصويت في مجلس الأمن الدولي عند الساعة 17:00 (22:00 ت غ) الاثنين.

 لجان المقاومة في فلسطين: المشروع الأميركي يكرّس الهيمنة الصهيو-أميركية

من جهتها، اعتبرت لجان المقاومة في فلسطين أن المشروع الأميركي في مجلس الأمن الدولي هو أداة لتكريس الهيمنة الصهيو - أميركية، مشددةً على أنه "شكل آخر من أشكال الاحتلال الصهيوني وفخ جديد لنزع سلاح المقاومة".

كما أكدّت عل أنها لن تقبل بنشر أي قوات دولية أو أجنبية داخل قطاع غزة تحل محل الاحتلال.

معارضة روسية: النص لا يقدّم دعماً كافياً لإقامة دولة فلسطينية

بدورها، وزّعت روسيا، التي تملك حق النقض، مشروع قرار منافس على أعضاء مجلس الأمن، معتبرةً أنّ النص الأميركي لا يقدّم دعماً كافياً لإقامة دولة فلسطينية.

ويطلب المشروع الروسي من المجلس التعبير عن "التزامه الثابت برؤية حلّ الدولتين"، دون أن يتضمن إنشاء "مجلس سلام" أو نشر قوة دولية في غزة، بل يدعو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تقديم خيارات في هذا الشأن.

ضغط أميركي وتحذيرات من الانقسام

في المقابل، كثّفت الولايات المتحدة جهودها لحشد التأييد لمشروعها، منتقدةً أي "محاولات لزرع الشقاق" بين أعضاء المجلس.

في السياق، كتب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، في صحيفة "واشنطن بوست"، أنّ "أي رفض لدعم القرار هو تصويت لاستمرار حكم إرهابيي حماس أو للعودة إلى الحرب مع إسرائيل، ما يحكم على المنطقة بالبقاء في نزاع دائم".

كما أعلنت واشنطن أنّها تحظى بدعم عدد من الدول العربية والإسلامية، ونشرت بياناً مشتركاً يحمل توقيع قطر ومصر والإمارات والسعودية وإندونيسيا وباكستان والأردن وتركيا.

ترجيحات بتبنّي المشروع الأميركي رغم التحفّظات

ووفق عدد من الدبلوماسيين الذين تحدّثوا لوكالة "فرانس برس"، ورغم الانتقادات الروسية وتردد بعض الدول الأخرى، يُتوقّع تبني مشروع القرار الأميركي.

ويقول ريتشارد غوان من "مجموعة الأزمات الدولية" إنّ روسيا تدرك أنّ العديد من الدول ستصوّت لمصلحة الخطة الأميركية رغم مخاوفها، لكنها تشترك في القلق حيال مضمون النص والطريقة التي دفعت بها واشنطن نحو التصويت السريع.

ورجّح غوان ألا تستخدم موسكو "الفيتو" ضد قرار تدعمه دول عربية، موضحاً: "الأرجح أن تمتنع روسيا والصين عن التصويت، وأن تسجّلا شكوكهما، لتقفا لاحقاً متفرجتين على الولايات المتحدة وهي تواجه تحديات تطبيق القرار".

اقرأ أيضاً: "وول ستريت جورنال": ارتفاع شعبية حماس في غزة بعد وقف النار يعرقل خطط ترامب