مصادر للميادين: إيران تحذر "الترويكا" الأوروبية من التصعيد عبر وكالة الطاقة الذرية
مصادر للميادين تكشف عن موقف إيران من استعداد الترويكا الأوروبية للضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل تقديمها تقريراً سلبياً ضد برنامج إيران النووي، و"رويترز" تنشر مضمون تقريرين متناقضين للوكالة الذرية حول إيران.
-
"الترويكا" الأوروبية تستعد للضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل تقديمها تقريراً سلبياً ضد برنامج إيران النووي
أفادت مصادر سياسية إيرانية للميادين بأنّ "الترويكا" الأوروبية لا تزال متمسكة بنهجها في ممارسة الضغوط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتسييس الملف النووي الإيراني، على الرغم من رسائل حسن النية التي أرسلتها طهران خلال الفترة الماضية، سواء على مستوى المحادثات أو التعاون مع ممثلي الوكالة.
ورداً على استعدادات "الترويكا" الأوروبية للضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل تقديمها تقريراً سلبياً ضد برنامج إيران النووي، أوضحت المصادر أن هذه الضغوط الأوروبية بدأت قبل انطلاق المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، واستمرت رغم الأجواء الجديدة وإعلان إيران استعدادها لتوجيه المزيد من الرسائل الإيجابية.
وكشفت المصادر أن إيران حذّرت ممثلي الترويكا الأوروبية خلال محادثات إسطنبول من أن "أي خطوة تصعيدية تُتخذ عبر الوكالة الدولية ستنعكس سلباً على مسار المحادثات الجارية"، مشيرة إلى أن "الترويكا" لم تغيّر حتى الآن سياستها التصعيدية، رغم التحذيرات المتكررة من تأثيرها السلبي في إمكان التوصل إلى اتفاق يضمن مصالح جميع الأطراف.
وأضافت أن طهران تعد استمرار هذه الضغوط، رغم إجراءاتها الإيجابية، خطوة أوروبية باتجاه تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات، محذّرة من أن هذا المسار "سينقل الملف إلى مرحلة جديدة بالكامل".
"إيران لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي انتهاك أوروبي"
وشددت المصادر على أن إيران جدّدت عبر قنوات دبلوماسية تأكيدها أنها سترد على أي خطوة تصعيدية بإجراءات نووية متناسبة ومدروسة، وأضافت أن "الردود الإيرانية ستكون تقنية، كما أثبتت سابقاً أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي انتهاك أوروبي لحقوقها النووية".
وأكدت المصادر أنّ النافذة نحو حلّ دبلوماسي لا تزال مفتوحة، داعيةً دول الترويكا الأوروبية إلى "التصرف بعقلانية".
وختمت بالتنبيه إلى أن أي تصعيد أوروبي عبر الوكالة الدولية سينعكس سلباً على المحادثات مع واشنطن، وقد يؤدي إلى تعقيد كبير في مسار المفاوضات، مؤكدة أن "الاستمرار في الضغط قد يُغيّر قواعد اللعبة برمتها في الملف النووي الإيراني".
الوكالة الدولية ترسل تقريرين متناقضين بشأن الملف الإيراني
وفي هذا السياق، أرسلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرين فصليين إلى الدول الأعضاء بشأن برنامج إيران النووي، أحدهما بطلب من مجلس المحافظين، واطلعت وكالة "رويترز "على مضمونهما.
وبحسب التقرير الأول، فإن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ارتفع بمقدار 953.2 كيلوغرام منذ التقرير الفصلي السابق، ليصل إلى 9247.6 كيلوغرام. كما أشار التقرير إلى أن المخزون من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60%، على شكل سداسي فلوريد اليورانيوم، ارتفع بمقدار 133.8 كيلوغرام.
أما التقرير الثاني، فأكد أن الوكالة "لا تمتلك مؤشرات موثوقة على وجود برنامج نووي غير معلن في إيران من النوع الموصوف سابقاً"، في إشارة إلى غياب أدلة مؤكدة على وجود أنشطة نووية سرّية.
في المقابل، أورد التقرير نفسه أن إيران لم ترد مراراً على أسئلة الوكالة، أو لم تقدم إجابات موثوقة من الناحية الفنية عليها، كما قامت بتطهير مواقع مرتبطة بالتحقيقات، بحسب المزاعم الواردة فيه.
وجدد المدير العام للوكالة، رفاييل غروسي، في ختام التقرير، دعوة طهران إلى "التعاون الكامل والفعّال مع الوكالة الدولية، من أجل تسوية الملفات العالقة وتعزيز التقدم الفني في التحقيقات".