ناجون مصابون بسوء التغذية من مجزرة الفاشر بالسودان يروون قصة هروبهم

شهود يقولون إنّ عمليات قتل جماعي حدثت بعد استيلاء "الدعم السريع" على الفاشر، بينما مصير مئات السكان ما زال مجهولاً.

0:00
  • امرأة فرّت من العنف في الفاشر مع عائلتها إلى مكان آمن في طويلة بشمال دارفور السودان (رويترز)
    امرأة فرّت من العنف في الفاشر مع عائلتها إلى مكان آمن في طويلة بشمال دارفور السودان (رويترز)

في عيادة بشمال دارفور في السودان، حيث يرقد عشرات الأطفال النحيفين على أسرّتهم، ورجالٌ ينتظرون إجراء عمليات جراحية للإصابات التي تعرّضوا لها، يصف المرضى هروبهم اليائس من مدينة الفاشر بعدما سيطرت عليها قوات "الدعم السريع" الأسبوع الماضي.

وهؤلاء هم من بين ما يصل إلى 10 آلاف شخص وصلوا إلى بلدة طويلة هرباً من "الدعم السريع"، ويتلقّون العلاج حالياً في العيادة التي تديرها منظّمة "أطباء بلا حدود" الدولية. 

وأفاد شهود عيان بوقوع عمليات قتل جماعي عقب استيلاء "الدعم السريع" على المدينة، ولا يزال مصير العديد من سكانها مجهولاً. وقد شكّل الاستيلاء على المدينة نقطة تحوّل، كما أدى الحصار إلى قطع الإمدادات الغذائية، ما أجبر العديد من السكان المحليين على تناول علف الماشية وعلى البحث عن مأوى من الطائرات المسيّرة والقصف.

وإضافة إلى من وصلوا إلى طويلة، يُعتقد أنّ أكثر من 60 ألف شخص آخرين فرّوا من الفاشر، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، بالرغم من أنّ أماكنهم غير واضحة. ووفقاً لتقديرات عدد من سكان المدينة مع اقتراب نهاية الحصار، لا يزال ما يصل إلى 200 ألف شخص محاصرين داخل المدينة.

بدورهما، وصفت مريضتان الظروف المزرية داخل الفاشر، وقالت إحداهما، واسمها فطومة، إنها عُهد إليها رعاية ثلاثة أطفال تيتّموا بعد مقتل والديهم وشقيقهم في غارة بطائرة من دون طيّار أثناء ذهابهم لإحضار وجبة طعام. وكان أصغرهم، رضيعاً نحيفاً يبلغ من العمر 40 يوماً فقط، يبكي بين ذراعيها. أما شقيقته، التي كانت تجلس بالقرب منه، فقد أصيبت في ساقها عندما أصابتها شظايا أثناء ركضها إلى ملجأ.

أخذت فطومة الأطفال خارج المدينة على عربة يجرّها حمار مع مصابين آخرين قبل سقوط الفاشر بقليل، لكنها صادفت جنوداً من قوات الدعم السريع على الطريق. وقالت: "أجبرونا على وضع الرضيع على الأرض، ثم أنزلونا جميعاً، وأخذوا كلّ ما نملك".

وقال مريض ثانٍ، اسمه عبد الله، إنه فرّ من الفاشر وسط قصف كثيف وإطلاق نار يوم الاستيلاء على المدينة.

وأضاف أنّ "الناس غادروا بحالة من الفوضى، يحملون أطفالهم، بعضهم في عربات يدوية، وبعضهم على عربات تجرّها الحمير، وبعضهم على أقدامهم. لم ينجُ أحد من المارة، فقد أصيب الجميع".

وأشار عبد الله، الذي كان ينتظر عملية جراحية في عيادة أطباء بلا حدود بعد إصابته بعدة طلقات نارية، إلى أنه رأى ما يقدّره بأكثر من ألف جثة على الطريق، موضحاً أنّ "بعضهم مات عطشاً، وبعضهم إرهاقاً، وبعضهم متأثرين بإصاباتهم والنزيف".

اقرأ أيضاً: ""مرصد عالمي للجوع" يؤكد: توجد مجاعة في الفاشر بدارفور وكادوقلي بكردفان"

منتصف نيسان/أبريل 2023 تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.