تحقيق: أغنى سبعة مليارديرات جميعهم من أباطرة الإعلام.. ما العلاقة؟
أغنى 7 رجال في العالم أصبحوا جميعاً أباطرة إعلام أقوياء، يتحكمون في ما يراه العالم ويقرأه ويسمعه، ما يُدشّن فصلاً جديداً من السيطرة الأوليغارشية على المجتمع، ويوجه ضربة أخرى لحرية الصحافة واستقلاليتها وتنوع الآراء.
-
زوكربيرغ، بيزوس، بيتشاي، وماسك في حفل تنصيب ترامب، قادة إمبراطورية الإعلام الجدد.
موقع "Mintpress News" ينشر تحقيقاً يتناول سيطرة أغنى الأفراد في العالم على وسائل الإعلام والتكنولوجيا، وتأثير ذلك على حرية الصحافة وتنوع الآراء.
يسلّط التحقيق الضوء على الترابط بين الثروة الهائلة، والسيطرة على الإعلام، والنفوذ السياسي، والتحالف مع أجهزة الاستخبارات والدول الكبرى، موضحاً كيف أصبحت هذه السيطرة تهديداً مباشراً لحرية الصحافة. كما يشير إلى دعم إليسون، وماسك، وزوكربيرغ لـ "إسرائيل" سياسياً وتقنياً واقتصادياً، وتأثير ذلك على الرقابة الإعلامية، ولا سيما على المحتوى المؤيد لفلسطين في منصات التواصل الاجتماعي.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
يبدو أنّ شراء لاري إليسون لشبكة "سي إن إن"، وهو الموالي لترامب والمتعاقد مع وكالة الاستخبارات المركزية، بات وشيكاً، ويمثل أحدث مغامرة لثاني أغنى رجل في العالم في مجال الإعلام. لكن إليسون ليس وحده؛ فأغنى سبعة أشخاص في العالم أصبحوا جميعاً أباطرة إعلام نافذين، يتحكمون في ما يراه العالم ويقرأه ويسمعه، ويدشّنون فصلاً جديداً من السيطرة الأوليغارشية على المجتمع، موجّهين بذلك ضربة أخرى لحرية الصحافة واستقلاليتها وتنوع الآراء.
احتكار وسائل الإعلام
شركة "باراماونت سكاي دانس" المملوكة لإليسون، في موقع متقدّم لشراء شركة "وارنر براذرز ديسكفري" أيضاً، وهي تكتل يسيطر على استوديوهات إنتاج سينمائية وتلفزيونية ضخمة، وخدمات بث مباشر، وامتيازات تجارية، وشبكات وقنوات مثل "ديسكفري"، و"تي إن تي"، و"تي آل سي"، و"فوود نتورك"، و"سي إن إن". ويعود هذا التقدّم بشكل كبير إلى قرب إليسون من الرئيس ترامب، الذي سيكون مضطراً في النهاية للموافقة على مثل هذه الصفقة.
وقد تحدّث إليسون بالفعل مع كبار مسؤولي البيت الأبيض بشأن الاستغناء عن بعض مذيعي "سي إن إن" والمحتوى الذي لا يحبه ترامب، من بينهم المذيعتان إيرين بورنيت وبريانا كيلار. كما أن رغبة إليسون في إعادة تشكيل التوجه السياسي للشبكة بالكامل هي ما جعله المشتري المفضّل لدى البيت الأبيض لشركة "وارنر براذرز ديسكفري". ويُقال إن ثروته الهائلة، التي تبلغ 278 مليار دولار، تمكّنه من الدفع نقداً، وقد أنفق مؤخراً ببذخ على شراء وسائل الإعلام.
وفي وقت سابق من هذا العام، وفّر إليسون التمويل اللازم لشراء "سكاي دانس باراماونت غلوبال"، وهو تكتل ضخم آخر يسيطر على قنوات مثل "شوتايم"، و"سي بي إس"، و"بي إي تي"، و"إم تي في"، و"كوميدي سنترال"، و"نيكلوديون"، و"باراماونت ستريمينغ". وبعد تعيينه رئيساً تنفيذياً لشبكة "سي بي إس نيوز"، بدأ ديفيد، ابن لاري إليسون، بإعادة توجيه الخط السياسي للشبكة بشكل جذري، وطرد الموظفين، ووضع القناة في موقع المؤيد لترامب، وعين باري فايس رئيسة تحرير غرفة الأخبار، والتي تصف نفسها بأنها "صهيونية متعصبة".
مع ذلك، لم تنتهِ عائلة إليسون بعد من الاستحواذ. ففي أيلول/سبتمبر الماضي، وقّع الرئيس ترامب أمراً تنفيذياً بالموافقة على اقتراح يقضي ببيع منصة التواصل الاجتماعي "تيك توك" لتحالف أميركي بقيادة شركة "أوراكل"، المملوكة لإليسون. وبموجب الاتفاق المخطّط له، ستشرف أوراكل على أمن المنصة وعملياتها، ما يمنح ثاني أغنى رجل في العالم سيطرة فعلية على المنصة التي يستخدمها أكثر من 60% من الأميركيين دون سن الثلاثين للأخبار والترفيه. وقد صرّح ترامب نفسه بأنه مسرور للغاية لأن "أوراكل" ستسيطر على المنصة، قائلاً: "إنها أصبحت مملوكة لأميركيين مُحنَّكين للغاية".
لقد صدم دخول عائلة إليسون المفاجئ إلى عالم الإعلام والاتصالات الكثيرين، حيث دقّ كبار الشخصيات الإعلامية ناقوس الخطر، من بينهم مذيع أخبار "سي بي إس" المخضرم دان راذر، الذي حذّر من أنه "يجب علينا جميعاً أن نشعر بالقلق إزاء سيطرة فاحشي الثراء على معظم وسائل الإعلام الرئيسية"، وأضاف: "إنها فترة عصيبة للغاية على كل من يعمل في سي بي إس نيوز"، مشيراً إلى الضغوط لتغيير التوجه الإعلامي ليصبح أكثر تأييداً لترامب. وأضاف أيضاً: "أعتقد أن شراء عائلة إليسون لشبكة سي إن إن سيغيّرها إلى الأبد، وقد يشكّل جرحاً بليغاً لشبكة "سي بي إس نيوز".
القبض على ملياردير
كلام دان راذر صحيح، إذ لم تشهد أي فترة تاريخية أخرى مثل هذا الإقبال الهائل والسريع من قبل طبقة المليارديرات على وسائل الاتصال والإعلام، ما يثير تساؤلات جوهرية حول حرية التعبير وتنوع الآراء. واليوم، أصبح أغنى سبعة أفراد في العالم جميعهم من كبار أقطاب الإعلام، ما يمنحهم سيطرة هائلة على توجيه الرأي العام، وقدرة على تحديد أجنداتهم، وقمع أشكال التعبير التي لا يوافقون عليها، بما في ذلك انتقاد فحش ثرواتهم ومراجعته، أو النظام الاقتصادي الذي نعيش في ظله، أو تصرفات حكومتي الولايات المتحدة و"إسرائيل".
بثروة تزيد على 480 مليار دولار، يحتل إيلون ماسك موقع أغنى شخص في تاريخ العالم، ومن المتوقع أن يصبح أول تريليونير في العالم خلال العقد المقبل. وفي عام 2022، اشترى ماسك منصة "تويتر" في صفقة بلغت قيمتها حوالي 44 مليار دولار، وسارع قطب التكنولوجيا المولود في جنوب أفريقيا إلى تحويل المنصة إلى أداة لتعزيز سياساته اليمينية المتطرفة. وفي عام 2024، كان توجهه أساسياً في الترويج لمحاولة إطاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ونشر معلومات مضللة حول انتخابات البلاد، بل وهدد مادورو بمصير في معتقل غوانتنامو سيئ السمعة. كما أعاد صياغة روبوت الدردشة المُولّد للذكاء الاصطناعي "غروك" ليُنتج إجابات أكثر تحفظاً على أسئلة المستخدمين، ما أدى إلى أن يُشيد "غروك" بأدولف هتلر في بعض السياقات.
وقد تجاوز ماسك جيف بيزوس العام الماضي ليصبح أغنى رجل في العالم. ومثل ماسك، انخرط بيزوس، مؤسس أمازون ورئيسها التنفيذي، عدة مرات في عالم الإعلام. ففي عام 2013، اشترى صحيفة "واشنطن بوست" مقابل 250 مليون دولار، وسرعان ما بدأ يمارس نفوذه عليها، فطرد المحررين والصحافيين المعارضين، وعيّن كتّاب أعمدة مؤيدين للحروب. وحصل ذلك بعد أشهر قليلة من شرائه حصصاً أقلية في "بيزنس إنسايدر"، التي أصبح اسمها التجاري لاحقاً "إنسايدر".
وبعد عام واحد، دفعت شركته "أمازون" ما يقارب مليار دولار لشراء منصة البث "تويتش"، التي تستضيف حوالى 7 ملايين إنتاج لمقدمي "البرودكاست" شهرياً. كما تمتلك "أمازون" مجموعة واسعة من المشاريع الإعلامية الأخرى، بما في ذلك استوديو الأفلام "إم جي إم"، ومنصة الكتب الصوتية "أوديبل"، وموقع قاعدة بيانات الأفلام "آي إم دي بي".
وفي المقابل، استحوذ الملياردير الفرنسي برنار أرنو على مساحات واسعة من وسائل الإعلام في بلاده. فالرئيس التنفيذي لمجموعة السلع الفاخرة "لوي فيتون" و"مويت هينيسي"، وسابع أغنى رجل في العالم، أصبح اليوم يسيطر على إمبراطورية إعلامية تشمل صحفاً يومية مثل "لو باريزيان"، و"ليه إيكو"، و"باريس ماتش"، و"تشالنجز"، إضافة إلى "راديو كلاسيك".
أما الأفراد الثلاثة المتبقون في قائمة السبعة، فيعود فضل ثرواتهم بشكل رئيسي إلى إمبراطورياتهم الإعلامية. فثروة سيرجي برين ولاري بيج، مؤسسي شركة "غوغل"، تتجاوز معاً نصف تريليون دولار، وقد أصبحت "غوغل" اليوم القوة المهيمنة في اقتصاد التكنولوجيا المتقدمة، ولاعباً رئيسياً في وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن اشترت منصة "يوتيوب" عام 2006 مقابل 1.65 مليار دولار، حيث يستخدم نحو 35% من الأميركيين المنصة كمصدر رئيسي للأخبار.
في الوقت نفسه، يعود الفضل في ثروة مارك زوكربيرغ البالغة 203 مليارات دولار إلى مشاريعه في مجال التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، بما في ذلك "فيسبوك"، و"إنستغرام"، و"واتساب". ومثل "يوتيوب"، تُعد شركات زوكربيرغ لاعباً رئيسياً في المشهد الإخباري الحديث، حيث يتوزع اعتماد الأميركيين على هذه المنصات للحصول على الأخبار والتعبير عن آرائهم بنسب متفاوتة.
أبواق "ماغا"
لقد انضم العديد من هؤلاء الأثرياء إلى الرئيس ترامب في محاولة لدعم سياسات "الحزب الجمهوري" وتعزيز رؤية محافظة للعالم. ومن أبرز هؤلاء عائلة إليسون، التي سارعت إلى الإعلان عن تغييرات كبيرة في شبكة "سي بي إس نيوز"، واعدة بتغطية "غير متحيزة" و"وجهات نظر أيديولوجية متنوعة"، بما يُفهم على نطاق واسع أنه تحول نحو إعلام يميني مؤيد لترامب. كما أن لاري إليسون يحمل توجهات محافظة للغاية، وأصبح من كبار المتبرعين وجامعي التبرعات للحزب الجمهوري، ومقرباً من الرئيس ترامب. وفي الواقع، وصف أحد المطلعين على دائرة ترامب تأثير إليسون بأنه كبير لدرجة أنه أُطلق عليه لقب "الرئيس الظل للولايات المتحدة".
أما ماسك، فقد حول "تويتر" بشكل فاضح إلى منصة يهيمن عليها المحافظون، وهو عضو غير رسمي في مجلس وزراء ترامب، وأصبح بحكم الأمر الواقع رئيساً لإدارة كفاءة الحكومة.
كذلك اتخذ زوكربيرغ عدداً من الخطوات لمواءمة منصاته مع حركة "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً"، بما في ذلك إقالة فريق تدقيق الحقائق، المرتبط على نطاق واسع بالسياسات الليبرالية، وإعطاء الأولوية لما يسميه "حرية التعبير". وصرح الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" بأن فرق إدارة المحتوى ستُنقل من كاليفورنيا إلى تكساس، حيث "يقل القلق بشأن تحيز فرقنا".
كما استبدل زوكربيرغ رئيس الشؤون العالمية في "ميتا"، نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق عن الحزب الليبرالي الديمقراطي نيك كليج، بالجمهوري البارز جويل كابلان، الذي كان رئيساً لهيئة موظفي جورج دبليو بوش. كما عيّن دانا وايت، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "فنون قتالية" وحليفة مقربة من ترامب، في مجلس إدارة "ميتا"، رغم افتقارها التام للخبرة ذات الصلة.
ومن المرجح أن العديد من هذه الخطوات اتُخذ رداً على تهديد ترامب بسجن زوكربيرغ "مدى حياته"، إذا فعل أي شيء "يخدعه" ويحرمه من الفوز الانتخابات الرئاسية لعام 2024. وقد التقى زوكربيرغ لاحقاً بترامب وتبرع له، إلى جانب بيزوس وغيره من أقطاب التكنولوجيا، بمليون دولار لصندوق حفل تنصيب دونالد ترامب رئيساً.
في غضون ذلك، اتخذ بيزوس إجراءات مماثلة في صحيفة "واشنطن بوست"، معلناً أن الصحيفة ستتوقف عن نشر آراء تشكك في الرأسمالية. وكتب بيزوس: "سنكتب يومياً دعماً للدفاع عن ركيزتين أساسيتين، هما الحريات الشخصية والأسواق الحرة"، مشيراً إلى أن القراء الراغبين في الاطلاع على آراء بديلة يمكنهم العثور عليها في "الإنترنت". وقد اعتُبر القرار على نطاق واسع تغييراً جذرياً وأثار معارضة عامة بين موظفي الصحيفة.
وقال جيف ستاين، كبير الصحافيين الاقتصاديين في "واشنطن بوست": "هذا يوضح بجلاء أن الآراء المخالفة لن تُنشر أو يمكن أن يُؤشر عليها". ولقد كانت خطوة بيزوس انقلاباً جذرياً على مواقفه السابقة، حين وصف ترامب ذات مرة بأنه "تهديد للديمقراطية". ومع ذلك، مع بداية العام الجاري، كان يجلس مع زوكربيرغ وماسك وأرنو في أماكن بارزة خلف ترامب في حفل تنصيبه.
نظراً لجنسيته، تربط أرنو بترامب علاقة وثيقة بشكل مدهش. ففي عام 2019، افتتح الملياردير الفرنسي مصنعاً جديداً لشركته "لوي فويتون" في ألفريدو بولاية تكساس، في خطوة رجّح البعض أنها محاولة لإرضاء الرئيس. وقد حضر ترامب افتتاح المنشأة، واصفاً أرنو بالفنان و"صاحب الرؤية". وبفضل علاقاتهم بعائلة ترامب، أصبحت عائلة أرنو وسيطاً غير رسمي بين الحكومتين الفرنسية والأميركية. وقد استضافهم آل ترامب في منتجع "مارا لاغو" عام 2023، خلال حرب تجارية متصاعدة في وقت سابق من هذا العام، وزار برنارد البيت الأبيض لتهدئة التوترات بين الولايات المتحدة وفرنسا.
مقاولو البنتاغون
من العوامل الرئيسية في صعود العديد من أغنى سبعة أفراد في العالم إلى مقربة من دائرة الأمن القومي الأميركي، أنّ ثروات العديد من شركاتهم ينمو جزئياً بفضل تمويله من عقود البنتاغون، إذ تعتمد حروب اليوم وعمليات التجسس على معدات الحوسبة عالية التقنية بقدر اعتمادها على الدبابات والمدافع. ففي عام 2022، منحت وزارة الدفاع الأميركية شركات "أمازون"، و"غوغل"، و"مايكروسوفت"، و"أوراكل" عقوداً متعلقة بالحوسبة السحابية بقيمة 9 مليارات دولار.
ولطالما تمتعت شركة "أمازون" المملوكة لبيزوس بعلاقة وثيقة مع وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، ولديها عقد بقيمة 600 مليون دولار موقع مع الوكالة في عام 2014. ومع ذلك، فإن كلاً من شركة "غوغل" وشركة الفضاء التابعة لماسك "سبيس إكس" كانتا مرتبطتين بوكالة الاستخبارات منذ تأسيسهما.
وقد قامت وكالة الاستخبارات المركزية بالتمويل والإشراف على أبحاث الدكتوراه التي أجراها برين في جامعة ستانفورد، وهي الأبحاث التي شكلت لاحقاً الأساس لشركة "غوغل". كما أشار تحقيق منفصل إلى أن ممثلين كباراً من أجهزة الاستخبارات الأميركية، بمن فيهم مسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية، أشرفوا على تطور "غوغل" في المرحلة التي سبقت إطلاق الشركة الرسمي.
وحتى عام 2005، كانت شركة "إن كيو تيل"، الذراع الاستثماري لوكالة الاستخبارات المركزية، مساهماً رئيسياً في "غوغل". وجاءت هذه الحصص نتيجة استحواذ "غوغل" على شركة "كي هول آي إن سي"، وهي شركة مراقبة مدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية، أصبح برنامجها لاحقاً هو "غوغل إرث". وبحلول عام 2007، كانت الحكومة تستخدم نسخاً متطورة من "غوغل إرث" لمراقبة واستهداف الأعداء في العراق وخارجها، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست". وفي ذلك الوقت أيضاً، أشارت الصحيفة إلى أن "غوغل" كانت تتعاون مع شركة "لوكهيد مارتن" لإنتاج تقنيات مستقبلية للجيش. كما يوجد باب دوار للتوظيف بين "غوغل" ومختلف فروع الحكومة الفيدرالية.
وفي المقابل، لا غرابة في القول إن إيلون ماسك يدين بثروته إلى حد كبير لعلاقته الوثيقة بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. كذلك ساهم مايك غريفين، رئيس شركة "إن كيو تيل"، في ولادة "سبيس إكس"، مقدماً الدعم والمشورة منذ البداية، بل ورافق ماسك إلى روسيا عام 2002، حيث حاول الاثنان شراء صواريخ بالستية عابرة للقارات بأسعار معقولة لتأسيس الشركة. كما دافع غريفين دائماً عن ماسك في وكالة الاستخبارات المركزية، ووصفه بأنه "هنري فورد صناعة الفضاء"، ويستحق دعم الحكومة الكامل.
ومع ذلك، بحلول عام 2008، كانت "سبيس إكس" في وضعٍ حرج، حيث عجز ماسك عن دفع رواتب موظفيه، واعتقد أن شركاته، بما فيها "تسلا"، ستُصفّى. لكن عقداً غير متوقع مع ناسا بقيمة 1.6 مليار دولار ساعد غريفين في تأمينه، فأنقذ ماسك شركته.
اليوم، تُعدّ "سبيس إكس" شركة عملاقة، لكن عملاءها الرئيسيين ما يزالون الوكالات الحكومية الأميركية، مثل القوات الجوية، ووكالة تطوير الفضاء، ومكتب الاستطلاع الوطني. ومؤخراً، كلّفها البنتاغون بمساعدته في كسب حرب نووية محتملة. وتعمل شركة جديدة تابعة لـ"سبيس إكس" باسم "كاستيليون"، على بناء شبكة من الأقمار الاصطناعية المسلحة تدور حول أميركا الشمالية، مصممة لإسقاط الصواريخ النووية المعادية. وستمنح هذه العملية الولايات المتحدة درعاً منيعاً، وتتيح لها التصرف كما تشاء في جميع أنحاء العالم من دون أي تهديد بالانتقام، ما ينهي فعلياً حقبة الدمار المُتبادل المؤكد ويغرق الكوكب في حقبة جديدة محفوفة بالمخاطر.
كما أن 6 من مديري شركة "كاستيليون" السبعة، واثنين من كبار مستشاريها، هم موظفون سابقون في "سبيس إكس". أما المستشاران الآخران، فهما مسؤولان رفيعا المستوى سابقان في وكالة الاستخبارات المركزية، أحدهما غريفين نفسه. وقد أطلق إيلون على ابنه الأكبر اسم غريفين، بينما سمى أحد أبنائه "إكس إيه إيه-12"، تيمناً بطائرة تجسس تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية.
مع ذلك، لا يوجد ملياردير أقرب إلى وكالة الاستخبارات المركزية من لاري إليسون. فقد بدأ مسيرته المهنية بالعمل مع الوكالة على نظام قاعدة بيانات باسم "مشروع أوراكل". وفي عام 1977، شارك في تأسيس شركة "أوراكل" العملاقة للتكنولوجيا، التي سُمّيت تيمناً بمشروعه السابق. وقد ظلت وكالة الاستخبارات المركزية العميل الوحيد لشركة "أوراكل" لفترة من الوقت، قبل أن يتوسع إليسون ويبدأ في إبرام عقود مع فروع أخرى من جهاز الأمن القومي، بما في ذلك استخبارات البحرية، واستخبارات القوات الجوية، ووكالة الأمن القومي.
وما تزال هذه الشراكة الوثيقة مستمرة حتى يومنا هذا. ففي عام 2020، فازت الشركة بعقد مدته 15 عاماً مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية و16 وكالة استخبارات أميركية أخرى، بقيمة عشرات المليارات من الدولارات. واليوم، تعجّ صفوفها العليا بمسؤولين تنفيذيين سابقين في الوكالة. ومن الأمثلة على ذلك ليون بانيتا، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية ووزير الدفاع، والذي يشغل عضوية مجلس إدارتها.
تسليح ودعم "إسرائيل"
ومن السمات الرئيسية الأخرى التي يشترك فيها العديد من أغنى الأفراد في العالم، دعمهم الحماسي لـ"إسرائيل" ومشروعها التوسعي. ويتضح ذلك في حالة لاري إليسون، الذي جعل تعزيز مصالح "إسرائيل"، داخلياً وخارجياً، هدف حياته، وهو من أشد المؤيدين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قضى معه عطلته في جزيرته الخاصة في هاواي. وقد أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي إعجابه الشديد إلى درجة أنه عرض عليه مقعداً في مجلس إدارة شركة "أوراكل"، براتب سنوي قدره 450 ألف دولار.
إليسون هو أكبر مانح منفرد للجيش الإسرائيلي. ففي عام 2017 وحده، تعهد بمبلغ 16.6 مليون دولار لبناء منشأة تدريب جديدة للجنود الإسرائيليين، الذين وصفهم بأنهم يدافعون عن "وطننا". وخلال فعالية لجمع التبرعات، قال: "خلال كل هذه الأوقات العصيبة منذ تأسيس "إسرائيل"، استنجدنا برجال ونساء "الجيش" الإسرائيلي الشجعان للدفاع عن وطننا. لا شرف أعظم من دعم بعض أشجع الناس في العالم، وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا لنُظهر لهؤلاء الجنود الأبطال أنهم ليسوا وحدهم".
كما أن ديفيد إليسون ليس أقل حماساً للصهيونية من والده، حيث اجتمع بجنرال إسرائيلي رفيع المستوى للمساعدة في مشروع تجسس على مواطنين أميركيين، وفقاً لتحقيق أجرته "ذا غراي زون". وكان المخطط يهدف إلى مهاجمة مواطنين أميركيين يشاركون في نشاط مؤيد لفلسطين في مواجهة الهجوم الإسرائيلي على غزة، وتذكر الوثائق اسم سيرجي برين كمتعاون محتمل في الخطة.
كذلك، المديرة التنفيذية الإسرائيلية لشركة "أوراكل"، سفرا كاتز، صديقة نتنياهو المقربة، تصف الشركة بأنها في "مهمة" لدعم "إسرائيل". ومع إليسون، فرضت كاتز موقفاً صارماً مؤيداً لـ "إسرائيل" عبر الشركة بأكملها. وفي أعقاب أحداث العنف في تشرين الأول/أكتوبر 2023، أمرت كاتز بأن تُطبع عبارة "أوراكل تقف مع "إسرائيل" على شاشات الشركة في أكثر من 180 دولة حول العالم.
وكما هو متوقع، أدى هذا الدعم والتعاون مع "إسرائيل" إلى ردود فعل قوية بين الموظفين. وكان رد كاتز على مخاوفهم صريحاً، حيث قالت: "لسنا مرنين فيما يتعلق بمهمتنا، والتزامنا تجاه "إسرائيل" لا يُضاهى. هذا عالم حر وأنا أحب موظفينا، وإذا لم يتفقوا مع مهمتنا لدعم "إسرائيل"، فربما لسنا الشركة المناسبة لهم. أنا ولاري ملتزمان علناً تجاه "إسرائيل" ونكرّس وقتاً شخصياً للبلد، ولا ينبغي لأحد أن يُفاجأ بذلك".
انتشرت على نطاق واسع، حتى في وسائل الإعلام الكبرى، أنباء تفيد بأن اقتحام عائلة إليسون لعالم الإعلام كان مدفوعاً برغبتهم في مساعدة "إسرائيل" في معركة العلاقات العامة، وهو أمر تدرك تل أبيب تماماً أهميته. وكما قال جوناثان غرينبلات، مدير رابطة مكافحة التشهير المؤيدة لـ "إسرائيل": "لدينا بالفعل مشكلة تيك توك، مشكلة الجيل زد"، موضحاً أن الشباب حول العالم يتعرضون يومياً لمقاطع فيديو للعدوان الإسرائيلي، ما يؤدي إلى كارثة في العلاقات العامة على "إسرائيل". وقد أوضح عضو الكونغرس السابق مايك غالاغر، أحد صقور محاولات حظر تطبيق تيك توك، كيف فشل مشروع القانون الذي قدمه، ولكن بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والسخط العالمي إزاء الإجراءات الإسرائيلية، وجد المشروع حياة جديدة في الكونغرس وتم إقراره كقانون، ما أجبر على بيعه الوشيك لاتحاد بقيادة شركة "أوراكل".
لقد حدث هذا التغيير الجذري المؤيد لـ "إسرائيل" بالفعل في قناة "سي بي إس نيوز"، وذلك بتعيين باري وايس رئيسة تحرير. وبرزت وايس لأول مرة كطالبة جامعية، حيث أسست منظمة حاولت طرد الأساتذة المسلمين والعرب بسبب آرائهم المؤيدة لفلسطين. وكما ذكرت صحيفة "فايننشل تايمز": "لقد فازت وايس بالعمل مع إليسون جزئياً من خلال اتخاذ موقف مؤيد لـ "إسرائيل"، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر". وفي الأسبوع الماضي، في مؤتمر القيادة اليهودية، صرحت بأن مهمتها في "سي بي إس" هي إعادة رسم حدود ما يقع ضمن الأربعين ياردة من "النقاش المقبول" في أميركا، من خلال تهميش أصوات مثل حسن بيكر وتاكر كارلسون، ورفع مستوى القادة "الكاريزميين" مثل آلان ديرشويتز، الذي يمثل "الغالبية العظمى من الأميركيين".
كذلك، أظهرت منصات مارك زوكربيرغ، "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب"، تحيزاً فاضحاً لمصلحة "إسرائيل". منذ عام 2016، تعاونت "فيسبوك" مع الحكومة الإسرائيلية في مسائل الرقابة، حيث كشفت وزيرة العدل أيليت شاكيد أن المنصة امتثلت لـ95% من طلباتها بإزالة المحتوى المؤيد لفلسطين. وتعززت الشراكة بين "فيسبوك" و"إسرائيل" في عام 2020، عندما عينت الشركة إيمي بالمور، المديرة العامة السابقة لوزارة العدل الإسرائيلية والجاسوسة السابقة في وحدة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي، في مجلس الرقابة الخاص بالتطبيق، وهي لجنة مكونة من 21 شخصاً مسؤولة في النهاية عن الاتجاه السياسي للموقع.
لطالما حجبت منصات زوكربيرغ الأصوات الفلسطينية بدعوى "خطاب الكراهية" المزعوم، إلا أن الرقابة شُدّدت بشكل كبير بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وقد أصدرت "هيومن رايتس ووتش" تقريراً يوضح "الرقابة المنهجية على المحتوى الفلسطيني على إنستغرام وفيسبوك"، حيث راجعت 1050 حالة رقابة على الأصوات الفلسطينية، بما في ذلك تلك التي توثّق انتهاكات حقوق الإنسان، وخلصت إلى أن 1049 منها كانت عبارات سلمية تماماً داعمة لفلسطين، ولم تُخالف شروط خدمة "ميتا". وفي عام 2023، أضافت إنستغرام كلمة "إرهابي" إلى السير الذاتية لآلاف المستخدمين الفلسطينيين، مبررة ذلك بالترجمة الآلية.
على الصعيد الداخلي، اشتكى موظفو "ميتا" من القمع المنهجي لأصواتهم وخلق "بيئة عمل معادية وغير آمنة" للموظفين الفلسطينيين والمسلمين. وفي الوقت نفسه، يُعد "واتساب" ساحة معركة، حيث يستخدم الجيش الإسرائيلي بيانات واتساب الفلسطينية لتتبع واستهداف عشرات الآلاف في غزة، مع عدم وضوح مدى تعاون "ميتا" الرسمي مع الجيش الإسرائيلي في هذا السياق. ومع ذلك، أُشير إلى أن بعضاً من عشرات الجواسيس الإسرائيليين السابقين، الذين يشغلون الآن مناصب عليا في "ميتا"، قد يُنشئون ثغرات أمنية في التطبيق أو يمرّرون البيانات إلى زملائهم السابقين. وقد كشف تحقيق أجرته "مينت برس" عام 2022 عن مئات من عملاء وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200 السابقين يعملون في "ميتا"، و"غوغل"، و"أمازون"، و"مايكروسوفت".
ويُعرف زوكربيرغ بدعمه القوي لـ "إسرائيل" وارتباطاته العائلية بها. وبعد هجمات تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصدر بياناً ندد فيه بحركة "حماس" وقوى المقاومة الأخرى، ووصفها بـ"الشر المحض"، وهو ما أكسبه شكر "إسرائيل" رسمياً.
أما إيلون ماسك، فقد وضع نفسه ومركباته في خدمة "إسرائيل". ففي تشرين الثاني/نوفمبر 2023، سافر إلى "إسرائيل" للقاء نتنياهو والرئيس إسحاق هرتسوغ، للإعراب عن دعمه المطلق لهجومهم على غزة، واصفاً حركة "حماس" بأنها "شريرة ومتلذذة بقتل المدنيين"، ومحاولاً تبييض صفحة العنف الإسرائيلي علناً بقوله إن جيش الدفاع الإسرائيلي يبذل قصارى جهده "لتجنب قتل المدنيين". وفي وقت زيارته، كانت الغارات الإسرائيلية قد أودت بحياة ما لا يقل عن 20 ألف شخص خلال 4 أسابيع من القصف.
وقد اعتبر نتنياهو منصة "تويتر" من بين "أهم أسلحة" "إسرائيل" في الحرب، ودافع عن ماسك من اتهامات الفاشية بعد تقديمه التحية النازية في مؤتمر العمل السياسي المحافظ. وخلال زيارته، وقع ماسك أيضاً اتفاقية مع حكومة "إسرائيل" تمنحها السيطرة والإشراف الفعال على بوابات اتصالات "ستارلينك" العاملة في "إسرائيل" وغزة.
"غوغل" و"أمازون" أيضاً لاعبان رئيسيان يُسهّلان ما يُسمى بالإبادة الجماعية التكنولوجية في غزة. ففي عام 2021، وقّعت الشركتان عقداً بقيمة 1.2 مليار دولار مع الحكومة الإسرائيلية لتزويد "جيش الدفاع الإسرائيلي" ببنية تحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، وهي تقنية استُخدمت لاستهداف المدنيين في القطاع المكتظ بالسكان. وقد أثارت هذه الصفقة تمرداً بين الموظفين، الذين نظموا اعتصامات واحتجاجات أخرى ضد التعاون.
ويرتبط العديد من موظفي "غوغل" ارتباطاً وثيقاً بـ "إسرائيل"، حيث يشغل ما لا يقل عن 99 جاسوساً سابقاً من الوحدة 8200 مناصب رئيسية في الشركة. ومن الأمثلة البارزة غبريال غويدل، الذي شغل لفترة طويلة منصب قائد ورئيس قسم التعلم في الوحدة 8200، قبل أن تُعيّنه "غوغل" رئيساً للاستراتيجية والعمليات في الشركة.
كما تعاونت "غوغل" في نشر الدعاية الحكومية الإسرائيلية لعشرات الملايين من الأوروبيين، رغم أن المحتوى ينتهك شروط الخدمة الخاصة بها، ويُعزى جزء من ذلك إلى تصرفات سيرجي برين نفسه. فهو عادةً ما يتجنب الأضواء ويمتنع عن الإدلاء بتصريحات سياسية، لكنه أدان بشدة الأمم المتحدة ووصفها بـ"معاداة للسامية" بعد إصدارها تقريراً يُفصّل مشاركة شركته في الأحداث في غزة، قائلاً إن "استخدام مصطلح الإبادة الجماعية في سياق غزة أمرٌ مُسيءٌ للغاية لكثير من اليهود الذين عانوا إبادة جماعية فعلية".
أما برنار أرنو، فقد التزم الصمت بشأن غزة، لكنه استثمر بكثافة في "إسرائيل" في قطاعات مختلفة، من ضمنها الألماس والأحجار الكريمة، التي تُعد ركيزةً أساسيةً للاقتصاد الإسرائيلي، والتي دعا بعض الناشطين إلى تصنيفها كمعادن نزاع ومقاطعتها من قبل المستهلكين الأخلاقيين. كما استثمر أرنو في شركة التكنولوجيا والأمن الإسرائيلية "ويز"، التي استحوذت عليها "غوغل" مؤخراً مقابل 32 مليار دولار.
وفي وقت سابق من الشهر نفسه، وقّعت شركة "إل في إم إتش" صفقة بقيمة 55 مليون دولار مع الممثلة الإسرائيلية والجندية السابقة في "الجيش" الإسرائيلي غال غادوت لتكون وجه علامتها التجارية.
نعيش في عصرٍ يشهد تفاوتاً عالمياً غير مسبوق في امتلاك الثروة. وهؤلاء الأفراد السبعة، ماسك، إليسون، بيج، برين، بيزوس، زوكربيرغ، وأرنو، يسيطرون معاً على ثروة تفوق ما يملكه أفقر 50% من البشرية وعددهم 4 مليارات نسمة مجتمعين. وبثروات فاقت الخيال، وقد بدأوا بشراء أصول وسائل الإعلام، بوتيرة قياسية. وبالنسبة لهؤلاء تكمن فائدة الاستحواذ على الصحافة في 3 جوانب، أولاً، كي تحميهم وطبقتهم من التدقيق والنقد الصحافي. ثانياً، تمنحهم بوقاً لدفع النقاش العام نحو قوانين ولوائح أكثر ملاءمةً للأعمال، وثالثاً يمكنهم استخدام منافذهم الإعلامية لدعم أي قضية والترويج لأي أجندات أخرى لديهم. ولقد رأينا هذه الأحداث الثلاثة تتجلى هنا، حيث تتحرك صحافتنا بشكل جماعي وبسرعة نحو مواقف أكثر محافظة وتأييداً لترامب ولـ"إسرائيل"، وتغلق أبواب أي أصوات معارضة من بين صفوفها.
لقد كان تأثير ذلك على الديمقراطية والمجتمع الحر وحق الجمهور في تنوع الآراء بالغ الضرر. في مجال الإعلام، كنا نعاني بالفعل من وهم الاختيار. إلا أنَّ التركيز المفرط لملكية وسائل الإعلام الأميركية والعالمية في أيدي حفنة من الأفراد فاقم هذه المشكلة. في الماضي، كان الباحثون عن وجهات نظر بديلة يلجأون ببساطة إلى الإنترنت للعثور عليها. لكن مع تنامي الرقابة على الآراء المعارضة وخاصةً فيما يتعلق بـ"إسرائيل" وفلسطين، أصبح هذا الحل غير قابل للتطبيق بشكل متزايد. وباختصار، ما يُظهره استيلاء أثرياء العالم على نظامنا الإعلامي هو أنَّ المليارديرات لا يشكلون عبئاً خطيراً على الموارد فحسب، بل يشكلون أيضاً تهديداً وجودياً للمجتمع.
نقله إلى العربية: حسين قطايا.