"نيويورك تايمز": خطة ترامب لسحق اليسار الأكاديمي

أمران تنفيذيان وقّع عليهما ترامب يعدّان الرشقات الأولى لسحق اليسار الأكاديمي، الأول يقضي بإجراء تحقيقات شاملة في برامج التنوع والمساواة والشمول في القطاع الخاص، والثاني يقضي بترحيل الطلاب والأساتذة الأجانب الذين يشاركون في أنشطة مناهضة لـ"إسرائيل".

0:00
  • أصدر ترامب أمراً تنفيذياً آخر يقضي بترحيل الطلاب والأساتذة الأجانب الذين يشاركون في أنشطة مناهضة لـ
    أصدر ترامب أمراً تنفيذياً آخر يقضي بترحيل الطلاب والأساتذة الأجانب الذين يشاركون في أنشطة مناهضة لـ"إسرائيل"

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نشرت مقالاً تحدثت فيه عن خطط الرئيس الأميركي الجديد لمحاربة اليسار الأكاديمي، من خلال استهداف برامج ومبادرات تتعلق بالتنوع والمساواة والشمول في القطاع الخاص، والطلاب والأساتذة الأجانب الذين يشاركون في أنشطة مناهضة لـ"إسرائيل". 

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

في العام الماضي، أخبرني كريس روفو، الخبير الاستراتيجي اليميني المؤثر، والذي ترأّس حملة ضد مبادرات التنوع والمساواة والشمول، عن تطلعاته بشأن رئاسة ترامب الثانية. وقال إنه يأمل أن تقوم إدارة دونالد ترامب بإجراء تحقيق جدّي وحازم مع المؤسسات التابعة لرابطة اللبلاب (Ivy League)، التي تمارس "تمييزاً" هائلاً ضد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس البيض واليهود والآسيويين، ولاسيما من خلال برامج التنوع والمساواة والشمول، التي تهدف إلى تعزيز تمثيل المجموعات المحتاجة. وفي حال أظهر التحقيق أي انتهاك للقوانين، يرغب روفو في إخضاع الجامعات لمرسوم موافقة فيدرالي "حتى تتمكن الحكومة الفيدرالية من حملها على الامتثال بالقوة". 

بصورة أعمّ، تخيّل روفو حدوث تحوّل كامل في الأوساط الأكاديمية الأميركية، قائلاً: "في حال كنتَ تملك الثقل الكامل في البيت الأبيض ووزارة التعليم ومجموعة من المحامين اليمينيين الذين يحاولون استخدام كل السلطات القانونية والتنفيذية التي لديهم لإعادة رسم مشهد التعليم العالي، فهذا أمر مذهل". 

وقال روفو إنّ فلوريدا كانت النموذج عن مثل هذا الهجوم متعدد الجوانب، بحيث أجرى حاكم الولاية رون دي سانتيس تحسناً ملحوظاً في الثقافة. وتُعَدّ جامعة "New College of Florida"، التي عيّن دي سانتيس روفو وصياً عليها، إحدى المؤسسات التي يمكن أن ترى من خلالها كيف يبدو هذا الأمر في الواقع. لقد كانت هذه الجامعة ذات يوم معقلاً تقدمياً، وهي توفر اليوم صفوفاً مثل "حركة اليقظة"، وتفسيرها: "إن ما أصبح معروفاً بالعامية باسم حركة "اليقظة" يفضّل فهمه كنوع من المعتقدات".

واليوم، يرى روفو، الذي التقى فريق ترامب التعليمي في يوم التنصيب، أنّ رؤيته بدأت تتحول إلى واقع. فمن خلال أحد أوامره التنفيذية الأولى، أمر ترامب بإجراء تحقيقات شاملة في برامج التنوع والمساواة والشمول في القطاع الخاص، مُصدراً تعليماته للوكالات الفيدرالية للتحقيق مع 9 مؤسسات كبرى، بما في ذلك الكليات والجامعات "التي تملك ثروات تزيد على مليار دولار أميركي"، وهي فئة تشمل جميع الجامعات التي تنتمي إلى رابطة اللبلاب. 

بالإضافة إلى ذلك، أصدر ترامب أمراً تنفيذياً آخر يقضي بترحيل الطلاب والأساتذة الأجانب الذين يشاركون في أنشطة مناهضة لـ"إسرائيل"، وهو ما وعد به خلال حملته الانتخابية. ويدعو إلى ضمان أن "الأجانب الموجودين فعلياً في الولايات المتحدة" ليسوا معادين لمواطنيها أو ثقافتها أو حكومتها أو مؤسساتها، و"لا يساعدون أو يدعمون الأجانب المصنّفين كإرهابيين أو أي تهديدات أخرى تضر بأمننا القومي".

وهذان الأمران التنفيذيان ليسا سوى الرشقات الأولى لسحق اليسار الأكاديمي. وفي هذا الإطار، قال ويل كريلي، المدير القانوني لمؤسسة "Foundation for Individual Rights and Expression"، التي تحارب انتهاكات اليسار واليمين لحرية التعبير: "هناك نوع جديد من التهديد متعدد الجبهات يتعلق بما إذا كان في إمكانك التعبير عن وجهات نظر لا تحظى بشعبية لدى الأشخاص الموجودين في البيت الأبيض والوكالات التنفيذية أم لا، والاستمرار في التمتع بالحماية التي يوفرها التعديل الأول من الدستور بشأن الحرية الأكاديمية".

والكثير من الأميركيين، بمن في ذلك الأشخاص الذين لم يصوتوا لمصلحة ترامب، لن يحزنوا على انتهاء البرامج التدريبية لمؤسسات التنوع والمساواة والشمول، ولن يتعاطفوا كثيراً مع الطلاب "المتطرفين" المشاركين في الاحتجاجات. وقال لي روفو: "لقد تحدثت إلى المديرين التنفيذيين في وادي السيليكون، والمستثمرين في "وول ستريت"، والإداريين داخل الجامعات. وكان لهم الرأي ذاته: إن مقاومة أجندة ترامب بلغت أدنى مستوياتها على الإطلاق". 

إلا أنّ هذا الجو من الاستسلام يجعل خطط الإدارة أكثر خطورة. وتحت غطاء القضاء على تجاوزات اليسار الذي لا يحظى بشعبية، يحاول فريق ترامب فرض سيطرته السياسية على قطاع التعليم العالي الأميركي، ويبدو أنه يدفع باباً مفتوحاً. 

وسيتم عدّ بعض حملات القمع المقبلة ردَّ فعل على معاداة السامية في الحرم الجامعي. ووصف روفو نظرية العرق النقدية ودراسات ما بعد الاستعمار وبرامج التنوع والمساواة والشمول بـ"الأيديولوجيات المرتبطة ارتباطاً وثيقاً" وتُعَدّ معاداة السامية اليسارية أحد مظاهرها. "معاداة السامية والكراهية المعادية للبيض والرغبة في الإطاحة بالغرب كلها نماذج متداخلة ومبنية وفق الأساس نفسه". وهذا هو الأساس الذي تبدو الإدارة عازمة على مهاجمته.

نقلته إلى العربية: زينب منعم