"Responsible Statecraft": ترامب يُلقي قنبلةً.. محادثات أميركية إيرانية يوم السبت
ترامب يلقي قنبلة إخبارية: محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران السبت المقبل. وفي غضون ذلك، لم يحصل نتنياهو على ما أراده بالضبط وهو إلغاء الرسوم الجمركية التي فرضها حليفه.
-
نتنياهو يلتقي ترامب في البيت الأبيض في نيسان/ أبريل 2025
مجلة "Responsible Statecraft" الأميركية تنشر تقريراً تناول إعلان الرئيس الأميركي عن محادثات مباشرة مع إيران يوم السبت المقبل، إضافة إلى زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض وأهدافها، وأيضاً الحرب على غزة.
سلّط التقرير الضوء على فشل نتياهو في تحقيق هدفه المتمثل بإلغاء التعرفات الجمركية عن البضائع الإسرائيلية، وأيضاً السياسة الأميركية تجاه السلوك العسكري الإسرائيلي.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:
خلال اجتماع اللحظة الأخيرة يوم الإثنين بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستلتقي مباشرةً مع إيران في 12 نيسان/ أبريل لمناقشة اتفاق محتمل بشأن برنامج طهران النووي.
قبل هذا البيان، أعلنت إيران استعدادها للدخول في محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة حول إمكانية إعادة التفاوض على الاتفاق النووي. وعندما طلب الصحافيون مزيداً من المعلومات حول هذه الخطط غير المعلنة سابقاً لعقد اجتماع مباشر، والتي لم تؤكدها طهران بعد، اكتفى ترامب بالتأكيد أن المحادثات ستكون "على أعلى مستوى تقريباً" و"يوم السبت".
وقال ترامب، في إشارة غير مباشرة إلى إمكانية القيام بعمل عسكري أميركي مباشر ضد إيران، وهو هدف سعى نتنياهو إلى تحقيقه منذ فترة طويلة: "الجميع متفقون على أن التوصل إلى اتفاق أفضل من القيام بما هو بديهي". وتشير عمليات الانتشار العسكري الأميركي الأخيرة، وأبرزها إرسال قاذفات "بي-2" إلى دييغو غارسيا وأصول إضافية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، إلى أن التخطيط للعمل العسكري جارٍ على قدم وساق.
"أعتقد أن الجميع يتفقون على أنّ إبرام صفقة سيكون أفضل من القيام بالأمر البديهي. والأمر البديهي ليس شيئاً أرغب في المشاركة فيه، أو بصراحة، لا ترغب إسرائيل في المشاركة فيه، إذا استطاعت تجنبه"، قال ترامب.
قبل الاجتماع، أعربت "إسرائيل" عن قلقها من أن واشنطن قد تُعيد التعامل مع طهران من دون الحصول على ضمانات كافية لكبح برنامجها النووي أو إنهائه، أو الحد من أنشطتها الإقليمية، ولا سيما في سوريا ولبنان. وأفادت التقارير بأن فريق نتنياهو سعى إلى تنسيق أوثق مع الإدارة بشأن الخطوط الحمر المحتملة، بينما ناقش أيضاً تعزيز التعاون في مجال الدفاع الجوي، بما في ذلك عمليات التسليم الأخيرة لأنظمة "ثاد" و"باتريوت".
خلال المؤتمر الصحافي، ضغط العديد من الصحافيين على ترامب للحصول على مزيد من المعلومات حول سياسة إدارته التجارية، بما في ذلك الرسوم الجمركية البالغة 17% التي فرضتها الولايات المتحدة على البضائع الإسرائيلية. وعندما سُئل عما إذا كان من الممكن تخفيض هذه الرسوم، اعترض ترامب، قائلاً: "نحن نساعد "إسرائيل" كثيراً، ونمنحها أربعة مليارات دولار سنوياً"، وأقرّ بأن المبلغ الذي ترسله الولايات المتحدة سنوياً إلى "إسرائيل" هو من بين أعلى المبالغ. وختم قائلاً: "نحن نعتني جيداً بأصدقائنا".
وقد أثارت الرسوم الجمركية البالغة 17% التي فرضتها إدارة ترامب على الصادرات الإسرائيلية قلقاً واسع النطاق في القطاعات الاقتصادية الإسرائيلية. حتى بعد أن ألغت "إسرائيل" الرسوم الجمركية على البضائع الأميركية في محاولة للتهرب من رسوم ترامب، رفضت الإدارة الأميركية إعفاء "إسرائيل". وقدّرت جمعية صناعية إسرائيلية أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى انخفاض في الصادرات الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار سنوياً، إضافة إلى احتمال فقدان ما بين 18 ألفاً و26 ألف وظيفة.
وصل نتنياهو إلى واشنطن سعياً إلى عكس هذه السياسة أو على الأقل تخفيفها، مؤكداً اعتماد "إسرائيل" طويل الأمد على الأسواق الأميركية والأهمية الرمزية للمعاملة بالمثل في هذا التحالف؛ ويبدو أنه فشل في ذلك.
على الرغم من عدم رغبة ترامب في رفع الرسوم الجمركية، أظهر ونتنياهو صورة الصداقة، حيث صرّح ترامب زوراً بأن "هذا الرجل يبذل قصارى جهده لتحرير الأسرى، وآمل أن يكون موضع تقدير"، على الرغم من وجود أدلة دامغة على أن نتنياهو يُعطي الأولوية لقصف غزة على إنقاذ الأسرى الإسرائيليين. ردّ نتنياهو قائلاً: "لديّ شريك جيد".
في كلمته الافتتاحية، أكد نتنياهو رغبته في جعل الفلسطينيين يغادرون غزة، مُكرّراً بذلك خطة ترامب لتهجير جميع الفلسطينيين من غزة، التي عُرضت خلال زيارة نتنياهو في شباط/ فبراير، عندما أصبح أول زعيم أجنبي يستضيفه ترامب في البيت الأبيض منذ تنصيبه. وخلافاً للتقارير الأخيرة، ادّعى نتنياهو أن "إسرائيل" لا تمنع الفلسطينيين من مغادرة القطاع.
يبدو أن نتنياهو يُحاول تخفيف لهجته بشأن التطهير العرقي من خلال تأكيد "الإجلاء الطوعي". في هذا السياق، أنشأت حكومته الآن وكالة جديدة لتسهيل هجرة الفلسطينيين الراغبين في مغادرة غزة، في ظل توسيع جيشه احتلاله للقطاع، مسبباً المزيد من الدمار وجعله غير صالح للسكن.
أثار إعلان نتنياهو عن خطط لإنشاء ما يسمى "ممر موراج" في جنوب غزة، وهي منطقة تسيطر عليها "إسرائيل وتهدف" إلى تقسيم القطاع، انتقادات لمأسسته التفتيت بذريعة تعزيز الأمن. في الوقت نفسه، ظل الوضع في الضفة الغربية متوتراً عقب مقتل الطفل عامر محمد سعادة ربيع، البالغ من العمر 14 عاماً، وهو فلسطيني أميركي، برصاص القوات الإسرائيلية خلال مداهمة لبلدة بيت ريما، إضافة إلى مقتل 15 عاملاً إنسانياً على أيدي القوات الإسرائيلية في غزة.
أعادت هذه الحوادث تسليط الضوء على السياسة الأميركية تجاه السلوك العسكري الإسرائيلي، ولا سيما في ضوء استمرار واشنطن في نقل الأسلحة ودعمها الدبلوماسي القوي.
ووفقًا لاستطلاع رأي حديث، يُطالب 70% من الإسرائيليين باستقالة نتنياهو. وكان من المفترض أن يمثل نتنياهو يومي الإثنين والأربعاء أمام محكمة القدس المركزية بسبب مساعيه المستمرة للتهرب من الملاحقة القضائية بتهم الفساد والاحتيال. وجاءت زيارة نتنياهو إلى واشنطن في اللحظة الأخيرة عقب زيارة لبودابست دفعت رئيس الوزراء فيكتور أوربان إلى بدء إجراءات انسحاب المجر من المحكمة الجنائية الدولية لتجنب التزامها القانوني باعتقال نتنياهو كمجرم حرب مطلوب.
خلال الإحاطة، سأل صحافي عن رد فعل الأميركيين الفلسطينيين الذين صوّتوا لترامب اعتقاداً منهم بأنه سينهي الحرب في غزة. فأجاب ترامب: "أود أن أرى الحرب تتوقف"، مضيفاً أنّه يأمل أن تتوقف قريبًا، ثم انتقل بعد ذلك إلى مناقشة حملة القصف الأميركية ضد الحوثيين في اليمن، إضافة إلى خططه لتزويد البنتاغون ميزانية قدرها تريليون دولار، وهي الأكبر على الإطلاق. وبقي سؤال الصحافي من دون إجابة.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.