"المونيتور": بعد رسالة العفو التي وجهها ترامب لهرتسوغ.. 4 سيناريوهات لمحاكمة نتنياهو

طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجدّداً من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ العفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يخضع للمحاكمة منذ أكثر من خمس سنوات.

0:00
  • "المونيتور": بعد رسالة العفو التي وجّهها ترامب لهرتسوغ.. 4 سيناريوهات لمحاكمة نتنياهو

موقع "المونيتور" الأميركي ينشر تقريراً يتناول قضية العفو المحتمل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والدعوة التي وجّهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لمنحه هذا العفو، في ظلّ استمرار محاكمته بعدّة تهم.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:

أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، رسالة إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، يحثّه فيها على العفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه اتهامات بالاحتيال وخيانة الأمانة والرشوة في تهم وجّهت إليه عام 2020.

ويقول المحللون إنّه على عكس السنوات الخمس الماضية منذ بدء المحاكمة، فإنّ نتنياهو، الذي ينفي ارتكاب أيّ مخالفات ووصف الإجراءات بأنها "حملة شعواء"، مهتم الآن بالسعي للحصول على عفو رئاسي لتقصير العملية القانونية.

في رسالة غير مؤرّخة إلى هرتسوغ نُشرت يوم الأربعاء، كتب ترامب أنه يحترم استقلالية النظام القضائي الإسرائيلي، لكنه جادل بأنّ القضية المرفوعة ضدّ نتنياهو "مقاضاة سياسية غير مبرّرة".

وأضاف أنّ نتنياهو كان "رئيس وزراء عظيماً وحاسماً في زمن الحرب، وهو يقود إسرائيل الآن إلى عصر السلام" بعد "أوقات عصيبة للغاية خلال السنوات الثلاث الماضية". وتابع: "الآن وقد حقّقنا هذه النجاحات غير المسبوقة، ونُسيطر على حماس، فقد حان الوقت لندع بيبي يوحّد إسرائيل بالعفو عنه، وإنهاء هذه الحرب القانونية نهائياً".

وقال مكتب هرتسوغ في بيان إنّ "أيّ شخص يطلب العفو الرئاسي يجب أن يقدّم طلباً رسمياً وفقاً للإجراءات المتبعة".

محاكمة نتنياهو: ما نعرفه

بدأت محاكمة نتنياهو في أيار/مايو 2020. ووُجّهت إليه تهم في ثلاث قضايا: القضية الأولى هي الملف 1000، حيث يُتهم بقبول رشاوى من رجلي الأعمال أرنون ميلشان وجيمس باكر مقابل خدمات بصفته رئيساً للوزراء.

القضية الثانية هي الملف 2000، حيث يُتهم نتنياهو بالتورّط في صفقة مقايضة مع أرنون موزيس، مالك صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بهدف الحصول على تغطية إعلامية إيجابية.

وفي الملف 4000، وهي القضية الأخطر، يُتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بعلاقات فاسدة مع قطب الاتصالات شاؤول ألوفيتش، بما في ذلك تقديم مزايا تنظيمية ومزايا أخرى لشركة اتصالات مقابل تغطية إعلامية إيجابية من المالك، الذي كان يدير أيضاً موقعاً إخبارياً رئيسياً.

أصرّ نتنياهو على أنّ هذه التهم جزء من حملة اضطهاد ضدّه، يُدبّرها اليسار السياسي والنظام القضائي. في غضون ذلك، يتظاهر منافسو نتنياهو وجماعات حماية الديمقراطية منذ خمس سنوات، مطالبين نتنياهو بتنحّيه عن منصبه بسبب هذه التهم. ومع ذلك، لا يوجد في "إسرائيل" أي أساس قانوني يُجبر رئيس وزراء حالي يواجه تهماً جنائية على التنحّي، ولا توجد أيّ إجراءات لعزله من منصبه في ظلّ وصول القضايا إلى المحاكم.

بدأ نتنياهو الإدلاء بشهادته في محاكمته في آذار/مارس. ومنذ ذلك الحين، أُلغيت أو قُصِّرت عدة جلسات محاكمة بناءً على طلبه، مُتعلِّلاً بمشكلات صحية، أو اجتماعات دبلوماسية، أو الأمن القومي، أو السفر.

حملة العفو

دعا حلفاء نتنياهو السياسيون هرتسوغ إلى العفو عنه منذ بدء محاكمته، بحجّة أنّ رئيس الوزراء يتعرّض للاضطهاد لأسباب سياسية. في 29 حزيران/يونيو، دعا رئيس الكنيست، أمير أوحانا، وهو عضو في حزب الليكود الذي يتزعّمه نتنياهو، إلى إنهاء محاكمة نتنياهو، إما من خلال تسوية بين الطرفين أو بسحب الادعاء للتهم الموجّهة إليه.

ومن جانبه، انضمّ ترامب في الأشهر الأخيرة إلى الدعوات العلنية المطالبة بالعفو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي.

في 26 حزيران/يونيو، عقب الضربات الإسرائيلية والأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، دعا ترامب إلى العفو عن نتنياهو. وقال ترامب آنذاك:  "إنّ هذه الملاحقة، لرجلٍ قدّم الكثير، أمرٌ لا يُصدّق".

في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي في 13 تشرين الأول/أكتوبر أثناء زيارته لـ "إسرائيل"، دعا ترامب مجدّداً إلى العفو عن نتنياهو. وخاطب الرئيس الأميركي هرتسوغ مباشرةً خلال خطابه، متسائلاً: "ربما تمنحه (نتنياهو) عفواً؟".

ثم أضاف الرئيس الأميركي: "لم يكن هذا في الخطاب المكتوب، لكنني أحبّ هذا الرجل. شئنا أم أبينا - السيجار والشمبانيا - من يهتمّ حقاً بهذا؟"، في إشارة إلى الهدايا التي يُزعم أنّ نتنياهو وزوجته تلقّوها من رجال الأعمال الأثرياء.

بعد تصريح ترامب، وجّهت وزيرة حماية البيئة، إيديت سيلمان، وهي أيضاً من حزب الليكود، رسالةً إلى الرئيس هرتسوغ تطلب منه العفو عن نتنياهو. ووقّع على الرسالة عددٌ من وزراء الحكومة وأعضاء الائتلاف.

أربعة سيناريوهات محتملة

السيناريو الأول: استمرار المحاكمة وتبرئة نتنياهو

تُختتم المحاكمة، المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، قبل الانتخابات الإسرائيلية المُتوقّعة في تشرين الأول/أكتوبر 2026. ومن المُرجّح أن تُعزّز تبرئة نتنياهو موقفه بشكل كبير قبل الانتخابات المقبلة، وتُمهّد الطريق للحكومة لتسريع خطتها لإصلاح القضاء بهدف تقويض سلطة النظام القضائي. وبالنسبة لمعسكر نتنياهو، سيكون ذلك دليلاً على أنه كان ضحية حملة اضطهاد، وأنّ المحكمة مُتحيّزة ضدّه.

السيناريو الثاني: استمرار المحاكمة وإدانة نتنياهو.. هل لا يزال بإمكانه تولّي رئاسة الوزراء؟

وُجّهت إلى نتنياهو عدة تهم، مما يعني أنه قد يُدان بها جميعها أو بعضها. إذا أُدين بما يُطلق عليه القضاء الإسرائيلي "جناية العار"، وهي عقوبة قانونية أخطر تتعلّق بالفساد الأخلاقي، فسيُمنع من تولّي أيّ منصب سياسي مستقبلاً. ولن يُؤدّي حكم "عدم العار" إلى حرمانه تلقائياً من تولّي أيّ منصب عامّ مستقبلاً.

اتفق نتنياهو والنيابة العامّة على صفقة إقرار بالذنب. وقد نوقش هذا الخيار على مرّ السنين بين الجانبين. ووفقاً لمنشورات في "Ynet" و"Haaretz"، لن توافق المدّعية العامّة غالي بهاراف-ميعارة على صفقة إقرار بالذنب إلا إذا اعترف نتنياهو بارتكاب جرائم جنائية ووافق على اعتزال السياسة. وقد رفض نتنياهو حتى الآن، وفقاً للمنشورين.

السيناريو الثالث: هيرتسوغ يعفو عن نتنياهو

يمنح القانون الأساسي الإسرائيلي شبه الدستوري الرئيس سلطة منح العفو. وينصّ على أنّ الرئيس "له سلطة العفو عن المجرمين أو تخفيف أحكامهم". صياغة هذا القانون غامضة نوعاً ما بشأن ما إذا كان بإمكان الرئيس العفو عن مجرم مزعوم أثناء المحاكمة أم بعدها فقط. يجب أن يقدّم طلب العفو أحد أقارب الجاني، ويجب على الجاني الاعتراف بالجرائم وطلب العفو.

في مداولات سابقة، قضت أغلبية قضاة المحكمة العليا بأنه لا يجوز منح العفو إلّا بعد المحاكمة. ومع ذلك، مُنح عفو في إحدى القضايا قبل انتهاء الإجراءات القانونية، أو بالأحرى قبل أن تبدأ. صدر عفو في قضية "قضية الحافلة 300" عام 1984، حيث اتُهم عملاء الشاباك بإطلاق النار على مهاجمَين فلسطينيين وقتلهما بعد القبض عليهما.

محاكمة نتنياهو لم تنتهِ بعد. إذا أصدر الرئيس عفواً عنه، فمن المؤكّد أنّ منظّمات المجتمع المدني ستتقدّم بطلب إلى المحكمة العليا ضدّ هذا العفو. على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، من المؤكّد أنّ عفواً من الرئيس سيُثير ضجةً في جميع أنحاء "إسرائيل".

نقلته إلى العربية: بتول دياب.