"ذا ناشونال إنترست": روسيا تستعدّ لملء فراغ إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
مع تراجع المساعدات الخارجية الأميركية، تتطلع روسيا إلى توسيع نطاق تنميتها العالمية في الجنوب العالمي.
-
"ذا ناشونال إنترست": روسيا تستعدّ لملء فراغ إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
مجلة "ذا ناشونال إنترست" الأميركية تنشر تقريراً يتناول محاولة روسيا استغلال تراجع الدور الأميركي في تقديم المساعدات الخارجية لتوسيع نفوذها الجيوسياسي، خاصة في دول الجنوب العالمي، من خلال إنشاء نموذج شبيه بالوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) التي تراجع نشاطها أو تم تقليصه في عهد ترامب.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرف:
مع انحسار المساعدات الخارجية الأميركية، تتطلّع روسيا إلى توسيع نطاق نموّها العالمي في جنوب الكرة الأرضية ونسخ نموذج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي أغلق ترامب أبوابها. وإذا ملأ الكرملين الفراغ الذي خلّفه الانسحاب الأميركي، فهو حتماً سيجني الامتنان من الدول التي تحصل الآن على مساعدات شحيحة من الولايات المتحدة.
ولطالما افتقرت روسيا إلى وكالة مساعدات خارجية مركزية مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، مع أنّ مساعداتها الدولية حاضرة، وتضمّ قطاعات من أكثر من 12 وزارة ومنظمات المساعدات التنموية ومشاريع ثقافية وتبادل طلّابي ومساعدات في حالات الكوارث. مع أنّ روسيا لا تنشر إحصاءات كاملة عن هذه الأعمال، لكن المحلّلين قدّروا إجمالي مساعدات موسكو الخارجية بما يزيد قليلاً عن مليار دولار قبل الحرب في أوكرانيا.
ويذهب معظم المساعدات الروسية إلى دول كانت من ضمن الاتّحاد السوفياتي، وعدد صغير من الدول الأخرى خاصّة في جنوب الكرة الأرضية حيث "تتوافق المساعدات مع المصالح الوطنية الروسية".
لا شكّ في أنّ الولايات المتحدة تتفوّق بمساعداتها على روسيا، ولقد كانت ميزانية الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أكثر أهمّية بكثير بنحو 22 مليار دولار في عام 2024، صرفت في 146 دولة. لكن على الرغم من ذلك فمن الواضح أنّ الكرملين يفكّر في الانتقال إلى الفضاء الجيوسياسي والاقتصادي الذي تركته الولايات المتحدة شاغراً.
وقد ظهرت تلميحات عن خطط روسيا هذا الشهر في مقابلة مطوّلة نشرت مع يفغيني بريماكوف رئيس وكالة التعاون الروسي من مجمع المساعدات الروسية، والتي تقوم ببرامج ثقافية وإنسانية وتدير مراكز بيت روسيا في الخارج، قال خلالها إنّ "وزارة الخارجية هي الأمّ التي تنسخ صيغة العمل للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بهدف وضع كلّ المساعدات الروسية تحت مظلّة واحدة مع زيادة التمويل".
المهمّة ليست بسيطة. وحاليّاً تشارك مؤسّسات بارزة مثل مكتب الرئيس والكنيسة الأرثوذكسية الروسية والجامعات الكبرى ووزارة حالات الطوارئ والمؤسّسات ذات العلاقات رفيعة المستوى في مشاريع المساعدات الخارجية، وقد لا يكونون حريصين على تسليم هذا العمل والميزانيّات المصاحبة والسفر إلى منظّمة أخرى.
ولم يتّضح من تصريحات بريماكوف مقدار ما قرّره كبار المسؤولين من الاستثمار في المشروع. لكنّ النية العامّة كانت واضحة. ومن المعروف أنّ المساعدات الروسية لها جانب آخر، حيث جرى اتّهام وكالة التعاون الروسي، على نحو متكرّر، بالعمل كواجهة للدعاية والعمليات الاستخبارية الروسية. كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على وكالة بريماكوف في عام 2022 لإدارتها شبكة من وكلاء النفوذ ومحاولة حشد الدعم للغزو الروسي لأوكرانيا.
يمكن أن يفيد توسيع المساعدات الخارجية روسيا من خلال خلق انطباع بأنّ الكرملين يتدخّل لإنقاذ الدول التي تخلّت عنها الولايات المتحدة. وقال بريماكوف إنّ الوكالة الروسية تتوسّع الآن في أفريقيا، مثل أنغولا ومالي والجزائر.
نقله إلى العربية: حسين قطايا.