"رويترز": الطموحات الكبيرة لطلاب غزّة تحولت إلى بحث يائس عن الطعام
يواجه طلاب غزة انتكاسات تعليمية بسبب الحرب المستمرة، وقد أدّت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى تدمير 97% من المرافق التعليمية في غزة.
-
طالبة فلسطينية تدوّن ملاحظات على كتب وأوراق وجدتها بين الأنقاض
وكالة "رويترز" الإخبارية تنشر تقريراً يتناول أثر الحرب الإسرائيلية على التعليم والطلاب في غزة، من خلال قصص ثلاث طالبات جامعيات فقدن مؤسساتهن التعليمية وأحلامهن بسبب القصف والحصار.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرّف:
كانت الطالبة مها علي مصمّمة على أن تصبح صحافية يوماً ما، وأن تُغطّي أحداث غزة. والآن، لا تطمح هي وطلاب آخرون إلا إلى شيء واحد: إيجاد الطعام في ظلّ الجوع الذي يُدمّر القطاع الفلسطيني.
مع احتدام الحرب، تعيش مها علي بين أنقاض الجامعة الإسلامية، وهي مؤسسة تعليمية كانت تعجّ بالحياة، والتي أصبحت، كغيرها من المؤسسات في غزة، ملاذاً للنازحين.
قالت الطالبة المتفوّقة علي، البالغة من العمر 26 عاماً: "لطالما قلنا: نريد أن نعيش، نريد أن نتعلّم، نريد أن نسافر. والآن، نقول: نريد أن نأكل".
مها علي هي من جيل حُرم من التعليم بسبب ما يقرب من عامين من الغارات الجوية الإسرائيلية، التي دمّرت مؤسسات القطاع.
قُتل أكثر من 60 ألف شخص في الحرب وفقاً للسلطات الصحية في غزة. هُدم جزء كبير من القطاع، الذي عانى من الفقر والبطالة المرتفعة حتى قبل الحرب.
اتهم وزير التعليم الفلسطيني أمجد برهم "إسرائيل" بتنفيذ عملية تدمير ممنهج للمدارس والجامعات، قائلاً إن 293 مدرسة من أصل 307 مدارس دُمّرت كلياً أو جزئياً. وأكّد أنّه من خلال ذلك "يريد الاحتلال قتل الأمل في نفوس أبنائنا وبناتنا".
دمار واسع النطاق
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه وفقاً لأحدث تقييم للأضرار عبر الأقمار الصناعية في تموز/ يوليو، فإنّ 97% من المرافق التعليمية في غزة قد لحقت بها بعض الأضرار، وإنّ 91% منها بحاجة إلى إعادة تأهيل رئيسية أو إعادة بناء كاملة لتعود للعمل مرة أخرى.
قالت المنظمة: "لا تزال القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية تحدّ من دخول اللوازم التعليمية إلى غزة، مما يُقوّض نطاق وجودة التدخّلات".
ترسم هذه الإحصائيات القاتمة مستقبلاً قاتماً لياسمين الزعانين، البالغة من العمر 19 عاماً، وهي تجلس في خيمة للنازحين تُرتّب الكتب التي نجت من الغارات الإسرائيلية والنزوح.
تتذكّر كيف كانت غارقة في دراستها، تطبع الأوراق وتجد مكتباً وتُجهّزه بالإضاءة. وقالت: "بسبب الحرب، توقّف كلّ شيء. أعني، كلّ ما بنيته، كلّ ما فعلته، اختفى في ثوانٍ".
ولا أمل في الإغاثة والعودة إلى الفصول الدراسية فوراً. فلم يتمّ التوصّل إلى وقف لإطلاق النار حتى الآن. وبدلاً من ذلك، تُخطط "إسرائيل" لشنّ هجوم جديد على غزة.
هكذا تتذكّر سجى عدوان، 19 عاماً، وهي طالبة متفوّقة في معهد الأزهر بغزة، وتعيش في مدرسة حُوّلت إلى مأوى مع عائلتها المكوّنة من تسعة أفراد، كيف قُصف المبنى الذي كانت تدرس فيه سابقاً.
في ظلّ الحصار، اختفت كتبها وموادها الدراسية. ولشغل ذهنها، تُدوّن ملاحظات على الأوراق الدراسية القليلة التي تركتها.
قالت: "كانت كلّ ذكرياتي هناك، طموحاتي، أهدافي. كنت أحقّق حلماً هناك. كانت حياة بالنسبة لي. عندما كنت أذهب إلى المعهد، كنت أشعر براحة نفسية، كانت دراستي هناك، حياتي، مستقبلي حيث سأتخرّج".
نقلته إلى العربية: بتول دياب.