"طهران تايمز": ليسوا أرقاماً

السلطات تعلن استشهاد 935 إيرانياً خلال العدوان الإسرائيلي بينهم 102 امرأة و38 طفلاً.

0:00
  • صورة نشرتها صحيفة
    صورة نشرتها صحيفة "طهران تايمز" تُظهر الشهداء الإيرانيين الذين ارتقوا خلال الحرب على إيران.

صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية تنشر تقريراً يتناول الحصيلة البشرية وآثار الحرب الإسرائيلية الأخيرة على إيران، مركّزاً على أنّ عدداً كبيراً من الضحايا كانوا نساء وأطفالاً. 

كما يبرز التقرير أنّ العدوان الإسرائيلي لم يكن يستهدف القدرات النووية بقدر ما كان يسعى إلى تفكيك الدولة الإيرانية من الداخل عبر القوة العسكرية والحرب النفسية، ويشير إلى فشل هذا المسعى مقابل تصاعد الوحدة في إيران، وتصاعد المشاعر المعادية لـ "إسرائيل".

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

لا تزال حصيلة العدوان الإسرائيلي غير المسبوق وغير المبرّر على إيران تتكشّف في البلاد، حيث تُظهر بيانات جديدة ارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً.

أعلن المتحدّث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أصغر جهانجير، يوم الاثنين أنّ نحو 935 شخصاً قُتلوا خلال الغارات الجوية الإسرائيلية، غالبيتهم العظمى من المدنيين. كما أُصيب أكثر من 5000 شخص. بدأت "إسرائيل" الحرب في 13 حزيران/يونيو، مدّعيةً أنّ هدفها الرئيسي هو منع إيران من تطوير أسلحة نووية، وهو ادعاءٌ دأبت "إسرائيل" على ترديده منذ عقدين، وأنّ إيران على بُعد "أسابيع قليلة" فقط من امتلاكها.

ولم تتمكّن وكالات الاستخبارات الغربية ولا الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إثبات مزاعم سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية قبل الهجمات. يشير هذا، إلى جانب مؤشرات وتصريحات أخرى من النظام الإسرائيلي والولايات المتحدة، إلى أنّ الحرب كانت في الواقع تهدف إلى زعزعة استقرار الحكومة الإيرانية وإسقاطها من خلال اغتيال قادة عسكريين وسياسيين بارزين، وترهيب المسؤولين المتبقّين، والتحريض على الاضطرابات الشعبية.

اغتالت "إسرائيل" عدداً من القادة العسكريين الإيرانيين في بداية الحرب بقصف منازلهم. كما حاولت القضاء على الرئيس الإيراني ورئيس السلطة القضائية ورئيس البرلمان من خلال مهاجمة اجتماعهم الثلاثي في ​​طهران، وهي محاولة باءت بالفشل، وفقاً لعلي لاريجاني، كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية. علاوة على ذلك، كشفت تقارير إعلامية عبرية أنّ "إسرائيل" سعت لاغتيال المرشد الإيراني، آية الله السيد علي خامنئي، لكنها لم تتمكّن من تحديد مكانه.

تلقّى عشرات المسؤولين الآخرين، بمن فيهم لاريجاني نفسه، مكالمات هاتفية من الأراضي المحتلة، طُلب منهم خلالها التخلّي عن الحكومة والانضمام إلى نظام العدو إذا كانوا يحرصون على حياتهم وسلامة عائلاتهم. لم يوافق أيٌّ من المسؤولين على خيانة إيران.

ارتكزت محاولات النظام لإثارة الاضطرابات الداخلية بشكل أساسي على حملات دعائية. وكان من أبرز عناصر هذه الجهود قناة فارسية مقرها واشنطن، معروفة بتقديم عملاء الموساد كمحللين، والتي نشرت رسالة مفادها أنّ الحرب ليست ضد البلاد نفسها، بل ضد الحكومة، وأن قتل المدنيين ثمن لا بدّ منه من أجل "الحرية".

ودخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنفسه على الخط، مسجّلاً رسالة إلى الشعب الإيراني كرّر فيها الادّعاءات السخيفة نفسها بأنه لا يستهدف "الشعب". حتى أنه هتف "المرأة، الحياة، الحرية"، وهو شعار استُخدم خلال احتجاجات عام 2022 داخل إيران، والتي سرعان ما اختطفت وتحوّلت إلى أعمال شغب دامية بتدخّل "إسرائيل" والدول الغربية. قُتلت ما لا يقلّ عن 102 امرأة، بعضهن حوامل، خلال حرب نتنياهو على إيران. وكان من بين الضحايا 38 طفلاً، أصغرهم رضيع يبلغ من العمر شهرين فقط.

في أعنف هجوم لها على الأراضي الإيرانية، قصفت "إسرائيل" سجن "إيفين" شمال طهران في هجوم وصفته بأنه "رمزيّ". قُتل ما لا يقل عن 79 شخصاً خلال الهجوم، من بينهم عشرات النساء والأطفال.

كان المدنيون أكبر ضحايا حرب "إسرائيل" على إيران. وبطبيعة الحال، تشير التقديرات إلى أنّ المشاعر المعادية لـ "إسرائيل" داخل إيران قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ تأسيس النظام الصهيوني. وقال العديد من الشباب الإيرانيين الذين قابلهم الصحافيون في شوارع طهران إنهم يعتقدون أنه كان ينبغي لإيران أن تستمرّ في إمطار "إسرائيل" بالصواريخ.

نقلته إلى العربية: بتول دياب.

"إسرائيل" تشن عدواناً على الجمهورية الإسلامية في إيران فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو يستهدف منشآت نووية وقادة عسكريين، إيران ترد بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ التي تستهدف مطارات الاحتلال ومنشآته العسكرية.