"نيويورك تايمز": الهجوم الإسرائيلي على سجن إيراني يُثير الغضب.. حتى بين المعارضين

لقد حوّلت الغارات الجوية التي شنت على سجن إيفين، بما في ذلك جناح المستشفى، السجن من رمز مكروه إلى صرخة حشد جديدة ضد "إسرائيل"، حتى بين منتقدي النظام الإيراني في الداخل.

0:00
  • "نيويورك تايمز": الهجوم الإسرائيلي على سجن إيراني يُثير الغضب.. حتى بين المعارضين

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنشر مقالاً يتناول الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين في طهران بتاريخ 23 حزيران/يونيو، خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً بين "إسرائيل" وإيران. ويوثّق النص الأثر الإنساني المدمر للهجوم، خاصة على المدنيين، الزوار، الموظفين، والسجناء، مع التركيز على أنّ الهجوم أثار إدانةً وغضباً واسعَي النطاق في إيران.

في ما يلي مقتطفات من المقال منقولة إلى العربية مع تصرّف:

انهارت الأسقف والجدران والخزائن الخشبية متحوّلةً إلى أكوام من الأنقاض المسنّنة في مركز زوار السجن. وتناثرت أوراق محروقة وملفات قضايا زاهية الألوان وسط الطوب المكسور والأسلاك المتشابكة في مبنى الإدارة. وغطى الزجاج المحطم أسرّة المرضى ومعداتهم في المستوصف.

عندما ضربت "إسرائيل" السجن بالصواريخ في 23 حزيران/يونيو، أثار الهجوم إدانةً وغضباً واسعَي النطاق في إيران، حتى بين معارضي الحكومة.

كانت هذه الضربات الأكثر دموية في الحرب الإسرائيلية- الإيرانية التي استمرت 12 يوماً. وأعلنت إيران مقتل 79 شخصاً وإصابة العشرات في هجوم إيفين، لكن من المتوقع ارتفاع أعداد الضحايا.

وكان من بين القتلى والجرحى أفراد من عائلات السجناء الزائرين، وعمال اجتماعيون، ومحام، وأطباء وممرضات، وطفل يبلغ من العمر خمس سنوات، وجنود يحرسون الأبواب كجزء من الخدمة العسكرية الإلزامية، وموظفون إداريون وسكان المنطقة، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الإيرانية وناشطين وجماعات حقوق الإنسان.

رفض "الجيش" الإسرائيلي التعليق على غرض الهجوم على إيفين أو الخسائر البشرية. ووصف المسؤولون الإسرائيليون الهجوم على إيفين بأنه "رمزي".

لكن في إيران، قال السجناء وعائلاتهم وناشطون ومحامون إنّ تصرف "إسرائيل" أظهر تجاهلاً تاماً لحياة السجناء وسلامتهم. وقالوا إنّ توقيت الهجوم، في وقت الظهيرة خلال يوم عمل، يعني أيضاً أنّ السجن كان مليئاً بالزوار والمحامين والموظفين الطبيين والإداريين.

وقالت منظمة العفو الدولية في حسابها الفارسي على مواقع التواصل الاجتماعي إنّ الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين قد يُشكل جريمة حرب. ووصف المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ثمين الخيطان، الهجوم بأنه "انتهاك جسيم للقانون الإنساني الدولي".

ويستند هذا التقرير عما حدث في إيفين أثناء وبعد الهجوم الإسرائيلي مباشرة إلى مقابلات مع أكثر من 12 عائلة من أسر السجناء، ومحامين يمثلونهم، وسجناء سابقين على اتصال بالسجناء الحاليين، وشهادات مكتوبة من سجناء حاليين، وصور ومقاطع فيديو التقطها صحفيون مستقلون وتقارير إعلامية إيرانية.

الهجوم

ظهر يوم صيفي قائظ، وصلت ليلى جعفر زاده، البالغة من العمر 35 عاماً، وهي أم لطفلة رضيعة تبلغ من العمر عاماً واحداً، إلى سجن إيفين حاملةً حقيبة وثائق. كانت السلطات قد وافقت على إطلاق سراح زوجها، ميلاد خدمتي، المسجون بتهم مالية.

كانت السيدة جعفر زاده تتحدث مع زوجها عبر الهاتف وهي تقترب من مركز الزوار عندما هزت الانفجارات الأولى السجن. صرخت قائلةً له: "إنهم يقصفون، يقصفون، يقصفون، يقصفون"، ثم انقطع الخط. قال صهرها، حسين خدمتي، الكاتب والشاعر، في مقابلة من طهران، إنّ الشظايا اخترقت دماغها وأودت بحياتها.

قال حسين خدمتي إنه وصل إلى موقع الحادث بعد ساعة، فرأى الدخان وألسنة اللهب والدمار في كل اتجاه - جثث ممزقة وأخرى ميتة، وملابس ممزقة وأحذية متناثرة بين الأنقاض. نقل المسعفون المصابين على نقالات إلى سيارات الإسعاف.

وجد زوجة أخيه في كيس جثث. قال: "لا أستطيع أن أتخيل أن ليلى لم تعد معنا وأن نيلا ستكبر من دون والدتها".. "كان إخبار أخي بوفاة زوجته أصعب شيء فعلته في حياتي".

زهراء عبادي، عاملة اجتماعية في السجن، لم تتمكن من إيجاد حضانة أطفال في ذلك اليوم، فاصطحبت ابنها مهراد، البالغ من العمر خمس سنوات، إلى العمل. كان يلعب في ركن الزوار بينما كانت والدته تُنهي بعض الأوراق في أحد المكاتب.

بعد الانفجار الأول، ركضت السيدة عبادي للبحث عن ابنها، لكن انفجاراً آخر أودى بحياتها. أمسك زميل لها مهراد لحمايته، لكن الحطام سحقهما وقتلهما. كما قُتلت أربع عاملات اجتماعيات أخريات، وفقاً لتقارير إعلامية إيرانية.

أفادت وسائل إعلام إيرانية بإصابة موقعين على الأقل في السجن إصابة مباشرة، وهما مركز الزوار المكوّن من ثلاث طبقات بالقرب من المدخل الرئيسي، والذي يضم أيضاً مكتب المدعي العام، وعيادة المستشفى التي تضم 47 سريراً داخل المجمع. وقالت وكالة "فورنسيك أركيتكتشر"، وهي وكالة أبحاث متخصصة في التحقيقات البصرية، يوم الجمعة إن تحليلها لصور الأقمار الصناعية أظهر ما لا يقل عن ست ضربات على إيفين، أربع منها مؤكدة من خلال صور التُقطت في موقع الحادث، بما في ذلك ضربات على العديد من عنابر السجن. كما دُمرت المكتبة، ومتجر البقالة، ومستودع تخزين الطعام، والجناح 209 الذي تسيطر عليه قوات المخابرات.

وقالت الشرطة الإيرانية إنها فجرت صاروخين غير منفجرين في منطقة السجن "إيفين"، وفقاً لتقارير إعلامية إيرانية.

وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو أنّ الانفجارات ألحقت أضراراً جسيمة بالمباني السكنية والتجارية المحيطة والمركبات.

وصف مصور زار السجن يوم الأحد الذي تلا هجوم 23 حزيران/يونيو رائحة نفاذة تنبعث من جثث محترقة ومتحللة بين الأنقاض. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أنّ المشرحة تستخدم اختبارات الحمض النووي لتحديد هوية أشلاء الجثث والجثث المحترقة التي يصعب التعرف عليها.

نقلته إلى العربية: بتول دياب.

"إسرائيل" تشن عدواناً على الجمهورية الإسلامية في إيران فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو يستهدف منشآت نووية وقادة عسكريين، إيران ترد بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ التي تستهدف مطارات الاحتلال ومنشآته العسكرية.