"وول ستريت جورنال": عمليات الهدم في جنين تشير إلى نهج إسرائيلي جديد في الضفة الغربية
الضفة الغربية هي ساحة المعركة الجديدة في حرب ما بعد السابع من أكتوبر، ومخيم جنين للاجئين هو الخط الأمامي.
صحيفة "وول ستريت جورنال" تنشر تقريراً تتحدّث فيه عن عمليات قوات الاحتلال في الضفّة الغربية، وخاصة مخيم جنين، وتقول إنّ ذلك يشير إلى نهج إسرائيلي جديد لتحويل الضفة الغربية إلى قطاع غزّة.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرّف:
في يوم الأحد، هدمت القوات الإسرائيلية 23 مبنى في جنين، وقطعت مساحة واسعة من المخيم مع انفجارات متزامنة سمعت في معظم أنحاء شمال الضفة الغربية. تشبه عمليات الهدم واسعة النطاق تكتيكاً مستخدماً في غزة، حيث أنشأ "الجيش" الإسرائيلي ممرات لتقسيم الجيب.
في جنين، يبدو أنّ الأمر يشير إلى نهج أكثر عدوانية من جانب "إسرائيل" يمكن أن يعيد تشكيل الضفة الغربية جسدياً وسياسياً، كما يقول المحللون الإسرائيليون والفلسطينيون. إذا حاولت "إسرائيل" قمع الجماعات المسلحة في الضفة الغربية باستخدام القوة على نطاق واسع، يخشى العديد من سكان الضفة الغربية، أن تكون النتائج مماثلة لتلك التي حدثت في غزة: تدمير المناطق الحضرية الكثيفة، وتشريد العديد من المدنيين وتصاعد الفوضى السياسية.
قال السياسي الفلسطيني مصطفى البرغوثي إنّ "إسرائيل تنقل الحرب إلى الضفة الغربية"، مشيراً إلى أنّ القوات الإسرائيلية توسّع بالفعل عملياتها إلى أجزاء أخرى من المنطقة.
ويبدو أنّ القوات الإسرائيلية تقطّع مخيم جنين إلى أجزاء، وتوسّع الطرق بالجرّافات وتهدم المباني لتسهيل حركة قواتها. وتشبه هذه الطريقة نهج القوات الإسرائيلية في غزة، وإنّ كان على نطاق أصغر، وفقاً لما قاله مايكل ميلشتاين، رئيس القسم الفلسطيني السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
ولكن كما هو الحال في غزة، فمن غير الواضح ما إذا كانت "إسرائيل" لديها خطة لتهدئة المنطقة بعد القتال. وقال ميلشتاين: "على غرار غزة، نرى تحرّكات تكتيكية أو عملياتية، ولكن ما هي الاستراتيجية؟".
تمّ بناء مخيم جنين، وهو متاهة من الأسمنت والكتل الخرسانية تمتدّ عبر تلة فوق مدينة تحمل الاسم نفسه، بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948. وكان المخيم لفترة طويلة أحد مراكز المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية منذ عام 1967. وفي السنوات القليلة الماضية، شنّ مسلحون من مختلف الفصائل المتمركزة في مخيمات اللاجئين في جنين وغيرها من مدن الضفة الغربية المزيد من الهجمات على الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
يقول بعض المسؤولين الفلسطينيين إن توقيت الهجوم الإسرائيلي على جنين يتعلّق بالسياسة. لقد ترك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي سمح لحماس بالظهور مرة أخرى في قطاع غزة، العديد من أنصار الحكومة اليمينية الإسرائيلية غاضبين ومحبطين. لقد قدّم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحليفه اليميني المتطرّف في الائتلاف، وزير المالية بزاليل سموتريتش، حملة القمع المتصاعدة في الضفة الغربية باعتبارها استمراراً للحرب.
وفي مخيم جنين وأجزاء أخرى من الضفة الغربية، تحوّل جيل جديد من الفلسطينيين إلى الفصائل المسلّحة بسبب إخفاقات السلطة الفلسطينية، والعنف الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون، والافتقار إلى آفاق حياة أفضل، كما يقول نمرود نوفيك، المستشار السابق للحكومة الإسرائيلية.
ويضيف نوفيك إنّ الدمار في جنين قد يصبح نموذجاً للعمليات الإسرائيلية في المنطقة، وإنّ "ما نشاهده في جنين هو انزلاق بطيء نحو تحويل الضفة الغربية إلى غزة".
نقلته إلى العربية: بتول دياب.