"إسرائيل" وقرارات ترامب: قلق.. ودعوات لتدارك الخطر قبل فوات الآوان

أبدى المستوى الإعلامي في "إسرائيل" اهتماماً كبيراً بقرارات ترامب، ومواقفه الأخيرة، وسط تحذيرات من أن تمس القرارات الأميركية الأخيرة، بأمن "إسرائيل"، ولا سيما في حال قرر ترامب إبرام صفقة مع إيران.

  • الرئيس الأمdركي دونالد ترامب في حديث صحافي على متن طائرة الرئاسة في طريقه من السعودية إلى قطر، 14 أيار/مايو 2025 (أ ف ب)
    الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حديث صحافي على متن طائرة الرئاسة في طريقه من السعودية إلى قطر، 14 أيار/مايو 2025 (أ ف ب)

أبدى المستوى الإعلامي في "إسرائيل" اهتماماً كبيراً بقرارات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب ومواقفه الأخيرة، وفي حين وقف عدد من الخبراء والمعلقين في صف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وقالوا إنه لا ينوي التسليم بالضغط الأميركي الشديد لإنهاء الحرب في غزة، بل على العكس، نشر رسائل حول نيته توسيع الحرب، عبر محاولة اغتيال أكبر شخصية في حماس، محمد السنوار. وتحدى عدد من المعلقين والخبراء الإدارة الأميركية، وذكروها بأن "إسرائيل" وقعت اتفاقيات "أبراهام" انطلاقاً من قوة، لذلك لا يمكن أن تكون عملية التطبيع مع السعودية، مخرج كرامة لـ"إسرائيل" في ظل غياب الانتصار الجلي على حماس. وأشار معلقون إلى أن إنجازات "إسرائيل" طوال الحرب، في كل الساحات، هي التي مهدت الطريق لتغيير وجه المنطقة، حد قولهم.

في مقابل ذلك، وجه عدد من الخبراء والمعلقين سهام انتقاداتهم لنتنياهو وحكومته، وحملوه مسؤولية تخلي واشنطن عن "إسرائيل".

وقال بعضهم إن الأميركيين ينظمون ترتيبات جديدة في الشرق الأوسط، و"إسرائيل" غير مؤثرة فيها، وهذا الأمر "مقلق جداً"، فالقطار غادر المحطة، و"إسرائيل" تلاحق العربة الأخيرة، وليس معلوماً إن كانت ستنجح في الصعود إليها.

وأشار معلقون إلى أنه على الرغم من أن الأمر لا يتعلق بكارثة سياسية أو أزمة غير مسبوقة بين "إسرائيل" والولايات المتحدة الأميركية، إلا أن حقيقة أن إدارة ترامب توصلت إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح ألكسندر من خلال مفاوضات مباشرة مع حماس، تشير إلى اتساع الفجوة بين الجانبين الإسرائيلي والأميركي، وتمثل دليلاً على الفشل الاستثنائي للمستوى السياسي في "إسرائيل". 

وحذر معلقون من أنه من بعد سنوات كان فيها التفوق النوعي لـ"إسرائيل" هو الحجر الزاوية (الأساس) في العلاقات مع واشنطن، التي حرصت على أن يحصل الإسرائيليون على السلاح الأميركي الأفضل، بينما يُحرم منه الآخرون في الشرق الأوسط، انتهى هذا الأمر، وبكلام من فم ترامب، تم محو التفوق النوعي لـ"إسرائيل".

حصلت السعودية على طائرات "أف 35"، وعلى الذكاء الصناعي، والتكنولوجيا الحديثة. ورأى معلقون أن "إسرائيل" ستواجه مشكلة كبيرة إذا وقّع ترامب (كما هو مُرجّح) على اتفاق نووي مع إيران، من دون تنسيق مع الجانب الإسرائيلي.

ولفت معلقون إلى أنه بين التصريحات الأميركية الداعية إلى وقف الحرب في قطاع غزة، وبين مواقف المسؤولين الإسرائيليين الداعية إلى تجديد القتال، تسير الأمور بين الطرفين نحو "تصادم"، ولا سيما أن الفجوة بين مئات المليارات التي تنطوي عليها صفقات الأسلحة الجديدة لواشنطن مع السعودية وقطر والإمارات، وبين حقيقة أن ترامب ينظر إلى "إسرائيل" على أنها مضخة سحب أموال مساعدات، هي عامل رئيسي في ألا يقيم ترامب ببساطة في الأيام الأخيرة وزناً لـ"إسرائيل" في مفاوضات إنهاء الحرب في غزة.

وأشار معلقون إلى أن العلاقات الأميركية – الإسرائيلية وصلت في هذه الأيام إلى مفترق طرق مصيري، قد يقود إلى "نهاية أكثر من 6 عقود من الشراكة العميقة في القيم والسياسة والاستراتيجية" التي تعاظمت على مر السنين وحظيت منذ فترة طويلة بتسمية "علاقات خاصة"، فـ"إسرائيل" "تجد نفسها تحت حركة كماشة تاريخية: تهديد حقيقي للعلاقات التاريخية مع واشنطن يأتي من الجناح اليساري للحزب الديمقراطي، في حين أن هناك اتجاه انعزال - اغتراب من الجناح الانعزالي في الحزب الجمهوري".

اخترنا لك