أيّ دور تؤدّيه القواعد الأميركية شرق سوريا في العدوان الإسرائيلي على إيران؟

معلومات الميادين نت تفيد بأنّ القواعد الأميركية في سوريا، رفعت جاهزيّتها لصدّ الهجمات الإيرانية على "إسرائيل"، إضافة إلى تأمين خط السير الجوي للقاتلات الإسرائيلية نحو الأجواء الإيرانية.

  • قاعدة العسيلية قرب مدينة منبج شرقي حلب (أرشيف AFP)
    قاعدة العسيلية قرب مدينة منبج شرقي حلب (أرشيف AFP)

رغم التأكيد المستمر من المسؤولين الأميركيين عدم مشاركتهم في الهجمات الإسرائيلية الجوية على إيران، إلا أنّ الواقع على الأرض يقول عكس ذلك تماماً، وما تقوم به القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة شمال شرق سوريا أكبر دليل على نفي الرواية الأميركية الرسمية.

منذ اللحظات الأولى للعدوان الإسرائيلي على إيران، عملت القواعد الأميركية في سوريا على رفع جاهزيتها القتالية، وإعادة توزيع منظومات الدفاع الجوي في أقصى الشرق السوري، بشكلٍ يغطي كامل الشريط الممتد من الحدود التركية شمالاً، مروراً بالحدود العراقية، وصولاً نحو الحدود الأردنية جنوباً. 

سعت القوات الأميركية من خلال تحرّكاتها إلى تشكيل درع واسعة بوجه الصواريخ والمسيّرات الإيرانية، المحتمل مرورها عبر الأجواء السورية، للوصول إلى عمق الأراضي المحتلة.

ولأجل ذلك، شهدت قواعد "التنف" بريف حمص و"القرية الخضراء" بريف دير الزور و"الشدادي" و"خراب الجير" و"تل بيدر" بريف الحسكة، نشر منظومات الدفاع الجوي المتطوّرة "ثاد"، بهدف تغطية مجال جوي يقارب 250 كم تقريباً، إضافةً إلى نشر منظومات الرصد والتشويش الإلكتروني، للتأثير على حركة الصواريخ والمسيّرات.

مع بدء إيران الردّ على العدوان الإسرائيلي، مساء الجمعة، أعلنت القواعد الأميركية في سوريا حالة الاستنفار الكامل، لتبدأ عمليات رصد الصواريخ والمسيّرات الإيرانية لإسقاطها، والبداية كانت بإسقاط صاروخ بالستي قرب قاعدة "خراب الجير"، القريبة من بلدة "اليعربية"، قرب الحدود السورية – العراقية، وترافق ذلك مع تحليق مكثّف للطيران المروحي، بهدف ملاحقة المسيّرات الإيرانية.

وتكشف معلومات الميادين نت أن قاعدة "الشدادي" بريف الحسكة، أسقطت نحو 5 صواريخ إيرانية بالستية، يوم الجمعة، كما لم تكن قواعد دير الزور ببعيدة عن مسرح الأحداث، حيث عمدت قاعدة "القرية الخضراء"، القريبة من حقل "العمر" النفطي، إلى إسقاط عدد من المسيّرات والصواريخ الإيرانية خلال أول هجوم إيراني على "إسرائيل".

يوما السبت والأحد، عاودت القواعد الأميركية في الشرق السوري عمليات التصدّي للهجمات الإيرانية، وتمّ إسقاط بعض الصواريخ والمسيّرات، في كلّ من قرية "النمليّة" بريف دير الزور، وقرية "شلالة" بريف الحسكة.

وإلى جانب الدور الأميركي، تؤكّد مصادر الميادين نت أنّ قاعدة "الرادار" البريطانية، والموجودة شرق منطقة "الشدادي" بريف الحسكة، تؤدّي دوراً محورياً في تقديم الدعم للعمليات الإسرائيلية الجوية ضدّ إيران، من خلال المعلومات والإحداثيات، ما يمكّن "الجيش" الإسرائيلي من الحصول على خط سير الصواريخ والمسيّرات الإيرانية التي تستهدف الأراضي المحتلة. 

أما فيما يتعلّق بدور الفصائل السورية الحليفة للولايات المتحدة، فتشير معلومات الميادين نت إلى أنّ الإدارة الأميركية أوكلت إلى "جيش سوريا الحرّة"، الناشط في البادية السورية قرب الحدود العراقية، مهمة جمع بقايا الصواريخ والمسيّرات الإيرانية، التي يتمّ إسقاطها في بادية حمص ودير الزور والرقة، ليتمّ نقلها إلى القواعد الأميركية في سوريا.

وتهدف القوات الأميركية إلى معرفة تقنية تشغيل الصواريخ البالستية والمسيّرات الإيرانية، للاستفادة منها في الولايات المتحدة و"إسرائيل" على حدٍ سواء.

دعم لوجستي

أكدت مصادر الميادين نت، أن الدور الأميركي الداعم لـ "إسرائيل" لم يقتصر على عمليات إسقاط الصواريخ والمسيّرات الإيرانية في الأجواء السورية، ولكن تعدّاه إلى تقديم الدعم اللوجستي للمقاتلات الحربية الإسرائيلية في رحلتها نحو إيران.

المقاتلات الإسرائيلية لا تملك القدرة على القيام بطلعات جوية من الأراضي المحتلّة إلى إيران بشكل مباشر، وهي تحتاج إلى التزوّد بالوقود جوّاً خلال رحلتها، وغالباً ما تتمّ هذه العملية في سماء شمال شرق سوريا، عند الشريط الحدودي مع العراق، نظراً لما توفّره القواعد الأميركية من قدرة على تأمين العملية، من خلال أنظمة دفاعها الجوي، لحماية المقاتلات، ومنع استهدافها.

وكشفت مصادر محلية أنّ الأهالي شاهدوا، خلال الأيام الماضية، بعض عمليات التزوّد بالوقود، في سماء دير الزور، بالعين المجرّدة.

إلى ذلك، تؤكد مصادر للميادين نت أنّ الولايات المتحدة لم تعلن، صراحةً، عن دعم قواعدها في الشرق السوري لـ "الجيش" الإسرائيلي، أو مشاركتها في التصدّي للصواريخ والمسيّرات الإيرانية، وذلك خوفاً من تعرّضها لعمليات استهداف صاروخي من إيران، أو من فصائل المقاومة العراقية، لذلك فهي تعمل بسريّة من الخطوط الخلفيّة.

وتشير المصادر إلى أنّ الإدارة الأميركية تخشى تكرار سيناريو طوفان الأقصى، عندما تحوّلت قواعدها في سوريا إلى أهداف مباشرة لصواريخ ومسيّرات فصائل المقاومة العراقية، حيث تعرّضت تلك القواعد لمئات الهجمات، التي أدت إلى إيقاع إصابات في صفوف القوات الأميركية، وإلحاق أضرار كبيرة في القواعد.

اقرأ أيضاً: مصادر الميادين: حركة نشطة في قاعدتين أميركيتين بسوريا.. تعزيزات عسكرية وتدريبات مع "قسد"

"إسرائيل" تشن عدواناً على الجمهورية الإسلامية في إيران فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو يستهدف منشآت نووية وقادة عسكريين، إيران ترد بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ التي تستهدف مطارات الاحتلال ومنشآته العسكرية.

اخترنا لك