اتفاق "قسد" - دمشق.. الشيطان يكمن في التفاصيل وتركيا أبرز المتضررين
الجيش التركي يستأنف قصفه الجوي على مواقع لـ"قسد" في محيط سد تشرين، بعد يوم على الإعلان عن اتفاق بين القائد العام لـ"قسد" مظلوم عبدي، فيما يشبه إطلاق نار على الاتفاق.
-
الجيش التركي يقصف مواقع لقسد بالمدفعية (صورة أرشيفية)
استأنف الجيش التركي قصفه الجوي على مواقع لـ"قسد" في محيط سد تشرين، بعد يوم واحد من الإعلان عن اتفاق بين الرئيس الانتقالي والقائد العام لـ"قسد" مظلوم عبدي، فيما يشبه إطلاق نار على الاتفاق وتأكيداً على عدم رضا أنقرة على تفاصيله.
ولعل ما أكد هذا التوجه أنّ القصف تكرّر على مدار اليومين الماضيين وطال مناطق إضافية في تل تمر وأبو رأسين في ريف الحسكة الشمالي والغربي وأطراف عين عيسى في ريف الرقة الشمالي وبلدة صرين في ريف حلب، وجاء باستخدام الطيران الحربي والمسير والمدفعية.
والواضح من خلال تأكيد المسؤولين الأتراك أنهم متمسكون بمطلب حل "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تقود "قسد"، والتي ينحدر منها قائدها العام مظلوم عبدي وكبار قادتها مع نزع سلاحها، وهو ما يتعارض مع فكرة الاندماج مع الجيش السوري، والتي سيعطيها شرعية محلية ودولية.
وتعلّق على ذلك مصادر كردية، في تصريح للميادين نت، أن "تركيا تعتبر نفسها أحد المتضررين من الاتفاق، لكونه أعطي اعترافاً محلياً واضحاً بقسد، مع الإقرار بإشراكها في حكم البلاد"، مبيناً أن "أنقرة أطلعت على الاتفاق، لكنها لم تكن راضية عن الكثير من تفاصيله".
ضغط أميركي لتوقيع الاتفاق.. وآلية التطبيق تحسم مستقبله
وأقرّت المصادر بأن "الضغوطات الأميركية دفعت جميع الأطراف إلى المضي في الاتفاق وتوقيعه وتحويله إلى أمر واقع، بما في ذلك دمشق وقسد وأنقرة"، معتبرةً أن "مهلة تطبيق الاتفاق أعطت فرصة كافية للنقاش حول الخلافات، مع اتضاح الرؤية الدولية، ومستقبل الوجود العسكري الأميركي، والتي تعد عوامل مباشرة مؤثرة في تطبيقه".
ورغم التفاؤل الظاهر على تطبيق الاتفاق، فإنَّ رؤية كل طرف لآلية تطبيقه ستخلق حتماً عثرات قد تؤثر في مساره العام، وخصوصاً المتعلقة بآلية الانضمام للجيش وطريقة الدمج ومستقبل مؤسسات "الإدارة الذاتية"، بما فيها التعليم في الجامعات والمدارس، إضافة إلى الحصة من النفط والمعابر وطريقة إدارة السجون والمخيمات.
وبالتالي، فإن تطبيق الاتفاق بالصورة التي تم الإعلان عنها في البنود الثمانية سيحتاج إلى تقديم تنازلات قاسية من الطرفين لتطبيقه، وصولاً إلى الشراكة في الحكم التي باتت مطلباً واضحاً لـ"قسد"، ومن ورائها واشنطن، بطريقة تفتح الباب أمام التخلي عن سياسة حكم اللون الواحد، وإشراك كل المكونات السورية، بما في ذلك الكرد والدروز والعلويون والمسيحيون وبقية مكونات المجتمع السوري.
مصادر للميادين نت: سجون داعش ستبقى مبدئياً بيد "قسد"
ولعل أبرز مؤشر على أن الاتفاق عقد تحت الضغوط هو أن وزارة الدفاع السورية سارعت إلى الإعلان عن بدء توجه أرتال إلى محافظة الحسكة لاستلام السجون التي تضم عناصر من تنظيم "داعش"، وهو ما ثبت عدم صحّته بعد مرور 3 أيام على هذا الإعلان.
وفي السياق، أكدت مصادر مطلعة للميادين نت أن "ملف السجون سيبقى مبدئياً بيد الأميركيين وقسد لحين إنجاز الاتفاق بالكامل"، مؤكدة أن "قسد تريد انتشاراً رمزياً للقوات الحكومية السورية في المعابر وعلى الحدود فقط، وترى أن مهمة حماية المدن والمناطق الخاضعة لإدارتها ستبقى من مهامها".
وأشارت المصادر إلى أن "من القضايا المتفق عليها إدارة مطار القامشلي والمعابر البرية في معابر اليعربية ونصيبين ورأس العين، إضافة إلى إدارة ملف النفط، مع تخصيص نسبة من وارداته لمناطق الإدارة الذاتية"، لافتةً إلى أن "الإدارة الذاتية تطالب بالاعتراف بالشهادات الممنوحة من جامعاتها ومدارسها والحفاظ على مجالسها المحلية، وهي قضايا جدلية تحتاج إلى نقاشات غير قصيرة".