أدوية منتهية الصلاحية.. الحصار يُهدد حياة المرضى في غزة يومياً
يضطر المرضى في قطاع غزة لتناول أدوية منتهية الصلاحية كخيار أخير للبقاء، في ظل كارثة صحية غير مسبوقة يواجهها القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي، مع نقص حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية وحرمان آلاف المرضى من العلاج.
-
أدوية منتهية الصلاحية.. الحصار يُهدد حياة المرضى في غزة يومياً
لا أمل للمرضى والمصابين في قطاع غزة بالنجاة من الموت إلا بالموت؛ فالاحتلال الإسرائيلي وحصاره المطبق حرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، وذلك في ظل منع إدخال الأدوية والمعدات الطبية للقطاع منذ نحو الشهرين.
سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتحت مزاعم واهية لا أساس لها من الصحة، تفرض منذ آذار/مارس الماضي حصارًا مطبقًا على القطاع، وتغلق جميع المعابر، ما يعرض حياة أكثر من 2 مليون إنسان للخطر الشديد، فيما تعتبر فئة المرضى والمصابين الأكثر تضررًا.
ولجأ المرضى في غزة لتناول أدوية منتهية الصلاحية في محاولة للنجاة من الأعراض الجانبية للأمراض المصابين بها، أو الجراح التي أصيبوا بها بسبب القصف الهمجي من جيش الاحتلال لمختلف المناطق، في ظل شحّ الأدوية وعدم إدخال أدوية جديدة للقطاع.
وفقد القطاع الكثير من أصناف الأدوية، خاصة المسكنات والمضادات الحيوية، وهي الأكثر استخدامًا من قبل المرضى والمصابين، في حين يرفض الاحتلال السماح بإدخال المعدات الطبية، ويستهدف بشكل متعمد المستشفيات والمراكز الطبية.
تهديد مباشر للصحة
وتفيد ختام العامودي بأنها تواجه معاناة كبيرة للغاية من أجل الحصول على الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة المصابة بها، مشيرًة إلى أن زوجها لا يجد بدوره أي من المسكنات أو المضادات الحيوية بعد إصابته بقصف إسرائيلي.
وتقول لـلميادين نت، إن "بعض الأطباء نصحوا باستخدام أدوية منتهية الصلاحية ولكن بشكل مقنن بدلًا من التوقف عن استخدام الأدوية"، مؤكدًة أن ذلك أثار مخاوفها في بداية الأمر لكنها اضطرت في النهاية للقبول بهذا الخيار.
فلا مراكز طبية ولا أدوية لدى المستشفيات والمؤسسات الطبية وحتى الصيدليات الخاصة، ولا أمل بالنجاة إلا من خلال الأدوية منتهية الصلاحية، ومهما كان خطر استخدامها إلا أن ذلك أرحم من المضاعفات الصحية المتعلقة بعدم الحصول على الدواء، بحسب العامودي.
ولا تشعر العامودي بأي أعراض صحية جانبية على جسدها في الوقت الحالي على إثر تناولها دواء منتهي الصلاحية؛ إلا أنها لا تخفي مخاوفها من تأثير ذلك على حالاتها الصحية وتراجع وضعها الصحي أو تعرضها للوفاة لاحقًا.
نقص أدوية
ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في الأدوية، وفق ما يؤكد الصيدلي خالد أبو زاهر، مشيرًا إلى أن جزء كبير جدًا من الأدوية المتوفرة في الصيدليات والمستشفيات والمراكز الطبية منتهية الصلاحية، وقد يكون هناك خطورة في استخدامها من قبل المرضى.
ويفيد لـلميادين نت، بأن "استخدام الأدوية منتهية الصلاحية قد يكون له أعراض جانبية وخطيرة للغاية، خاصة في حال حدوث تغيرات في التركيبات الفيزيائية أو الكيمائية للدواء، كما أن المضادات الحيوية يُحظر استخدامها عند انتهاء تاريخها".
وينصح أبو زاهر المرضى باستخدام بعض الأدوية منتهية الصلاحية دون المدى البعيد وبأقصى حد شهر أو اثنين على أبعد تقدير؛ "لكن البعض الآخر منها لا يمكن استخدامه، حتى لو كان تاريخ انتهاء صلاحيته حديثًا. إذ لا حلول بديلة بالرغم من تأثير ذلك على حياة المرضى وتعريضهم لخطر الموت؛ إلا أن الجهات المختصة مضطرة للمفاضلة بين الموت الآني والمؤجل، خاصة آولائك الذين يواجهون خطر الموت المفاجئ حال لم يتناولوا الدواء"، وفق أبو زاهر.
والأدوية المنتهية الصلاحية، وفق المختص الطبي، قد تكون صالحة للاستخدام لفترة محدودة في حال عدم تغير صفاتها الفيزيائية، والتي في حال تغيرت فإنها تتحول إلى مواد خطيرة على حياة المرضى، كما يمنع استخدام الأدوية التي يطرأ تغيرات كيميائية على مكوناتها، خاصة المضادات الحيوية.
أدوية مفقودة
من جهته، يقول زكري أبو قمر، القائم بأعمال مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، إن "القطاع يعاني من نقص حاد في الأدوية بسبب الحصار المفروض من الاحتلال الإسرائيلي"، مبينًا أن 40% من الأدوية الأساسية مفقودة.
وأوضح أبو قمر، لـلميادين نت، أن "59% من المستهلكات الطبية فقدت بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد، وأن آلاف المرضى ينتظرون الموت في أي لحظة، خاصة مع النقص الحاد في الرعاية الطبية بسبب حرب الاحتلال الإسرائيلي".
وبين أن "قطاع الصحة يواجه خطر الانهيار، وأن العديد من المرضى لجأوا لتناول الأدوية منتهية الصلاحية بالرغم من التحذيرات الرسمية من خطورة ذلك"، متابعًا: "قمنا بتمديد المدة الزمنية لبعض الأدوية؛ لكن هناك أنواع لا يمكن تمديد صلاحيتها".
ولفت إلى أن "القرار تم اتخاذه على إثر إخضاع عدد من الأدوية للدراسة من قبل اللجنة الفنية بدائرة الجودة، خاصة الأدوية التي يمثل نقصها خطرًا على حياة المرضى والمصابين، والتي يتم صرفها داخل المستشفيات وأقسامها".