تلسكوب "هابل" يكشف لغزاً جديداً حول كوكب أورانوس وأقماره الغامضة

نلسكوب "هابل" الفضائي يكشف نتائج جديدة تتعلق بالبيئة المغناطيسية لكوكب أورانوس وأكبر أقماره الأربعة الغامضة تخالف توقعات العلماء السابقة.. ما تفاصيل الاكتشاف؟

  • كوكب أورانوس Uranus
    كوكب أورانوس  (Wallpapers.com)

التقط تلسكوب "هابل" الفضائي صوراً جديدة لكوكب أورانوس، السابع في نظامنا الشمسي، كاشفاً ليس فقط حلقاته المميزة، بل أيضاً أسراراً جديدة حول أقماره الغامضة، وآلية عمل مجاله المغناطيسي. 

وكشفت الدراسة الجديدة، التي عرضت خلال مؤتمر صحافي في الاجتماع الـ246 للجمعية الفلكية الأميركية (AAS) في ألاسكا، الثلاثاء الماضي، عن نتائج مفاجئة تتعلق بالبيئة المغناطيسية لأورانوس وأكبر أقماره.

فقد توقع العلماء سابقاً أنّ الإشعاع الصادر عن المجال المغناطيسي للكوكب سيؤدي إلى جعل الجانب الخلفي من أقماره الأربعة الرئيسية "آرييل"، "أومبريل"، "تيتانيا"، و"أوبيرون"، أكثر عتمةً، لكن البيانات الواردة من "هابل" أظهرت عكس ذلك تماماً. فقد ظهر الجانب الأمامي من القمرين الخارجيين (تيتانيا وأوبيرون) أكثر عتمة واحمراراً، بينما لم يظهر أي فرق ملحوظ في سطوع القمرين الداخليين (آرييل وأومبريل).

هذه النتائج تشير إلى أنّ "الغلاف المغناطيسي لأورانوس قد لا يتفاعل بشكل كبير مع أقماره الكبيرة"، ما يطرح احتمالين: إمّا أن يكون خامداً أو أكثر تعقيداً بكثير مما كان يعتقد سابقاً.

يقود هذا الاكتشاف إلى فرضية جديدة مثيرة للاهتمام. يعتقد الباحثون أنّ الغبار الصادر عن الأقمار الصغيرة غير المنتظمة في نظام أورانوس قد يكون المسؤول عن هذه الظاهرة. مع مرور الوقت، يصطدم هذا الغبار بالجانب الأمامي للأقمار الخارجية أثناء حركتها المدارية، تماماً كما تلتصق الحشرات بزجاج السيارة الأمامي أثناء القيادة. هذه الآلية تفسّر لماذا تظهر الأقمار الخارجية تبايناً في السطوع بين جانبيها، بينما تبقى الأقمار الداخلية محمية من هذا الغبار بفعل وجود الأقمار الخارجية.

ويُعد هذا الاكتشاف مهماً لأنه يسلّط الضوء على ديناميكيات فريدة في نظام أورانوس، حيث يبدو أنّ تفاعلات الغبار بين الأجسام المختلفة تلعب دوراً أكبر مما كان متوقعاً في تشكيل خصائص أسطح الأقمار. كما يشير إلى أنّ الغلاف المغناطيسي لأورانوس قد يكون أقل نشاطاً في التفاعل مع أقماره مقارنة بالتقديرات السابقة، أو أنّ آليات هذا التفاعل أكثر تعقيداً مما نعرفه.

وتمكّن العلماء من الوصول إلى هذه النتائج بفضل القدرات الفريدة لتلسكوب "هابل" في مجال الأشعة فوق البنفسجية، وهو المجال الذي لا يمكن دراسته من الأرض، بسبب حجب الغلاف الجوي لهذه الأطوال الموجية.

ومن المتوقع أن تساهم الملاحظات المستقبلية باستخدام تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي في تعميق فهمنا لهذا النظام الكوكبي الغامض وتفاعلاته المعقدة.

كذلك تكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تفتح باباً جديداً لفهم ديناميكيات الأنظمة الكوكبية، وتؤكّد مرةً أخرى أنّ الطبيعة غالباً ما تكون أكثر إبداعاً من توقعاتنا النظرية. إضافةً إلى أنها تبرز الحاجة إلى مزيد من الاستكشافات لأسرار أورانوس الفريدة، الذي ما زال يحتفظ بالعديد من الألغاز التي تنتظر الحل.

ويعمل "هابل"، وهو مشروع مشترك بين وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة ناسا، منذ أكثر من 3 عقود.

اخترنا لك