أول دراسة علمية حول أسئلة الناس لـ "تشات جي بي تي"

 إليكم أول دراسة عامة مفصلة حول من يستخدم روبوت الدردشة الخاص بها وما يطلب منه في أغلب الأحيان، من إصدار الشركة المصنعة لـ ChatGPT، فماذا في التفاصيل؟

  • (Katie Adkins/AP)
    يهيمن الشباب على قاعدة المستخدمين لـ ChatGPT  ( الصورة: Katie Adkins/AP)

أصدرت شركة OpenAI، الشركة المصنعة لـ ChatGPT، أول دراسة تفصيلية حول ما يفعله مستخدموها باستخدام برنامج الدردشة الشهير ومن هم، مما يوفر نظرة غير مسبوقة حول كيفية استخدام الأشخاص لأداة الذكاء الاصطناعي وما يتحدثون عنه.

ووفق ما نشرته صحيفة "الواشنطن بوست" فقد أفادت الشركة أن معظم مستخدمي ChatGPT من النساء، وأن غالبية الطلبات المُرسلة إليهن ليست متعلّقة بالعمل. 

ويهيمن الشباب على قاعدة المستخدمين، حيث أن ما يقرب من نصف المحادثات التي دُرست كانت من أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً.

أصدرت OpenAI البيانات يوم الاثنين في ورقة بحثية من 62 صفحة، وتستند هذه البيانات إلى سجلات دردشة 1.5 مليون مستخدم لتطبيق ChatGPT بين أيار/مايو 2024 وتموز/يونيو 2025. 

من يستخدم ChatGPT؟

ويغلب على صناعة الذكاء الاصطناعي، أكثر من غيرها من قطاعات التكنولوجيا، هيمنة الرجال، ويقع مقر OpenAI في سان فرانسيسكو، قلب صناعة التكنولوجيا الأميركية. إلا أن الدراسة تُظهر أن ChatGPT نفسه يتمتع بقاعدة مستخدمين عالمية ومتنوعة.

وفي عودة إلى الماضي، عندما بدأ ChatGPT يكتسب زخماً في أواخر عام 2022 وأوائل عام 2023، وجدت دراسة أجرتها الشركة أن حوالى 80% من المستخدمين يحملون أسماءً أولى "مذكرة عادةً". وبحلول حزيران/ يونيو 2025، انقلب هذا الوضع: إذ أصبح 52% من مستخدمي ChatGPT يحملون أسماءً مؤنثة، وفقًا لباحثي OpenAI.

 الدراسة لفتت إلى أن استخدام ChatGPT ينمو بوتيرة أسرع في الدول الفقيرة منه في الدول الغنية، على الرغم من أنها لم تُفصّل الاستخدام حسب البلد. وذكرت OpenAI أن ChatGPTيضم الآن أكثر من 700 مليون مستخدم أسبوعياً.

ما الغرض من استخدام ChatGPT؟

فقد وجدت دراسة أجرتها OpenAI أن الناس يستخدمون ChatGPT بشكل متزايد في حياتهم الشخصية بدلاً من طلب المساعدة في العمل.

في حزيران/ يونيو 2024، قُسِّمت طلبات روبوت المحادثة بالتساوي تقريبًا بين الاستخدام المهني والشخصي. وبحلول يونيو 2025، شكلّت الاستخدامات غير المتعلقة بالعمل 73% من جميع المحادثات، وفقًا للشركة.

وصنفت OpenAI أكثر من مليون محادثة تمت دراستها خلال تلك الفترة إلى سبع فئات. كانت أكبر فئة هي "الإرشادات العملية"، بنسبة 28.3% من جميع المحادثات، وهي فئة حددها باحثو الشركة بأنها تشمل الأشخاص الذين يبحثون عن نصائح إرشادية، ومساعدة في الواجبات المدرسية، ونصائح حول ممارسة الرياضة.

 المساعدة في الكتابة

وكانت ثاني أكبر فئة هي الأشخاص الذين يطلبون المساعدة في الكتابة من ChatGPT، وهي حالة استخدام تعتمد على التطورات في مجال توليد النصوص بالذكاء الاصطناعي التي أدت إلى ظهور روبوت الدردشة وغيره.

و وجدت دراسة OpenAI أن أكثر مهام الكتابة شيوعاً التي كُلّف بها ChatGPT كانت تحرير النصوص أو نقدها، تليها الكتابة الشخصية أو التواصل - وهي فئة مُعرّفة لتشمل المساعدة في رسائل البريد الإلكتروني أو منشورات وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد لاقت قدرة ChatGPT وأدوات الذكاء الاصطناعي المماثلة على توليد الأكواد البرمجية ترحيبًا كبيرًا من قِبل الكثيرين في قطاع التكنولوجيا. ووجدت دراسة OpenAI أن حوالي 4.2% من الدردشات المُستخدَمة كانت مرتبطة بالبرمجة.

ما هي حالات الاستخدام التي تزداد شعبيتها؟

كانت ثالث أكثر حالات استخدام ChatGPTشيوعًا في البيانات المشمولة في الدراسة هي "البحث عن المعلومات"، وهي فئة قال الباحثون إنها "تبدو بديلاً قريبًا جدًا للبحث على الويب".

عندما رصدت OpenAI تغير استخدام ChatGPT من قبل المستهلكين بين أيار/ مايو 2024 وحزيران/ يونيو 2024، وجدت أن البحث عن المعلومات قد نما بشكل مطرد خلال تلك الفترة. وبحلول أواخر الشهر، أصبح ثاني أكثر استخدام شائعًا لدى المستهلكين.

يُضاف هذا إلى الأدلة على أن ChatGPT قد يُحدث تغييراً جذرياً في اقتصاديات الحياة على الإنترنت. لسنوات عديدة، كان الأشخاص الذين يبحثون عن قراءة الأخبار، أو البحث عن الحقائق، أو العثور على وصفات طعام، يلجأون عادةً إلى "غوغل".

وقد بُنيت شركات نشر الأخبار، وتجار التجزئة عبر الإنترنت، والعديد من الشركات الأخرى على هذا النمط. وهو أساس أعمال إعلانات البحث السنوية لشركة جوجل، والتي تبلغ قيمتها 55 مليار دولار.

استجابت غوغل بوضع محتوى من أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في أعلى صفحات نتائج البحث، ما أدى أحياناً إلى دفع نتائج البحث التقليدية إلى أسفل الصفحة حيث يقل احتمال رؤيتها للمستخدمين.

في دراسة OpenAI، تضمنت فئة البحث عن المعلومات أيضاً استفسارات المستخدمين حول "المنتجات القابلة للشراء". وقد شكلت هذه الاستفسارات 2.1% من جميع الدردشات في تلك الفئة. تمثل الاستعلامات من هذا النوع نشاطاً تجارياً محتملًا لشركة OpenAI، والتي يمكنها وضع إعلانات في المحادثات حول المنتجات أو تحقيق إيرادات من تجار التجزئة الذين ترسل إليهم الزيارات.

ماذا عن استخدام ChatGPT للحصول على نصائح شخصية أو كـ"صديقة ذكاء اصطناعي"؟

يجد الكثيرون أنه من المفيد مناقشة حياتهم الشخصية مع ChatGPT. أشارت الدراسة التي نُشرت اليوم الاثنين إلى أن 1.9% من المحادثات كانت تتعلق بطلب نصائح حول العلاقات والمشاعر و"مناقشة التأملات الشخصية".

وصف باحثو OpenAI حالة الاستخدام هذه بأنها "صغيرة نسبيًا"، وقارنوا نتائجهم بأبحاث أخرى خلصت إلى أن العلاج النفسي هو أحد الاستخدامات الأساسية لروبوتات الدردشة المُولِّدة للذكاء الاصطناعي.

هناك قلق متزايد بشأن حالات تكوّن أفكار ضارة لدى الأشخاص بعد ساعات طويلة من استخدام روبوتات الدردشة.

أطلقت لجنة التجارة الفيدرالية الأسبوع الماضي تحقيقًا في الأضرار المحتملة لاستخدام روبوتات الدردشة كـ"مرافقين". وأمرت سبع شركات بتقديم معلومات حول منتجاتها، بما في ذلك OpenAIوGoogle وMeta.

الاستخدام "ضئيل جداً"

في نيسان/ أبريل، تراجعت OpenAI عن تحديث لـ ChatGPT بعد أن اشتكى المستخدمون من أنه أصبح مُملًا و"مُتملقًا". في آب/ أغسطس، تراجعت الشركة عن قرارها بإيقاف إصدار GPT-4o من ChatGPT بعد احتجاج بعض المستخدمين على بناء علاقات قيّمة معه.

وفي حفل عشاء مع الصحفيين الشهر الماضي، صرّح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، بأن نسبة الأشخاص الذين استخدموا ChatGPT في "العلاقات الاجتماعية" كانت "ضئيلة جداً".

وتتضمن الدراسة التي نشرتها الشركة يوم الاثنين تصنيفاً مشابهاً. ووجدت أن 0.4% من المحادثات التي خضعت للدراسة كانت مرتبطة بـ"الألعاب وتقمص الأدوار"، والتي تُعرّف بأنها تشمل سيناريوهات تعامل فيها المستخدمون مع روبوت الدردشة على أنه "صديقة ذكاء اصطناعي".

اقرأ أيضاً: إطلاق نموذج ChatGPT-5 الجديد.. هذه أبرز مميّزاته

اخترنا لك