تلسكوب "هابل" يكشف لغزاً جديداً حول كوكب أورانوس وأقماره الغامضة

التقط تلسكوب "هابل" الفضائي صوراً جديدة لكوكب أورانوس، السابع في نظامنا الشمسي، كاشفاً ليس فقط حلقاته المميزة، بل أيضاً أسراراً جديدة حول أقماره الغامضة، وآلية عمل مجاله المغناطيسي. 

وكشفت الدراسة الجديدة، التي عرضت خلال مؤتمر صحافي في الاجتماع الـ246 للجمعية الفلكية الأميركية (AAS) في ألاسكا، الثلاثاء الماضي، عن نتائج مفاجئة تتعلق بالبيئة المغناطيسية لأورانوس وأكبر أقماره.

🆕 The icy moons of Uranus – Ariel, Umbriel, Titania, and Oberon – appear as tiny points of light from Earth. With Hubble’s ultraviolet capabilities, however, astronomers could deduce their surface characteristics. 1/2 pic.twitter.com/yac0Tnvipx

— HUBBLE (@HUBBLE_space) June 10, 2025

'Uranus is weird.' Big moons of tilted ice giant hide a magnetic mystery, Hubble telescope reveals - https://t.co/ZJcRJz4uRU

— Ken Gusler (@kgusler) June 12, 2025

فقد توقع العلماء سابقاً أنّ الإشعاع الصادر عن المجال المغناطيسي للكوكب سيؤدي إلى جعل الجانب الخلفي من أقماره الأربعة الرئيسية "آرييل"، "أومبريل"، "تيتانيا"، و"أوبيرون"، أكثر عتمةً، لكن البيانات الواردة من "هابل" أظهرت عكس ذلك تماماً. فقد ظهر الجانب الأمامي من القمرين الخارجيين (تيتانيا وأوبيرون) أكثر عتمة واحمراراً، بينما لم يظهر أي فرق ملحوظ في سطوع القمرين الداخليين (آرييل وأومبريل).

The serene appearance of the spiral galaxy IC 758 gives no hint as to its explosive past 💥 1/3 pic.twitter.com/qEoSQWmM9S

— HUBBLE (@HUBBLE_space) June 12, 2025

هذه النتائج تشير إلى أنّ "الغلاف المغناطيسي لأورانوس قد لا يتفاعل بشكل كبير مع أقماره الكبيرة"، ما يطرح احتمالين: إمّا أن يكون خامداً أو أكثر تعقيداً بكثير مما كان يعتقد سابقاً.

يقود هذا الاكتشاف إلى فرضية جديدة مثيرة للاهتمام. يعتقد الباحثون أنّ الغبار الصادر عن الأقمار الصغيرة غير المنتظمة في نظام أورانوس قد يكون المسؤول عن هذه الظاهرة. مع مرور الوقت، يصطدم هذا الغبار بالجانب الأمامي للأقمار الخارجية أثناء حركتها المدارية، تماماً كما تلتصق الحشرات بزجاج السيارة الأمامي أثناء القيادة. هذه الآلية تفسّر لماذا تظهر الأقمار الخارجية تبايناً في السطوع بين جانبيها، بينما تبقى الأقمار الداخلية محمية من هذا الغبار بفعل وجود الأقمار الخارجية.

Our #HubbleTopImage takes you back to when astronomers found evidence of unexpected black holes! 🕳️

More black holes were found in the early Universe than previously reported – and many of them more massive than was thought possible. 1/3 pic.twitter.com/dZAEl6GBDX

— HUBBLE (@HUBBLE_space) June 5, 2025

ويُعد هذا الاكتشاف مهماً لأنه يسلّط الضوء على ديناميكيات فريدة في نظام أورانوس، حيث يبدو أنّ تفاعلات الغبار بين الأجسام المختلفة تلعب دوراً أكبر مما كان متوقعاً في تشكيل خصائص أسطح الأقمار. كما يشير إلى أنّ الغلاف المغناطيسي لأورانوس قد يكون أقل نشاطاً في التفاعل مع أقماره مقارنة بالتقديرات السابقة، أو أنّ آليات هذا التفاعل أكثر تعقيداً مما نعرفه.

A star is born! 🌟 And another, and another, and another…

Access more space-themed .gifs at our giphy page: https://t.co/185NbTP2GH pic.twitter.com/hpuFwyINEU

— HUBBLE (@HUBBLE_space) June 6, 2025

وتمكّن العلماء من الوصول إلى هذه النتائج بفضل القدرات الفريدة لتلسكوب "هابل" في مجال الأشعة فوق البنفسجية، وهو المجال الذي لا يمكن دراسته من الأرض، بسبب حجب الغلاف الجوي لهذه الأطوال الموجية.

ومن المتوقع أن تساهم الملاحظات المستقبلية باستخدام تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي في تعميق فهمنا لهذا النظام الكوكبي الغامض وتفاعلاته المعقدة.

NGC 685, a barred spiral galaxy about 64 million light-years away, is bright with star formation! 🌟 Young blue stars are cocooned in pink gas clouds, which glow when hot, massive stars are born. 1/3 pic.twitter.com/KaUhehcNSO

— HUBBLE (@HUBBLE_space) June 5, 2025

كذلك تكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تفتح باباً جديداً لفهم ديناميكيات الأنظمة الكوكبية، وتؤكّد مرةً أخرى أنّ الطبيعة غالباً ما تكون أكثر إبداعاً من توقعاتنا النظرية. إضافةً إلى أنها تبرز الحاجة إلى مزيد من الاستكشافات لأسرار أورانوس الفريدة، الذي ما زال يحتفظ بالعديد من الألغاز التي تنتظر الحل.

ويعمل "هابل"، وهو مشروع مشترك بين وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة ناسا، منذ أكثر من 3 عقود.