الشيخ نعيم قاسم في ذكرى عيد المقاومة والتحرير: المقاومة هوية وانتماء
خيار التخلّي عن المقاومة هو بمثابة خيانة وطنية، ويمنح العدو فرصة الانقضاض على لبنان لإحتلال أرضه وتهجير أبنائه وتغيير هويته السياسية والديمغرافية وحدوده الجغرافية.
-
عيد المقاومة والتحرير (أرشيف).
بمناسبة عيد "المقاومة والتحرير"، وعقب انتهاء الجولة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية، أطلّ أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم من خلال كلمة متلفزة، أطلق خلالها جملة من المواقف حول العناوين المرتبطة بالمناسبة والتطورات الراهنة على أكثر من صعيد، وفي هذا الصدد، يمكن الإشارة الى جملة من الرسائل والعناوين كما يلي:
أن المقاومة بما هي صانع للتحرير وحامية للسيادة والاستقلال، ودعامة للإستقرار، هي عنصر قوة للبنان، ورصيد وطني، يجب الاستفادة منها لتعزيز موقف لبنان في مواجهة التحديات.
وعليه، فإن خيار التخلّي عن المقاومة هو بمثابة خيانة وطنية، ويمنح العدو فرصة الانقضاض على لبنان لإحتلال أرضه وتهجير أبنائه وتغيير هويته السياسية والديمغرافية وحدوده الجغرافية، وهذا ما لا يمكن أن تقبل به المقاومة وجمهورها مهما بلغت الأثمان.
الرهان على أن المقاومة انتهت، هو رهان خاطئ، لأنّ خيار المقاومة هو التزام إيماني وأخلاقي ووطني متجذّر في وجدان حاضنة المقاومة. وعليه، فإنّ اي حسابات او قرارات غير محسوبة في هذا الاطار، ستكون مغامرة غير محسوبة.
وعلى الجميع الأخذ بعين الإعتبار، الاحتضان العاطفي، والتأييد الشعبي، والذي تجسّد بتشييع الشهيد الأقدس السيد حسن نصرالله، والسيّد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين من جهة. ومن خلال نتائج الانتخابات البلدية التي أفرزت حقائق مهمة، أبرزها أن البيئة التي أُريد لها أن تتخلى عن خيار ونهج المقاومة، أثبتت التصاقها وتمسكها بهذا النهج كخيار متجذّر أكثر من أي وقت مضى، وهذا له دلالاته ورمزيته ربطاً بالحرب الأخيرة على لبنان وأهدافها، وبالحملة السياسية والاعلامية المستمرة على المقاومة وبيئتها من قبل خصومها وأعدائها في الداخل والخارج، من جهة أخرى.
• اعتبار اعتداءات العدوّ الاسرائيلي وعدم التزامه بقرار وقف اطلاق النار، هو استمرار للحرب وبأنها لم تنته بعد، يحرر المقاومة من أي ضغوط لتنفيذ أي التزامات اضافية. وعليه، يتوجب على المعنيين التوجه الى لجنة المراقبة المختصة بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، والدول الضامنة لتطبيق الاتفاق، أميركا وفرنسا تحديداً، لتحمّل مسؤولياتهم للضغط على العدوّ الاسرائيلي للانسحاب من الاراضي المحتلة وبتطبيق التزاماته وفق مندرجات القرار، والى أن يلتزم العدو، لا "تطلبوا منّا شيئاً بعد الاَن"، وبعدها لكل حادث حديث.
• المعادلة الذهبية، جيش- شعب- مقاومة، التي لم تكن يوماً حبراً على ورق، وإن حُذف مضمونها من البيان الوزاري الأخير، أو أراد البعض حذفها من قاموس اللبنانيين، هي معادلة راسخة ومصلحة وطنية عليا، صنعت الانجازات سابقاً (تحرير العام ٢٠٠٠، نموذجاً)، ولازالت تحمي لبنان في الحاضر، ومستمرة في المستقبل في ظل غياب استراتيجية دفاعية وطنية بديلة ذات فعالية مساوية لها على الأقل.
وعليه لكل المتربصين والفتنويين الذين يريدون الايقاع بين المقاومة والجيش، لن يحققوا أهدافهم، ولن تمنحهم المقاومة هذه الفرصة.
بناءً على ما تقدّم، تمضي المقاومة في تأكيد الثوابت لناحية ماهية وجدوى وجودها وبقائها. وبالموازاة، تأكّد انفتاحها على كل نقاش بنّاء يساهم في استكمال الاستحقاقات المؤسساتية، والنهضة الإقتصادية والانمائية بالتعاون مع الجهات المعنية، على طريق بناء الدولة والمؤسسات. وعليه تُمثّل المقاومة كهوية وإنتماء، ورقة قوة للبنان ومنعته في مواجهة أعدائه، فهل من يُحسن الاستفادة منها؟