"La cocina".. معاداة الأميركي سهلة لكن صداقته صعبة للغاية!

شريط مكسيكي بعنوان: "la cocina" يختصر معاناة المهاجرين إلى أميركا في التكيّف والإكتفاء المادي والمستقبل المضمون، يخلص إلى إستنتاج يقول: "أن تكون عدواً للأميركي أمر سهل، أما أن تكون صديقه فهذا صعب للغاية".

  • La cocina:  الملصق
    La cocina: الملصق

 الدعاية الترويجية لبلاد العم سام أنها "أرض الأحلام التي تتحقق"، أمر دفع بالمخرج المكسيكي ألونزو رويزبالاسيوس إلى إنجاز فيلم بعنوان: "la cocina" – المطبخ – جمع فيه نماذج من المهاجرين إلى الولايات المتحدة من المغرب، إيطاليا، كولومبيا، المكسيك، وشخصيات من أصول أفريقية من برونكس – بروكلين، أجمعوا دون إستثناء على أنهم يسعون لمغادرة أميركا إلى بلاد أكثر أماناً وقدرة على تأمين مستقبل محترم لمن يكد ويجتهد حباً بالحياة.

  • المكسيكي بيترو - راؤول بريونيس مع الأميركبة جوليا - روني مارا -
    المكسيكي بيترو - راؤول بريونيس مع الأميركبة جوليا - روني مارا -

 الفيلم القضية كتبه المخرج بالتعاون مع آرنولد ويسكر، مركّزاً على شخصية المهاجر المكسيكي غير الشرعي بيدرو – راؤول بريونيس – وهو طباخ ماهر لكنه صاحب مزاج خاص، وعصبية لا تحتمل، كما أنه صادق ومباشر يقول ما عنده من دون خوف أو تردد، وهو كمعظم المهاجرين يسعى للإرتباط بأميركية طمعاً في الحصول على إقامة شرعية ومن ثم الجنسية، لأنّ إدارة المطعم تعطي وعوداً كاذبة بتأمين أوراق رسمية للمهاجرين، كنوع من التخدير وإبقائهم تحت السيطرة.

  • آخر مشاهد الفيلم بعدما حطم بيدرو المطبخ وصالة المطعم
    آخر مشاهد الفيلم بعدما حطم بيدرو المطبخ وصالة المطعم

 بيدرو أحب بجنون النادلة الشابة والجميلة جوليا – روني مارا – جمعتهما عاطفة صادقة وتعاهدا على المغادرة إلى بلاد لا تعرفهم لكي يعيشا بهدوء وإحترام مع أبنائهما، (بما يعني أنه لم يكن مهتماً بالحصول على الإقامة أو الجنسية)، كان الحب صادقاً لكن بيترو مندفع وسرعان ما يجن جنونه لأي إستفزاز، مما جعل جوليا تنسحب من العلاقة وتتركه وحيداً مع كوابيسه، التي لا تنتهي ولا فائدة تُرتجى.

  • مخرج الفيلم والمشارك في كتابته: المكسيكي ألونزو رويز بالاسيوس
    مخرج الفيلم والمشارك في كتابته: المكسيكي ألونزو رويز بالاسيوس

 تنطلق مشاهد الفيلم ومدته ساعتان و19 دقيقة بعبارات من توقيع هنري ديفيد ثورو: "لنفكر بالطريقة التي نمضي بها حياتنا، هذا العالم مكان للتجارة، يا له من صخب لا ينتهي، أصحو كل ليلة تقريباً، على لهاث حركة القاطرة، إنه يقطع علي أحلامي".

هذا المناخ عاكسه واقع عنصري سيطر على مناخ الشخصيات كلها، وأبرزهم بيترو الذي إستفزته إحدى نادلات المطعم فهاجت أعصابه وراح يدمر كل ما طالته يداه من أدوات الطبخ وأجهزة الإدارة، قبل أن ينتقل إلى صالة الزبائن مواصلاً تخريب المكان، وهنا تكون النهاية: الثورة على الوضع القائم وتحطيم كل شيء، وهو ما فعله بيترو بأداء موفق وحقيقي.

يغلب على فريق التمثيل الفنانون المكسيكيون: آنا دياز، لورا غوميز، إدواردو أولموز، إيستبان كايسيدو، ماريا فرناندا بوك، نيا لابورد نوغيز، شافانا كالدر، وبرناردو فيلاسكو. والفيلم صوّر في نيويورك ونيويورك سيتي، عرضته الصالات الأميركية بدءاً من 24 تشرين الأول/أكتوبر 2024.

اخترنا لك